ثقافةصحيفة البعث

مهرجان نيجاتيف السينمائي تحت شعار “السينما تقود الجماهير”

أمينة عباس 

لم يكن مهرجان “نيجاتيف السينمائي” الأول الذي أُقيم مؤخراً في صالة سينما الكندي بالحدث العادي لمحبي السينما، كما لم يكن الجمهور الكبير الذي حضره إلا مؤشراً حقيقياً على مدى تعطّش الناس للسينما، في الوقت الذي كان فيه المهرجان تتويجاً لما أنجزه فريق رؤية التابع لدار الشبيبة للفنون التابعة لمنظمة الشبيبة من خلال مشاهدة مجموعة من الأفلام التي قام بصنعها أعضاؤه، وهم مجموعة من هواة الفن السابع.

وأكد مراد شاهين المدير العام للمؤسّسة العامة السينما في تصريح لـ “البعث” أن وجود مؤسّسة السينما وحدها لا يكفي من أجل النهوض بالمشروع السينمائي في سورية، ومن المهمّ وجود جهات أخرى إلى جانبها، سواء كانت من القطاع الخاص أو من المنظمات الأهلية، من أجل تعزيز ثقافة السينما وتطوير الحركة السينمائية في بلدنا عبر علاقة تكاملية تأخذ طابعَ التسهيل من ناحية المؤسّسة من أجل إقامة مثل هذه الفعاليات التي يتمنى لها الاستمرار والتطور، مشيراً إلى أن السينما حاجة ضرورية، وهي المرآة التي تعكس الوجه الحضاري للشعوب، وخاصة في الفترات التي تلي الحروب، وهي تؤكد عادات وتقاليد وآمال هذه الشعوب، وأهميتها تكمن في أنها تمثل هذه القيم من خلال أفلامها، وهي الفن الأكثر شعبية في العالم.

وأشار جورج بشارة مدير دار الشبيبة للفنون إلى أن الدار واحدة من المؤسّسات الطموحة في توليد المواهب الفنية وتقديمها بالشكل الأمثل، لذلك تمّ احتضان فريق رؤية السينمائي من قبلها ليتمكنوا من إنجاز مشاريعهم السينمائية ووضعهم على الطريق الصحيح، والمهرجان ما هو إلا باكورة الأعمال التي ستستمر في السنوات القادمة ليشمل عملُ الفريق كافة المحافظات، مع الطموح بأن يصبح هذا المهرجان دولياً، شاكراً المؤسسة العامة للسينما ولجنة التحكيم وكلّ المساهمين بنجاحه.

نشر ثقافة السينما

وبيَّن رئيسُ مجلس إدارة فريق رؤية هشام فرعون أن الهدف من وجود فريق رؤية هو الارتقاء بالذائقة الفنية ونشر ثقافة السينما بدلاً من ثقافة العنف التي انتشرت مؤخراً، لأن الفن يقوّم النفس البشرية ويهذبها، لذلك كان الهدف من تأسيس الفريق احتضان الطاقات والمواهب الشابة التي لا تجد فرصة للتعبير عن مشاريعها، ليكون مدخلاً لهم لتحقيق أحلامهم والتعبير عن مواهبهم، موضحاً أن الأفلام التي قُدّمَت في المهرجان تحت شعار “الفن يقود الجماهير” هي نتيجة ورشة شارك فيها الطلاب، وكانت النتيجة ثمانية أفلام، مع إشارته إلى أن عمل الفريق مستمر، وأن مهرجان سينما الهواة سيُقام بشكل دوريّ كلّ سنة، واعداً الجمهور أنه وخلال عامين سيتحول إلى مهرجان دولي يستقبل أفلاماً من الخارج.

