هاجس التفوّق الصيني يثير غضب الغرب
تقرير إخباري:
تستمرّ قوى الغرب بحركاتها التصعيدية والاستفزازية ضدّ الصين، رغم إدّعائها في بعض المواقف الجنوح نحو السلم والتعاون معها، ويزداد التصعيد يوماً بعد يوم مع زيادة مظاهر تفوّق الصين التي يعدّها الغرب استفزازاً له وخطراً عليه حسب زعمه، ويتخذ هذا التصعيد حالياً شكل التصريحات والمناوشات فهل ستأخذ شكل الصدام مستقبلاً إذا حاول الغرب العبث بالسيادة الصينية أو بوحدة أراضيها؟.
إنّ حادثة الطرّاد الحربي الأمريكي الذي اقترب من إحدى الجزر التابعة لسيادة الصين في بحر الصين الجنوبي محمّلاً بصواريخ موجّهة، لم تخلُ من الاستفزاز ومحاولة التعرّض لسيادة الصين في هذا البحر الذي تتخذ منه واشنطن مسرحاً للتصعيد ضدّ الصين، وبشكل متكرّر، حيث لم تمضِ بضعة أيام على زيارة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى الفلبين بقصد الاستفزاز لبكين حتى نشهد هذه الحادثة، وحاولت واشنطن التنصّل من المسؤولية مدّعيةً أنّ الطرّاد كان يقوم بحماية حركة الملاحة الدولية ولم يخترق المياه الإقليمية الصينية، لكن في الوقت ذاته فضحت تصريحات حلف “الناتو” غير البريئة النيّات، حيث حذّرت التصريحات المتزامنة مع الحادثة من تنامي ما سمّته “نفوذ الصين”، ودعت دول الغرب إلى ضرورة عدم الاعتماد عليها في كل المجالات للحدّ من نفوذها.
لكن الصين بالمقابل لم تجبر أيّ دولة على التعامل معها فهي تقيم علاقاتٍ بالتراضي، تجارية، واقتصادية، ضمن السوق المفتوحة، وتُعدّ الشريك الاستراتيجي الأول لأكثر من 130 دولة في أرجاء العالم، وبالتالي فإن ادّعاءات الناتو حول مسألة “النفوذ” مجرّد أكاذيب دون أدلة الهدف منها فقط شيطنة الصين ومعاداتها.
ويتابع البنتاغون عن كثب نموّ التسلّح الصيني وكأن هذا النموّ موجّه ضدّ بلاده، حيث أقرّ في تقرير له بتنامي القدرات الدفاعية للصين، وبشكل قد ينافس الجيش الأمريكي على مكانته العسكرية قبل عام 2035، وادّعى التقرير سعي البحرية الصينية إلى امتلاك غواصاتٍ تفوق عدد الأمريكية، وأنّ الجيش الصيني يمتلك 1500 رأس نووي 700 منها عابرة للقارات، وأن الصناعات العسكرية الصينية زادت 32% في العام الماضي.
والأكثر غرابة هو اعتبار أمريكا أنّ التفوّق الفضائي للصين أيضاً يشكّل خطراً عسكرياً يهدّدها، على الرغم من أنّ الصين أعلنت أنّ برنامجها الفضائي سلمي يهدف إلى اكتشاف الفضاء وغيره من الاكتشافات العلمية، ولم تعلن يوماً أنها تسابق أحداً أو تفوّقت على أحد بدليل اعتراف أمريكا بهذا التفوّق لا الصين.
وفي الوقت ذاته، يظهر التناقض من الكونغرس الأمريكي الذي أكد بشكل متزامن إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الصين، وسعيه لعقد المزيد من اللقاءات مع الجانب الصيني، مدّعياً الرغبة الأمريكية في تخفيف التوتر وتفادي ما سمّاه “الصراع”.
أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فبعد فشله في التقرّب من الصين عاد مجدّداً إلى مهاجمتها بتصريحاته، معتبراً أنّ عصر العلاقات الذهبية مع الصين قد انتهى، ومدّعياً أنّ نجاح واستمرار العلاقات الاقتصادية الثنائية لن يحسّن العلاقات السياسية، وعلى الرغم من أنّ بلاده تمرّ بوضع هو الأسوأ ولا منقذ له سوى الصين، لكن يبدو أن أجنداته لن تكون مرضية للصين ففضّل البقاء على التصعيد ضدّها، وألغت بريطانيا عقداً لإحدى شركات الطاقة الصينية بعد تصريحات سوناك.
وما سبق يبيّن مدى الاستفزاز والحقد الغربي على التفوّق الصيني وقناعتهم التامة بأنه سيتسبب في ضعف هيمنتهم على العالم، ومحاولاتهم اللاهثة للتصعيد ضدّها بأية وسيلة في سبيل عرقلة نموّها المتسارع على كل الصُّعد.
بشار محي الدين المحمد