ثقافةصحيفة البعث

اختتام “أيام الثقافة السورية” في المحافظات.. عروض فنية وأنشطة وورشات إبداع

محافظات – مراسلو البعث

اختتمت “أيام الثقافة السورية” فعالياتها التي أقبمت تحت عنوان “تراث وإبداع”، واستمرت على مدار عدة أيام، في مختلف المحافظات.

ففي حماة (معالي الخالد)، استضافت المحافظة فعاليات “أيام الثقافة” بمبادرتي “قرأت لكم” و”حماة في عيون أبنائها”،

وذلك في دار الأسد للثقافة،

وتضمنت مبادرة “قرأت لكم” شرحاً وافياً عن أندية القراءة وضرورتها وهيكلياتها. وفي إطار مبادرة “حماة في عيون أبنائها” تمّ عرض فيلم توثيقي عن الفريق القائم بالمبادرة وإقامة معرض للصور الضوئية من نتاج الفريق من مواقع التراث والجمال في المحافظة، كما تمّ افتتاح معرض الكتاب في صالة المعارض، وشهد مسرح قصر الثقافة حفلاً فنياً طربياً أحياه حنا توما وغياث العوير، حيث قدما تنويعات من الطرب الأصيل، وتفاعل الجمهور إعجاباً مع المستوى المتفوق الذي شهدته هذه الأمسية الموسيقية الغنائية.

وبيّن مدير ثقافة حماة سامي طه أن أيام الثقافة السورية هي فرصة مهمة لإظهار المخزون الثقافي والفكري المنوع في حماة، وسيتمّ خلالها تنشيط الحركة الثقافية عبر مجموعة من الأنشطة الثقافية على مستوى المحافظة.

وفي سلمية (يارا ونوس)، كانت أولى محطات “أيام الثقافة” عرضا سينمائيا لفيلم بعنوان “الإفطار الأخير” (تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد، ومن إنتاج المؤسسة العامة السورية للسينما،تمثيل عبد المنعم عمايري وكندا حنا ،كرم الشعراني وراما عيسى)، الفائز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان الإسكندرية السينمائي.

ومع إبداع الشباب، كانت المحطّة الأخيرة ومسك الختام، حيث قدّمت نُخبة من الفنانين الموهوبين عرضا مسرحيا بعنوان “صوت الصمت” للكاتبة أمينة حنّان، ومن تأليف وإخراج محمود عبد الباقي، وتناول العرض قصة حب عظيمة بمثابة قوة إعجازية تحتضن العزيمة بإصرارها على تحطيم أي عائق يحول دون طهرها، وبالنهاية ينتصر الحب رغم كل التحديات والظروف القاهرة التي تواجهه.

“أيام الثقافة” تضمنت لوحات وأفلام وصور ومسرحيات وموسيقا وأنشطة وورشات وبرامج لليافعين، إضافة لأنشطة تراثية تحصّن ذاكرتنا الوطنية وتساهم في تنشئة جيل واعد على أسسس ثقافية عريقة، وهو ما صرحت به حنان القصير مديرة المركز الثقافي مضيفةً أنّ المركز الثقافي توّاق باستمرار للوقوف إلى جانب أبناء سلمية المبدعين بأقلامهم وعقولهم وريشتهم من خلال التركيز والعمل الدؤوب معهم وتطوير الإمكانيات، وتعزيز الفرص والقدرات.

نبض حيّ لواقع ثقافي

وفي طرطوس (محمد محمود)، تضمنت الفعاليات على مدار ثلاثة أيام، وفي خمسة مراكز ثقافية (طرطوس، صافيتا، الدريكيش، بانياس، والشيخ بدر)، فعاليات أدبية وفنية وثقافية منوعة أبرزت دور المحافظة الثقافي وحضور أدبائها وفنانيها.