أفلام لهواة

وبيَّن المخرج غسان شميط، وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم في المهرجان، أن فريق رؤية للهواة نجح في إنجازِ عدة أفلام، وقد أخذت لجنة التحكيم بعين الاعتبار أنها أفلام لهواة بعيداً عن أي اعتبارات أخرى، مشيراً إلى أنه كان من الضروري منح جوائز لأصحابها مكافأةً على الجهد الذي قاموا به، متمنياً أن يرى لهم في مراحل لاحقة أعمالاً جديدة تكون بالمستوى الذي نطمح إليه، مبيناً أنه من الضروري وجود جهات أخرى إلى جانب المؤسّسة تعمل في مجال السينما، والمطلوب دعمها لتستمر، موجهاً الشكر للمؤسسة العامة للسينما التي تبنَّت الفكرة وأعطت الهواة فرصةً لصنع أفلام سينمائية، وهو عمل يُشكَرون عليه لأننا لا نجد في كلّ الأوقات من يضحّي في سبيل إنجاز فيلم، منوهاً بالجهود الكبيرة التي بذلها مدير الفريق هشام فرعون لتتويج عمل الفريق بمهرجان خاص بعد غياب طويل للقطاع الخاص عن عالم السينما، لذلك لم يتردّد شميط في أن يكون ضمن لجنة التحكيم لدعمه معنوياً فيما يقوم به.

انتصار للإنسان السوري 

وأوضح الفنان يوسف المقبل، عضو لجنة تحكيم المهرجان، أن أي نشاط فني ثقافي هو انتصار للإنسان السوري على حساب إزاحة الفكر الظلامي الآخر الذي بدأ يتغلغل في مجتمعنا، لذلك من الضروري دعم هؤلاء الشباب الذين حاولوا صنع سينما حتى ولو كانت بدائية، لأن ما توصلوا إليه هو إنجاز مهمّ سيتطور في المستقبل بفضل المشاهدات والملاحظات، مبيناً أن وجود عددٍ كبير من الجمهور في المهرجان الذي شهد إطلاق عمل فريق رؤية يسعد القلوب كثيراً ويُنبئ بأن بلدنا تذهب باتجاه حالة متطورة في عالم الثقافة والفن والإبداع، ما يؤكد أن سورية ولّادة دائماً بالمبدعين، وأن وجود جهات أخرى تهتمّ بالسينما أمر ضروري، وأن إقامة المهرجان إنجاز مهمّ لمصلحة السينما بغضّ النظر عن المستوى الذي قُدّمَت فيه الأفلام، خاصة وأن القطاع الخاص انسحب منذ نهاية الثمانينيات تقريباً من الساحة السينمائية وتوقف عن الإنتاج لظروف مختلفة. وأوضح المقبل أن وجود جمهور كبير في المهرجان هو إحياء لفن السينما الذي هو حالة معرفية متطورة في العالم، لذلك فإن وجود مجموعة من الشباب يعودون من جديد لصنع سينما أمر يدعو للتفاؤل، مؤكداً أن أي مشروع سينمائي يجب أن ينطلق بدايةً من نص جيد، وانطلاقاً من ذلك بدا للمقبل أن هناك تحضيراً خجولاً لهذه الأفلام، في حين كان على المشاركين الهواة التعاون مع أكاديميين وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لتحضير نصوص جيدة، دون أن يغفل أن هناك ما هو مهمّ فيها على الصعيد الفني.

جوائز المهرجان 

– أفضل فيلم متكامل “شباك” إخراج الياس مسوح.

– أفضل إخراج ناديا العقاد عن فيلم “نحيا مرتين”.

– أفضل سيناريو عبد الملك خيرات عن فيلم “تسجيل خروج”.

– أفضل ممثل رامي المصري عن فيلم “شباك”.

– أفضل ممثلة كريستينا واكيم عن فيلم “حجلة”.

كما نوّهت لجنةُ التحكيم بأسامة السلال ومضر أحمد، وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من المخرج غسان شميط والمونتير محمد علي المالح والفنان يوسف المقبل، كما قدّمت إدارة المهرجان شهادات تقدير ودرع المهرجان لأعضاء لجنة التحكيم وأ. عماد نداف المخرج الفني للمهرجان.