طلب شبه معدوم على خطوط الإنتاج.. وذاكرة السوق القصيرة تخرج الصناعات الهندسية من المنافسة
دمشق – ريم ربيع
رغم الحاجة الكبيرة صناعياً لإنشاء خطوط إنتاج جديدة، أو تطوير الموجودة في مختلف الصناعات، إلا أن الطلب على خطوط جديدة في حدوده الدنيا، ويكاد يكون معدوماً، في ظلّ التخوفات من التغيّرات الاقتصادية السريعة وارتفاع التكاليف والتضخم المتسارع، حيث يتأنى الصناعيون والمستثمرون في بدء مشاريعهم وترميم منشآتهم وخطوط الإنتاج فيها، ولاسيما أن متطلبات الإنتاج باتت تحتاج خطوطاً أكثر حداثة وتقنية يصعب إنشاؤها محلياً في ظل العقوبات الاقتصادية، وارتفاع أسعارها.
رئيسُ لجنة منطقة العرقوب الصناعية، تيسير دركلت، بيّن أنه لا أحد يفكر بإنشاء مشروع جديد اليوم، ما قلّص الطلب على خطوط الإنتاج، مضيفاً: في الإنتاج “لا يُبنى ثابت على متغيّر”، فمن دون استقرار في الاستيراد والتصدير والمواد الأولية والأسعار وحوامل الطاقة لن تعالج المشكلات الصناعية.
وأشار دركلت إلى أن بعض الصناعات الهندسية متوقفة منذ ثمانية أشهر، فالسوق لا ذاكرة لها، وكلّ الأسواق الخارجية وجدت بدائل عن المنتج السوري بعد انقطاعه لسنوات، إذ أغرقت السوق العراقية بالمنتج التركي والإيراني، والسوق اللبناني اعتمد على الصناعات المصرية، وأصبح من الصعب استرجاع مكانتنا بالسوق وفق التكاليف العالية والأسعار الموجودة حالياً في ظل ارتفاع الرسوم على المواد الأولية وغياب حوامل الطاقة.
أما بالنسبة للسوق المحلية – بحسب دركلت – فلا يوجد قدرة شرائية، إذ اتجه المواطنون للأساسيات، وتراجع الطلب حتى انعدم على الصناعة الهندسية، وذلك بالتوازي مع عرقلة الإنتاج للشحّ الكبير بالمحروقات والطاقة، فالكهرباء تصل للمدينة الصناعية 6 ساعات فقط، بينما يصرّحون أنها تصل 12 ساعة، وتوزيع المازوت متوقف منذ أشهر وإن وجد فهو في حدوده الدنيا، بينما تجاوز سعر الليتر بالسوق السوداء 8 آلاف ليرة، موضحاً أن حلول الطاقة المتجدّدة لا يمكن أن تجدي مع الصناعات الثقيلة التي تحتاج كميات كبيرة من الطاقة، ولا بد أن يكون اعتمادها على المحطات التقليدية.