جلسة مطولة لمجلس محافظة طرطوس وردود خطية على مداخلات أعضاءه
طرطوس – محمد محمود
جلسة مطولة شهدها مجلس محافظة طرطوس في ثالث أيام انعقاده بدورته الأولى، والتي ناقشت قضايا وإشكاليات عدة متعلقة بقطاع النقل والمواصلات، والكهرباء، والمياه، والزراعة، والاتصالات وغيرها.
ومع أن طول الجلسة عكس اهتماما ملحوظا من الأعضاء الجدد بقضايا محافظتهم، ورغبة بإيصال جزء من مشكلات القرى والبلدات لمدراء الدوائر والمعنيين، إلا أن ملل بعض الأعضاء من طول المداخلات ومغادرة معظمهم، دفع برئيس المجلس علياء محمود باقتراح موافاة المدراء بردود خطية على المداخلات بعد رد مديرين فقط هما مديري الزراعة والمياه.
وطالب الأعضاء بضرورة تقديم ملخص عن عمل المكتب التنفيذي لكل قطاع، والقرارات التي يتخذها لتقييم عمله، فالمرحلة والظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها تتطلب تفكيرا خارج الصندوق، كما طالبوا بتنظيم فريق استشاري فني متخصص من الكفاءات والخبرات الموجودة في المحافظة في كافة القطاعات خاصة أن كم الفساد، وانتشار ثقافته، أصبح شيئا يفوق التصور، فالمطلوب العمل على تشجيع الابتكار وتقديم رؤية ورسالة وهدف من كل الجلسات ووضع آلية تقييم سنوية يكون المعييار فيها القرب من الناس ومشكلاتهم.
وفي قطاع الزراعة تحدث الأعضاء عن ضرورة دعم الفلاحيين بطرق مختلفة من تأمين مستلزمات الإنتاج كالأسمدة الزراعية والمحروقات والمياه والعمل على إنشاء معمل لشرائح النايلون للزراعات المحمية، والمطالبة بالنظر لمحاصيلهم من منظور إستراتيجي، فأشجار الزيتون مجهدة بعد موسم جيد وأشجار اللوزيات تجاوزت موعد التسميد، وأشجار التفاح تعاني صعوبات كبيرة في التسميد والتسويق.
وناقش الأعضاء أيضا غياب دور الوحدات الإرشادية في تقديم العون للفلاح في الكثير من القرى والمناطق، كما طالب الأعضاء بضرورة إيجاد حل لمياه الجفت الناتجة عن معاصر الزيتون، كما طالبوا برؤية نتائج قريبة لبرنامج الاعتمادية، وإيجاد آلية معينة لتعبيد الطرق الزراعية.
أما في قطاع المياه والري فطالب الأعضاء بزيادة كميات المعقمات والكلور التي تضاف للمياه وخاصة في ظل ما نسخده من أمراض وبائية، والإسراع ببعض المشاريع المائية المتوقفة ووضعها بالاستثمار، وإيجاد طرق ووسائل لمنع تلوث المياه الجوفية بمياه الجفت القريبة من معاصر الزيتون.
وفي قطاع الكهرباء تمت المطالبة بالإسراع بمد خط ساخن يصل لجامعة الأندلس ويخدم عدة أفران ومشفى بطول ٧ كم.
وفي قطاع الاتصالات تم الحديث عن إشكاليات متعلقة بالشبكة وبطئها وانقطاعها في عدة مناطق وقرى.
أما في قطاع النقل فكانت الأحاديث مطولة عن معاناة مستمرة في عدد كبير من القرى وازدحام غير مسبوق ضمن المدينة، وطالب الأعضاء بإحداث شركة عامة للنقل الداخلي في المحافظة.
وفي رد علي يونس مدير الزراعة أوضح بعض النقاط حول برنامج الاعتمادية لمحصول الحمضيات وخارطة الأصناف وبرنامج الاستبدال والإحصاء في محافظة طرطوس، حيث تم وضع خطة لبرنامج الاعتمادية منذ عام 2019 وتم تعديله خلال السنوات الماضية، وستبدأ الفرق الحقلية الأسبوع القادم بجرد كامل مساحة الحمضيات ووضع خارطة لكل حقل مبينا دعم استبدال أشجار الحمضيات وفق برنامج واضح حسب الخارطة الصنفية وملاءمة الصنف للمنطقة، والتركيز على زراعة كامل الحقل بصنف واحد وعلى مستوى المنطقة، بهدف توحيد الصنف على مستوى الحقل وتحديد مواعيد النضج ودرجاته ومواعيد التسويق وتنظيمه.
واشار يونس إلى أن الدعم سيبدأ من منح غراس مجانية لمن يرغب باستبدال أشجاره الهرمة أو المريضة، بشرط الالتزام في تطبيق الشروط الفنية الموضوعة ومن ثم يمكن أن يتم دعمه بأشكال أخرى، والغاية الوصول لمنتج مطابق للمواصفات ويتمتع بميزات تصديرية.
كما تحدث يونسس عن الآلية الجديدة لمنح المازوت الزراعي والتأمين الزراعي المهم في المحافظة لتعرضها سنويا لأضرار ضخمة وكبيرة في المحاصيل والبيوت المحمية.
في حين رد عيسى حمدان مدير مياه طرطوس على مداخلات الاعضاء مبيناً أن هناك نقص كبير في حوامل الطاقة ما انعكس سلبا على قطاع المياه في مناطق كثيرة، وعن موضوع إضافة المعقمات لمياه الشرب بين حمدان أن الموضوع حساس ومحدد بنسب معروفة نلتزم بها فزيادتها يمكن أن تكون ضارة.
كما بين حمدان أن العمل مستمر لرفع التلوث عن سدي الدريكيش والصوراني ليكونوا مصادر داعمة في مياه الشرب، وعن موضوع إنشاء سدات مائية في بعض القرى بين أن كلفة هذه السدات تتجاوز اليوم ٢٠٠ مليون فهي توجه للمناطق التي يكون غيها وضع المياه سيئا جدا، وختم حديثه عن مشاريع خط جر المياه الثاني في جرد القدموس، والكلف العالية التي تتطلبها حيث أن الاولوية في المرحلة الحالية لتدعيم المصادر الأساسية للمياه وتنظيم الدور في المناطق التابعة لجرد القدموس لحين إنجاز تلك المشاريع، مؤكدا على أهمية الربط الكهربائي فالمشاريع المائية دونها مثل جسد بلا روح.