ففي اليوم الأول تضمنت الفعالية الأدبية والفنية التي استضافها المركز الثقافي في طرطوس معرضاً تشكيلياً للفنانتين علا ومنى بلال، بلوحات مختلفة غلب عليها الطابع الوطني واستعرض التضحيات التي قدّمها أبطال الجيش العربي السوري، إضافة إلى رسومات خاصة بالأطفال، كما تضمن حفلاً غنائياً قدمه كورال نهاوند بقيادة الفنانة حلا نقرور تضمن أغاني من الطرب الأصيل بأسلوب جديد باستعادة أغاني الفنان صباح فخري ليكون حاملاً لرسالة الطرب الأصيل.

وشهد مركز الدريكيش الثقافي ظهرية شعرية لعدد من الشعراء، أما في ثقافي صافيتا فكانت محاضرة الدكتورة ريم سليمون التي قدمت فيها تعريفاً بمفهومي التنظيم الذاتي للتعلم والتجول العقلي باعتبارهما من المفاهيم النفسية والتربوية وتوجيه أنظار التربويين إلى أهمية التركيز على تنمية مهارات واستراتيجيات التنظيم الذاتي للتعلم في المدارس.

وفي ثاني الأيام الثقافية شهد ثقافي طرطوس محاضرة للدكتور سومر صالح بعنوان “الثقافة في العصر الرقمي”، أشار فيها إلى ضرورة التمييز بين الثقافة في العصر الرقمي باعتبارها دراسة للظاهرة الثقافية في عصر المعلومات، وتقييم مدى استجابة الظاهرة الثقافية لمستجدات الظاهرة الرقمية.

وفي تصريح لـ “البعث”، أشار صالح إلى عدة ميزات أبرزت أهمية العصر الرقمي، وتمايز فيها عن العصر المطبوع بميزات تتعلق بالحجم والتخزين والسعة والقدرة على الحذف والإضافة والقابلية للأرشفة، وطرق القراءة التي أصبحت أكثر سرعة وتفاعلاً، لكنها أصبحت أكثر سطحية وتشتتاً، فلم تعد القراءة لحظة انعزال، بل صارت لحظة تبادل وتواصل مع الآخرين، فالرقمنة كعملية تحويل ما هو مادي إلى مخرجات رقميّة، تجعلنا أمام مرحلة جديدة في انتقال العالم إلى الرقمنة، وختم المحاضر بالإشارة لتحديات الثقافة في العصر الرقمي وهي تحدي الهويات الرقمية وتحدي بقاء التراث في العصر الرقمي وتحدي الانتشار السريع والمكثف للميمات الثقافية وأمن المعلومات وتخزينه وسلامته وديمومته.

كما شهد ثقافي طرطوس حفلاً فنياً لأطفال برنامج “نغم وقلم”، بعنوان “فرح الطفولة”، تحدث فيه بهاء مهنا مسؤول البرنامج، مؤكداً أن الحفل الذي جاء ضمن أيام الثقافة التي تشهدها طرطوس تضمن فقرة موسيقية من الأطفال بقيادة المايسترو غياث كابر، وفقرة مسرحية بعنوان “صندوق المختار” تدريب حسن نصر، بالإضافة لفقرة من إعداد المدربين في البرنامج بنصوص أدبية، وفقرة فنون شعبية تدريب ثابت عمران، مبيناً أن المشاركة هي نتاج متتالٍ ضمن كلّ الفعاليات التي تقوم فيها وزارة الثقافة وتعكس شغف الأطفال والتزامهم وحبهم لتقديم الجديد المرتبط بالثقافة دائماً.

في حين كان المركز الثقافي بالدريكيش على موعد مع جلسة غناء وعزف شارك فيها جعفر حمود ويوشع المعلم، وعلي عيسى، أما ثقافي صافيتا والشيخ بدر فشهدا مهرجاناً شعرياً بمشاركة الشعراء علام عبد الهادي، وعد صبح وحسن ابراهيم (صافيتا)، وجهاد سليمان وغنوة مصطفى وفادي مصطفى (الشيخ بدر)، وفي ثقافي بانياس تمّ تقديم حفل موسيقي من فرقة دندنة الموسيقية.

