شهيد فلسطيني برصاص الاحتلال في جنين.. و”لجنة الكنائس” تطالب بالتدخل
الأرض المحتلة – تقارير:
استمراراً للجرائم التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة وكان آخر فصولها استشهاد 5 فلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية أمس، استُشهد اليوم شاب فلسطيني في بلدة يعبد خلال اقتحام قوات الاحتلال البلدة التي تقع جنوب غرب جنين، كما أصيب واعتقل عشرات الفلسطينيين بينهم طلبة في اعتداءات أخرى متفرقة للاحتلال في مدن الضفة.
جاء ذلك في وقت طالبت فيه اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين المجتمع الدولي، بالتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية، التي ترتكبها قواته بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية لهم.
وأوضحت اللجنة في بيان، أن الشعب الفلسطيني يتعرّض في مختلف المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية لعدوان يستهدف أرواح أبنائه كما حصل بالأمس، حيث اغتالت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين بدم بارد.
وبيّنت اللجنة، أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يومياً ليست ضد الفلسطينيين فحسب، بل ضد الإنسانية جمعاء، لافتةً إلى أن عمليات قتل الفلسطينيين التي تنفّذها قواته على طول الأرض الفلسطينية يرافقها استمرار اقتحام المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدّمتها المسجد الأقصى المبارك من جماعات المستوطنين، مشدّدةً على أنه لا يجوز استمرار الصمت الدولي حيالها.
في الأثناء، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة يعبد جنوب غرب جنين في الضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وحاصرت أحد منازلها، واعتدت على الفلسطينيين بوابل من الرصاص، ما أدّى إلى استشهاد الشاب محمد توفيق بدارنة 25 عاماً إثر إصابته بجروح خطرة في منطقة الصدر، واعتقال آخر وهو أسير محرّر.
وفي سياق متصل، أصيب فلسطيني بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية عابود شمال غرب مدينة رام الله، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحيّ والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت تجاه الفلسطينيين.
وفي رام الله أيضاً، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق نتيجة إطلاق الاحتلال الغاز المسيل للدموع تجاه منازل الفلسطينيين في قرية النبي صالح شمال غرب المدينة، بينما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة ترمسعيا شمال المدينة واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق قنابل الغاز، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
من جانبه، أفاد رئيس مجلس قرية المغير أن قوات الاحتلال احتجزت طفلين 8 – 10سنوات في القرية التي تقع شمال شرق رام الله، عقب اندلاع مواجهات في القرية، بعد تشييع جثمان شهيد من شهداء الأمس.
من جهة ثانية، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، حيث اجتاز جنود الاحتلال الحاجز واقتحموا وسط المدينة، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز السام المسيّل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب الفلسطينيين والمحلات التجارية، واحتجزوا عدداً منهم وأخضعوهم للتفتيش الجسدي.
كذلك اقتحمت بلدات عدة في مدن رام الله وجنين ونابلس وطولكرم والخليل والقدس المحتلة، وداهمت منازل الفلسطينيين وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت 10 منهم.
وفي السياق ذاته، أصيب عدد من الطلبة الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال على مظاهرة في مخيم العروب شمال مدينة الخليل.
واقتحمت قوات الاحتلال المخيّم واعتدت بإطلاق قنابل الغاز السام على المشاركين في مظاهرة طلابية خرجت تنديداً بجرائم الاحتلال، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال.
إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال عدداً من المنشآت الزراعية قرب مدينة نابلس.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، بأن قوات الاحتلال اقتحمت بعدد من الجرافات قرية عقربا جنوب نابلس، وهدمت 10 منشآت زراعية.
وفي أريحا، اقتحم نحو 20 مستوطناً برفقة عدد من الجرافات وبحماية قوات الاحتلال أراضي الفلسطينيين شرق قرية العوجا شمال المدينة، وجرّفوا نحو 60 دونماً من أراضيها لتوسيع الاستيطان.
من جهة أخرى، شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات من المستوطنين، بتنفيذ أعمال حفر وتجريف في باحات الحرم الإبراهيمي، بغرض تغيير ملامحه التاريخية والحضارية لتسهيل الاستيلاء عليه وتهويده.
وقال مدير الحرم غسان الرجبي: إن قوات الاحتلال قامت بإدخال معدات ثقيلة وباشرت بأعمال حفر وتجريف بالقرب من الدرج العريض للحرم في المنطقة الجنوبية الشرقية، ولا يعرف ماهية وطبيعة تلك الحفريات، حيث يمنع الاحتلال الجانب الفلسطيني من الدخول إلى تلك المنطقة والوصول إليها.
وأكد الرجبي، أن هذه الأعمال تأتي ضمن سياسة الاحتلال الاستيطانية التي تهدف إلى تغيير ملامح الحرم التاريخية والحضارية، لتسهيل الاستيلاء عليه بالكامل وتهويده، وأن ما يقوم به الاحتلال هو جريمة بشعة بحق هذا الموروث التاريخي والحضاري.
وأضاف: يمثل ذلك تجاهلاً سافراً لكل المواثيق والقرارات الدولية التي تدعو إلى المحافظة عليه وحماية هذا التراث الحضاري، في إشارةٍ منه إلى قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” عام 2017، بإدراج الحرم والبلدة القديمة من الخليل على لائحة التراث العالمي.