مدفيديف: لدينا من الأسلحة ما يكفي لكبح جماح الجميع
موسكو – تقارير:
إذا كان الغرب يعوّل من خلال إطالة أمد الصراع في أوكرانيا على استنزاف روسيا عسكرياً، فقد جاءه الجواب الشافي على الأرض قبل أن يأتيه على لسان المسؤولين الروس، وأما إذا كان يعوّل على هزيمة روسيا اقتصادياً فإن الجواب موجود بشكل واضح في الحالة الاقتصادية التي تعيشها الدول الغربية على خلفية العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وتداعياتها الكارثية، حيث تحوّلت أوكرانيا إلى ثقب أسود يستنزف اقتصادات الغرب الجماعي.
وفي التفاصيل، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف: إننا نملك ما يكفي من الأسلحة لكبح الجميع خلافاً لتوقّعات وآمال الأعداء.
ونقلت وكالة تاس عن مدفيديف قوله على قناته في موقع تليغرام اليوم: إن الأعداء يواصلون باهتمام رصد وحساب عدد الإطلاقات الصاروخية الروسية، محاولين تحديد الاحتياطي الموجود لدينا من الأسلحة والعتاد العسكري والذخيرة، وقد بنوا آمالهم على نضوب إمكانياتنا إلا أنه لدينا ما يكفي الجميع.
وبيّن مدفيديف أنه زار مؤخراً المؤسسة العلمية الإنتاجية ريغيون، حيث تمّت مناقشة زيادة تزويد وإمداد القوات المسلحة الروسية بالأسلحة العالية الدقة.
كذلك نشر مدفيديف مقطع فيديو من الورش يظهر قنابل جوية وطوربيدات بحرية قابلة للتوجيه.
يشار إلى أن مؤسسة ريغيون العسكرية تأسست في عام 1969 وهي تتبع لشركة الأسلحة الصاروخية التكتيكية وتعدّ من أكبر مؤسسات إنتاج الأسلحة الجوية والبحرية في روسيا.
إلى ذلك، أكد نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين أنه من المستحيل عزل روسيا عن الساحة الدولية، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الروسية تتفاعل مع أكثر من 100 دولة في العالم.
ونقلت وكالة نوفوستي عن فومين قوله في أعقاب جلسة وزراء دفاع بلدان آسيان والشركاء في آلية التفاعل بين وزارات الدفاع لعشر دول في جنوب شرق آسيا في مدينة سيام ريب الكمبودية: إن عدد بلدان العالم التي تتعاون مع وزارة الدفاع الروسية تجاوز 100 دولة، لافتاً إلى أنه من الأمثلة على غياب العزلة مؤتمر الأمن الدولي الذي عُقد في موسكو في آب الماضي، الذي جمع أكثر من 700 مندوب من 70 دولة و6 منظمات دولية، إضافة إلى ممثلين عن عدد من المنظمات غير الحكومية بما فيها الغربية.
وأضاف فومين: من بين الأمثلة الأخرى مشاركة روسيا في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في كمبوديا، والمشاركة في اللقاءات في إطار قمّة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية منتصف الشهر الجاري.
وأوضح المسؤول الروسي أنه تمّت في الاجتماع مناقشة المشكلات الملحّة في مجال الأمن، وتم استقبال خطاب روسيا باهتمام، وانعكست المبادرات حول التعاون العملي التي طرحتها في الوثيقة النهائية.
وفي سياق متصل، نفت وزارة الدفاع الروسية حدوث اتصالات بين رئيس الأركان بالجيش الروسي فاليري غيراسيموف، ورئيس لجنة حلف الناتو العسكرية روب باور حول أمان السفن في البحر الأسود.
ونقلت وكالة نوفوستي عن الوزارة قولها في بيان اليوم: لم تحدث أي اتصالات ولاسيما المنهجية منها مع رئيس اللجنة العسكرية للناتو أو غيره من ممثلي الحلف، في إطار لجنة الأزمات الروسية الأمريكية لحل النزاعات.
وأضافت الوزارة: إن المعلومات المتعلقة بالتوصل إلى نوع من الاتفاق مع باور بشأن الحركة الآمنة للسفن في البحر الأسود خيال من البداية إلى النهاية.
وكانت وسائل إعلام غربية تحدّثت عن اتفاق رئيس الأركان العامة للجيش الروسي مع رئيس لجنة الناتو العسكرية على توخي الحذر في البحر الأسود لتجنّب حالات النزاع.
من جهة ثانية، أدانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ردّ فعل الأمم المتحدة على شريط فيديو إعدام الأسرى الروس العزل من القوات الأوكرانية.
وقالت زاخاروفا عبر حسابها على تليغرام اليوم: “أعتقد أنه يجب على ممثلي الأمانة العامة للأمم المتحدة اتخاذ القرار، إما أن يعلنوا مرة واحدة وإلى الأبد أنهم مع كل شيء جيد ضد كل شيء سيّئ، وإما البدء في تقييم الأحداث المختلفة بموضوعية وحيادية، وذلك وفقاً لواجباتهم الوظيفية وتفويضهم”.
وأضافت زاخاروفا: “فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت في بوتشا والمزاعم بارتكاب القوات الروسية جرائم حرب، نرى أن ممثلي الأمم المتحدة أسهبوا في الكلام وبشكل مفصّل وحتى استبقوا الأحداث، أما في حالة إعدام الأسرى الروس فنراهم يختبئون وراء عبارات عامة متجنّبين أي تقييم للمعلومات الواقعية”.
من جانبه، حذّر السفير الروسي لدى لندن أندريه كيلين من تحوّل أوكرانيا لثقب أسود بالنسبة للغرب، مشيراً إلى تعنّت كييف ووهمها بالانتصار على روسيا.
وقال كيلين في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن: “أي مفاوضات غير رسمية لا تجري لأن كييف متعنّتة جداً، ولديها وهم بأنها قادرة على تحقيق الانتصار في هذه الحرب مع روسيا، وهذا وهم وأمر مستحيل، لكن كييف لا تستطيع التخلي عن توريدات السلاح والتمويل من الغرب، وهنا المشكلة”، مضيفاً: إن “أيّ نزاع وأي حرب تنتهي وراء طاولة المفاوضات”.
ولفت كيلين إلى أنه في نيسان الماضي كانت موسكو وكييف قريبتين من اتفاق سلام، لكن “الجانب الأوكراني غيّر رأيه بعد الحصول على أسلحة من الولايات المتحدة”، موضحاً أن “أوكرانيا خسرت أراضي كبيرة وقدراتٍ اقتصادية وزراعية، والآن هي تخسر الموارد البشرية والغرب لا يفكّر في ذلك، وقد تتحوّل أوكرانيا إلى ثقب أسود بلا اقتصاد ومال وسكان”.
وشدّد كيلين على ضرورة “إنهاء النزاع القائم في أوكرانيا، الذي بدأ منذ سنوات في عام 2014″، نافياً بشدة وجود أي نيّات لدى روسيا لاستخدام السلاح النووي.