بعد أن وقعت الفأس بالرأس.. مجلس مدينة اللاذقية يقترح حلولاً لمعالجة الاختناقات المطرية!
اللاذقية – مروان حويجة
لايمكن لمشكلة اختناقات التصريف المستعصية أن تنفرج بالسهولة التي يتصورها ويخالها البعض، لأن الإهمال المتراكم الذي فتك بهذه الشبكة المتهالكة عبر سنوات يستحيل إصلاحه ومعالجة ثغراته بين يوم وليلة، أو بقرار أو إجراء إسعافي، ولعلّ كارثة الخميس البائس الأليم التي أودت بحياة الشابة المرحومة ندى داؤد، وما أظهرته من واقع مأساوي في مرفق الصرف المطري في مدينة اللاذقية، تكشف أن الخطورة لاتزال قائمة ومحتملة في ضوء العجز الفنّي الواضح الذي تعانيه أقنية وشبكات الصرف المطري في عدد من المحاور الرئيسية في المدينة.
وحول ما يمكن فعله للتعامل مع الواقع الراهن، ومواجهة الظروف والاختناقات، أوضح الدكتور عمار زين العابدين عضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة اللاذقية أنّ هناك حلولا مقترحة من شأنها المساهمة في المعالجة وقد تم طرحها في مجلس المدينة منها تقسيم مدينة اللاذقية المؤلفة من 40 حيّاً إلى 4 قطاعات رئيسيّة يشرف على كل قطاع شركة تابعة لدوائر المحافظة (مثل مديرية الزراعة، شركة الصرف الصحي، مؤسسة المياه، مجلس مدينة اللاذقيّة، الدفاع المدني، الخدمات الفنيّة.. )، مع تشكيل خلية أزمة (مجتمعة دائماً)، أثناء الأحوال الجويّة السيئة، في مجلس المحافظة، أو مجلس المدينة، تضم ممثلين عن مجلس المحافظة، ومجلس المدينة، والإطفاء، والدفاع المدني، والصحة، وأي ممثل يساعد في تقديم الحلول مع إعطائها صلاحيات كاملة في العمل، إضافة إلى الطلب من مؤسسة الاسكان العسكرية وضع كافة آلياتها تحت تصرف خلية الأزمة، لامتلاكها لأعداد كبيرة منها تساعد في خدمة الدوائر المعنية، والأهم من ذلك تسهيل وتسريع وتيرة العمل، وفرز سيارة إسعاف مع طبيب، وسيارة إطفاء لكل قطاع تحقيقاً للسرعة المطلوبة في حال أي إصابة أو طارئ.
وأشار زين العابدين إلى التركيز على مناطق الاختناقات المائيّة، والتي تتصدرها مواقع الكورنيس الغربي، قرب مشفى الندى، دوار الشبيبة، طلعة الجمارك، الأزهري وغيرها، وتفعيل دور المخاتير ولجان الأحياء، وتزويدهم ببعض الأدوات المساعدة بتخفيف الاختناقات، وأكّد على ضرورة تحديد عائدية الفوهات المطرية الموجودة بشكل صريح ودقيق، باعتبارها ضائعة بين شركة الصرف الصحي ومجلس المدينة، كما تقتضي الضرورة- بحسب زين العابدين – زيادة عدد عمال الصيانة التابعة لمجلس مدينة اللاذقية، مع تأمين صاروخ واحد على الأقل لفتح الفوهات المطريّة بشكل فوري عند الحاجة، وكذلك تأمين اللباس والأدوات المساعدة في ذلك.
واقترح زين العابدين إدراج يوم عمل طوعي بشكل دوري لجميع المؤسسات والفعاليات والمنظمات، هدفه تنظيف أحياء المدينة من المخلفات التي تعيق عملية تصريف المياه عند الفوهات، (مثل الأكياس البلاستيكية والكؤوس الخاصة بالقهوة والشاي والمخلفات الرملية والطينيّة..)، مشدداً على مديريات الصرف الصحي والخدمات والصيانة تقديم ما تمّ تنفيذه من أعمال خلال هذا العام لدراستها من قبل لجنة خاصة منبثقة عن مجلس المدينة لتقيمها واقتراح تصويبها في حال قصورها.