ما توقعات الشباب من معارض الكتاب؟
حلب – غالية خوجة
نشطت الحركة الثقافية في حلب على مرّ هذا العام، وكعادتها المتحركة، منذ انتصار حلب وسوريتنا الحبيبة على الحرب الإرهابية، تعكس المشهدية الثقافية الفنية حركية دينامية متفاعلة، رغم أن ما يغلب عليها الكمّ لا النوع، لكن، لا بأس من المضي قدماً لأن في هذه الأرض بذرة مبدعة منذ خطتْ الأوغاريتية ألواحها لتتجذّر وتتفرع، فتترك سيفها وتحمل معولها وقلمها وتتبع ضوءها الداخلي لتبذر المحبة والسلام في باطن الأرض، وتحصد دلالاتها المشعّة من باطن السماء.
فعاليات تشابكية
وضمن هذا الأمل المتفائل، أقيمت الفعاليات المختلفة والمهرجانات المتنوعة والمؤتمرات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والمعارض التشكيلية، ومعارض الكتب، والأمسيات الأدبية والسينمائية والندوات الحوارية الفكرية والثقافية والعلمية والتأريخية والاقتصادية والتكنولوجية والطبية والأسرية والإدارية والتنموية والقانونية والشبابية، والملتقيات المختلفة، ومنها ملتقى البعث للحوار الفكري.
ما الذي تبحث عنه؟
ولأن محورنا معارض الكتاب، خاصة وأن هناك معرض كتاب لفرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب ووزارة الثقافة في كلية الآداب بجامعة حلب، ومعرضاً آخر تشاركياً بين مطبوعات الهيئة العامة السورية للكتاب ودار استانبولي الخاصة ضمن أيام الثقافة السورية في دار الكتب الوطنية، لذلك، اتجهت “البعث” إلى جيل الشباب من حضور وطلبة لنكتشف طموحاتهم التي يبحثون عن قراءتها بين الكتب، وما العناوين التي يستهدفونها ولماذا؟ وهل وجدوا في المعارض مبتغاهم؟ وما الذي يتوقعونه في هذه المعارض؟ ويأملونه في المعارض القادمة؟.
أين الشعراء العتيقون؟
أجابني إبراهيم أبو هلال، طالب بكالوريا: توقعت أن أجد الكثير من التنوع في معرض كتب الاتحاد، لكنني لم أجد هذا التنوع، ورأيت أن عناوين الهيئة العامة أكثر تنوعاً، لكنني لم أجد ما أبحث عنه، لأنني لم أجد ولا مجموعة شعرية للشاعر رياض الحسين، ولا كتاباً عن حياته أو شعره، وصار لديّ فضول للاطلاع على أعماله بعدما قرأت على “النت” سيرته الذاتية وعناوين أعماله فجذبني، وكذلك، لم أجد كتباً للشعراء العتيقين الذين نودّ أن نعرفهم أكثر.
وعن سبب اهتمامه وهل يكتب؟ أجاب: لديّ محاولات في كتابة الخاطرة والقصيدة، لكني أحتفظ بكتاباتي لنفسي وأقرأها فقط لأصدقائي.
فهمستُ له بأن هناك في المركز الثقافي العربي بالعزيزية وفرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب ملتقيات وأندية للمواهب الشابة.
أين التسويق ومجموعات الشباب؟
بينما رأى صديقه مؤيد حياني، طالب سنة أولى اقتصاد، أن المعارض تزدحم بالعناوين التجارية والكتب غير النوعية، وتابع: لكنني أرى في هذا المعرض على الأقل بعض العناوين الكلاسيكية العربية والأجنبية مثل كتب جبران خليل جبران وكتب تشارلز ديكنز، ولفت نظري أنه بلغتين عربية وإنكليزية، وهناك كتب بلغات أخرى مثل الفرنسية والعربية، ويعجبني أن أقرأ للكاتب الفرنسي جول فيرن، ومن كتبه “حول العالم في ثمانين يوماً”، كما أني أفضّل القراءة في التنمية النفسية لأنها تساعدنا على اكتشاف الذات الإنسانية وتفيدنا في المستقبل، ويخطر لي أن أتساءل: لماذا لا يوجد اهتمام بعملية تسويق الكتاب؟ ولماذا يصل سعر بعض الكتب إلى 10000 ليرة سورية مثل كتاب إليف شافاق ودون حسومات؟ ومما ألاحظه أن الحضور ذاته غالباً في جميع المعارض، ولا توجد صفحات إلكترونية للقراءة والاطلاع خاصة بالشباب!.
معرض بلا لغة جسد
وأكدت هبة المحمود، طالبة طب بشري سنة خامسة، أنها تحبّ معارض الكتب، وتشتري الكتب الأدبية من روايات وقصص وشعر، وهي من الرواد الدائمين للمكتبة المركزية بجامعة حلب، وأضافت: ما زلت أبحثُ عن كتاب لغة الجسد للمؤلفة آلان وبربارة بيز، فلماذا لم أجد هذا الكتاب ولا في معرض؟
لا شعر على مرّ العصور
وعندما لاحظته يتحرك حوالينا، سألته عن أي كتاب يبحث؟ فأجابني: زوج هبة، واسمي محمد الصوا، مدرّس رياضيات، وأتيت للبحث عن كتب مناسبة، ولنا صديقة أصدرت رواية موجودة بين العناوين في هذا المعرض، كما أن لديّ محاولات شعرية وسبق أن شاركت بأمسية منذ 5 سنوات، وأميل إلى كتب الشعر، لكنني لم أجد ما يلبي طموحاتي الشعرية من الكتب المعروضة على مرّ العصور، ولاسيما زمننا الحالي.
كتب وقدود حلبية
ويستمرُ المعرض في صالة الكتب الوطنية، بينما تختتم أيام الثقافة السورية أنشطتها لهذا العام بين “تراث وإبداع” مع موسيقا القدود الحلبية التراثية الصادحة في الطابق الأرضي من دار الكتب الوطنية- قاعة الشهيدة سناء محيدلي، لتردّد الكتب مع الفصول تراثنا الفني المحلي وتصل بالمحبة بين اليونسكو وصالات العالم العربية والأجنبية وهي تغني: “يا رايحين ع حلب حبي معاكم راح”.