قرارات شولتس تغضب الألمان ويصفونه بـ”الدمية الأمريكية”
وأثار قرار المستشار الألماني أولاف شولتس، وقف شراء النفط الروسي بدءاً من كانون الثاني المقبل استياء قراء صحيفة Die Welt، وخلص المعلقون إلى أن قرار شولتس يلحق ببلاده أضراراً جسيمة، ويمكن وصفه بالخيانة العظمى.
ويتزامن ذلك مع خروج آلاف المتظاهرين في لايبزيغ بألمانيا إلى الشوارع حاملين الأعلام وشعار “أيها الأمريكيون، اذهبوا إلى دياركم”، ووصفوا أمريكا بـ”دولة الاحتلال”، ووصفوا الحكومة بأنها “دمية للولايات المتحدة وحلف الناتو”.
وأفادت وسائل إعلام ألمانية أنّ المظاهرات أقيمت أمام القنصلية الأمريكية، وأن الشرطة تجري عمليات اعتقال للمتظاهرين، ووفقاً للبيانات الأولية للشرطة، شارك أكثر من سبعة آلاف شخص في الاحتجاجات، وجرت المظاهرات في جو هادئ.
ووفقاً لصحيفة “كومباكت”، الموالية لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، انطلقت اليوم المظاهرة من وسط المدينة رافعة العلمين الروسي والألماني، باتجاه القنصلية الأمريكية قبالة مبنى المحكمة الدستورية، وهاتفة “أيها الأمريكيون ارحلوا إلى بلادكم”.
وبهدف إفشال المظاهرة، نظّمت القوى الموالية للغرب مسيرة في الاتجاه المعاكس، واعترضت طريق مسيرة حزب “البديل من أجل ألمانيا” المناهضة لأمريكا، وأعاقت سيرها “بافتراش” الشارع.
وفي سياقٍ متصل، كشف استطلاع رأي، أنّ أكثر من نصف السكان الألمان أصبحوا أكثر جدّية في ادّخار الأموال في ظل ارتفاع الأسعار، وتحوّلوا إلى سياسة التقشف.
ووفقاً للدراسة، التي شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص، أقرّ 52% من المشاركين بأنهم يشترون الآن فقط المنتجات الضرورية، وأشار 30% من المشاركين إلى أنهم بدؤوا بشكل عام في شراء سلع أقل.
وقال حوالي 44% من المشاركين: إنهم يعتزمون تجنّب شراء سلع “ممتعة وفاخرة”، بالإضافة إلى ذلك يحاول 31% من الألمان تقليل زياراتهم إلى المطاعم.
وحسب خبير الشركة لوثار ستيبلين، فإن الناس يقارنون الأسعار بعناية أكبر، ويولون المزيد من الاهتمام للعروض الخاصة، فضلاً عن التحوّل إلى منتجات أرخص أو شراء منتجات الخصومات في كثير من الأحيان.
من جانبها، رجّحت مجلة شبيغل الألمانية أن يواجه الألمان زياداتٍ هائلة في أسعار الكهرباء بحلول العام الجديد، وأضافت المجلة: “في كولون على سبيل المثال، سيتقاضى المورّد أكثر من ضعف السعر لكل كيلوواط / ساعة للإمداد الأساسي بدءاً من كانون الثاني”.
وتشير المجلة إلى أنّ الألمان سيواجهون “ارتفاع أسعار السوق”، وسيبدأ العام الجديد بزيادة هائلة في أسعار الكهرباء.
ويخلص مقال المجلة إلى أنّ أزمة الطاقة في أوروبا، التي أثارها الصراع في أوكرانيا، تجبر المزيد من مورّدي الكهرباء على فرض الزيادة في الأسعار للمستهلكين النهائيين.