وختام أيام الثقافة كانت يوم السبت بمحاضرة بعنوان “الثقافة والمتغيرات الحياتية الكبرى” للأستاذ كامل ونوس، ومعرض فنون تشكيلية في ثقافي صافيتا بمشاركة نغم عرنوق وكارمن جبور وعدنان سمعان.

عروض فنية وفلكلورية

وفي الحسكة (إسماعيل مطر)، شهدت خشبتا مسرح المركز الثقافي العربي بالحسكة والقامشلي تقديم عروض فنية وفلكلورية إبداعية تتحدث عن تاريخ المنطقة الفني والثقافي من خلال فقرات فنية لفرقتي “نابادا” و”اروناشا”.

وأكدت سيلفا الاسيا مدربة فرقة “نابادا” أن مشاركة الفرقة كانت بالرقصات الفنية المعبّرة عن حضارة وتاريخ منطقة الجزيرة السورية، والحفاظ على عراقة وأصالة هذه الفنون التي تعكس القيم الجمالية المتجدّدة والمتجذرة، في وقت عرضت عدة أفلام قصيرة في حفل الافتتاح ومنها “غسيل” والذي يشير إلى ضعاف النفوس الفاسدين الذين استغلوا الأزمة، ورفض بطل العمل أن يعالج أمه المريضة من مال حرام، بينما يصور فيلم “شادي” حالة الأم التي تعيش مرحلة صعبة من الصراع نتيجة تعرض فلذة كبدها للخطف من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، فيما يحاكي فيلم “زينة الحياة الدنيا” العنف الأسري الذي ينعكس على حياة الأطفال نتيجة عدم الانسجام والتفاهم بين الوالدين.

وقدّمت أيضاً مقطوعات غنائية على خشبة المركز الثقافي العربي بالقامشلي للفنان جمال فؤاد.

ورشات وجولات تعريفية

وفي حمص (سمر محفوض)، وانطلاقا من أن ثروات الأوطان وقوتها لا تقاس بما لديها من ثروات طبيعية ومشاريع اقتصادية بل بطاقاتها البشرية وخططها التنموية وإعداد الأجيال وتحفيز الموهبة والإبداع لتكون منتجة, بمن فيهم الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع، أقام قسم الأطفال واليافعين في مديرية ثقافة حمص مبادرة تضمنت ورشات رسم وأشغالا يدوية وإعادة تدوير توالف البيئة وصناعة الورد والخط العربي، وإلقاء الشعر وعزف وغناء وألعاب ترفيهية، إضافة للعدد من الأنشطة الثقافية والفنية المختلفة.

صبا وسوف رئيسة فريق المهارات في مديرية الثقافة بحمص أشارت لـ “البعث” إلى أن احتفالية حمص حملت عنوان  “الثقافة ذاكرة وطن”، واحتضنت العديد من النشاطات الموجهة للطفل بمشاركة أطفال من مدارس حكومية وخاصة إضافة لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة, حيث تحدى الطفل الكفيف بالولادة جمال عجيب إعاقته بالعزف على آلة الأورغ بتميز ملفت، وفازت نجمة العموري -متلازمة داون- ببطولات محلية وعربية برياضة رفع الأثقال. إضافة لتنظيم رحلة إلى مملكة قطنا الأثرية للتعريف بتاريخ وحضارة سورية وأهمية الحفاظ على إرثنا الثقافي.

وأشارت مديرة مؤسسة “زنوبيا” الثقافية سوسن خباز إلى أن معرض الكتب المرافق يضم 600 عنوان موجه للأطفال من قصص وروايات وكتب تعليمية وعناوين موجهة لذوي الإعاقة إضافة إلى كتاب الطفل للتفاعل اللغوي والبصري.