صناعة الأمل في معرض للحياة
حلب – غالية خوجة
المرأة السورية معروفة بصمودها وإدارتها لظروف الحياة في كافة المجالات، وضمن هذه الإدارة للأوقات والإنتاج والظروف، تساهم المرأة الحلبية في العديد من الأنشطة والمهرجانات والمعارض، ومنها معرض “أنتِ تصنعين الأمل في الحياة” الذي استمر لثلاثة أيام. ويشمل عنوان المعرض وضميره المخاطب “أنتِ” كلّ إنسانة مؤنثة تواجه الحرب وما بعدها بأفكارها ومنتوجاتها اليدوية، وهذا ما عرضته في صالة الخانجي للفنون 15 سيدة حلبية لمنتوجاتهن اليدوية بين إكسسوارات وحقائب ومنسوجات صوفية وإعادة تدوير ولوحات وألعاب ومأكولات ومطرزات وأعمال من أدوات بسيطة صنعنها في منازلهن، ويعرضنها للبيع لتصلّ منهن كمنتِجات إلى المستهلك بشكل مباشر، وبذلك يلتغي دور الوسيط الذي لو كان موجوداً لارتفعت الأسعار بكل تأكيد.
وأكد الفنان محسن خانجي: المعرض فكرة إيجابية وقصة عمل بطلاتها السيدات وأفكارهن وأعمالهن اليدوية، وصالة الخانجي تدعم الإبداعات الفنية وتتيح الفرصة للمواهب، والمنتوجات في هذا المعرض أغلبها متشابهة تقريباً، وأتمنى أن تكون لديهنّ إبداعات جديدة، وأن يبدعنَ أفكاراً وأشياء جديدة غير متداولة، لأن الدهشة لا بدّ منها في مثل هذه الحرف اليدوية النسائية لتحقق المزيد من الانجذاب.
بدورها، رأت الفنانة منى تاجو أن أي مشروع اقتصادي يمشي في البدء بصعوبة، لكننا موجودات ولن نتوقف عن الاستمرار، ولديّ الكثير من الأفكار مثلاً: هناك كثير من الأشياء غير اللازمة في أغلب البيوت، من الممكن بيعها وتحويل ريعها إلى الأسر المحتاجة، وهذا عمل خيريّ، وأتمنى أن تنتشر هذه الفكرة.
وعن أهم الصعوبات والاقتراحات، أجابت: مشكلتنا هي ضعف القدرة الشرائية، ولدينا العقل لكننا نحتاج إلى المال، فماذا لو كانت هناك سوق خاصة للسيدات الحلبيات المنتجات للحرف اليدوية؟ وأتوقع بأن جهة ما ستحتضن هذه الفكرة.
وبابتسامة متفائلة، قالت نجاح الحاج جمعة: كمنظمة ومشاركة أراه مشروعاً صغيراً يعتمد على المنتجات الحرفية التراثية النسوية والمعاصرة، ومع الاستمرار في الأمل، أتفاءل بأن يكبر المشروع وتتنوّع منتجاته، لأننا نثق بصناعة الأمل والحياة.
وعن هذا المعرض، الذي يشارك فيه الرجال أيضاً بأفكارهم ومنتوجاتهم، قال المهندس أحمد عماد زكور: الجميل ألا يضيّع الإنسان وقته هدراً، بل أن يحوّله إلى أفكار وفنون ومنتوجات، وأحبّ المشاركة في مثل هذه المعارض لأوصل فكرتي وخبرتي للناس، ليتعرفوا على منتوجاتي التي أهتمّ بها وأطورها بخصوص التدفئة بالأشعة تحت الحمراء، وأضفت هذه السنة الطلاء الكربوني الذي يدفئ، وميزته أنه يوضع على الجدار كثابت فيه توازن حراري، أو أن يكون كلوحات فنية فيصبح متحركاً.