بعد انتهاء معسكر منتخب الشباب الانتقائي.. رسائل واضحة من الكادر الفني
ناصر النجار
أنهى منتخب الشباب معسكره الأول الانتقائي الذي بدأ الجمعة واستمر ثلاثة أيام، تمّ من خلاله الاطلاع على مستوى خمسة وسبعين لاعباً من كلّ فرق الدوري الممتاز والدرجة الأولى.
الحركة الجيدة في هذا التصرف غير المسبوق قادها المدرّب الهولندي مارك فوته ولها أهداف وغايات كثيرة، أهمها إسكات من ينادي بهذا اللاعب وذاك ومن يتدخل عبر المتنفذين والواسطات المختلفة ليضمّ لاعباً يقربه أو يخصّه أو ينتمي للمسؤولين الرياضيين، وهو بذلك يقول للجميع: أرض الملعب هي الميدان في تحديد هوية اللاعبين وأهليتهم ومدى جاهزيتهم ليكون لهم دور في المنتخب الوطني، انتقاء اللاعبين لم يتمّ بواسطة طاقم المنتخب الوطني للشباب، إنما تمّ باختيار مدرّبي فرق شباب الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، بحيث يرشّح كل مدرّب اللاعبين الأميز لهذا المعسكر، وبالتالي يكون المدرّب الهولندي أخلى مسؤوليته ورفع الشبهة عن طاقمه حول عملية الاختيار والانتقاء، وبذلك يكون المدرّب قد عمل جرداً كاملاً ومسحاً بكل الملاعب والأندية بحثاً عن لاعب مؤهل ليكون في عداد المنتخب الوطني.
الرسالةُ التي أرسلها فوته إلى وسائل الإعلام، وهي رسالة مبطنة إلى كلّ المدربين والمحللين، أنه ليس كلّ لاعب جيد في النادي يصلح أن يكون لاعباً في المنتخب، فكل شيء له خصوصيته والمنتخب بحاجة إلى نوعية قد لا تكون موجودة في الكثير من اللاعبين، لذلك علينا أن نقتنع بهذه الفكرة وأن نبني عليها حساباتنا، فحسابات الأندية قد لا تكون صحيحة في تقييم لاعبيها أو لاعبي الأندية الأخرى أمام حسابات مدرّبي المنتخب.
فوته ذاته أشرف على تدريب منتخب الشباب وشارك معه في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا وكسب بطاقة التأهل، وهو اليوم يعدّ العدّة للمشاركة في النهائيات التي ستقام في شهر آذار المقبل، بعد هذه العمليات الانتقائية والمعسكرات السابقة والبطولات التي شارك فيها من المفترض أن يكون فوته وصل إلى قناعة تامة بمستوى اللاعبين المؤهلين ليمثلوا منتخب الشباب، خاصة وأنه جرّب أكثر من مئة وعشرين لاعباً على فترات، ولا نظنّ أن هناك لاعباً لم يره المدرّب الهولندي أو غاب عن أنظاره.
بمثل هذه الإستراتيجية تتقدم كرتنا لأنها تبحث عن الأفضل بين اللاعبين، نوعية ومستوى وموهبة، وتنسف كلّ القيل والقال والشبهات حول عدم اختيار هذا اللاعب أو استبعاد آخر لأسباب غير موضوعية أو استدعاء لاعب له دعم معيّن، وهذه هي الخطوة الصحيحة الأولى التي يجب مراعاتها دائماً.