كوساتشوف: الغرب أثار فوضى عالمية تستفيد منها واشنطن مؤقتاً
موسكو – تقارير:
أكد نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي قسطنطين كوساتشوف أنه لا يوجد حالياً أثر للتنمية المستدامة على المستوى العالمي، ولا يوجد حتى شبه نظام، بل فوضى عالمية أثارها الغرب دون تفكير تستمدّ منها الولايات المتحدة فائدة مؤقتة ودون حلفاء بالفعل.
ونقلت سبوتنيك عن كوساتشوف قوله في منشور عبر حسابه على موقع تليغرام اليوم: “خلال سنوات عديدة وجهود متواصلة لواشنطن وحلفاء الناتو تم تحويل العولمة المزدهرة بشكل موضوعي ومفيد بشكل متساوٍ لجميع المشاركين إلى شبه نظام عالمي قائم على القواعد الغربية”، مشيراً إلى أن “العولمة التي يمكن أن تصبح محرّكاً حقيقياً للتنمية المستدامة للبشرية تتفكّك وتتجمّد”.
وأوضح كوساتشوف أن التنمية المستدامة للعالم التي ستحلّ محل الفوضى التي أثارها الغرب ستفيد روسيا والصين والحلفاء في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
إلى ذلك، أكدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الغرب يستخدم سيناريو مشابهاً للحملة الأوكرانية، لجرّ جمهورية مولدوفا بنشاط إلى الحملة المعادية لروسيا.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها للصحفيين اليوم: نلاحظ أن الغرب يواصل جذب مولدوفا بنشاط إلى الحملة المعادية لروسيا، مشيرة إلى أن السيناريو كان مشابهاً للسيناريو الذي تمّ تنفيذه في أوكرانيا.
ولفتت زاخاروفا إلى أن تطهير فضاء المعلومات عن الآراء المرفوضة والوضع السياسي المحايد والتقارب مع حلف الناتو هي أمور بيد الساسة أنفسهم الذين تلقوا التغذية من الغرب.
وكان البرلمان المولدوفي صدّق الخميس الماضي على التعديل الرابع عشر لاتفاقية المساعدة التنموية بين مولدوفا والحكومة الأمريكية، التي ستتلقى الحكومة المولدوفية من خلالها مساعدة تقدّر بنحو 19 مليوناً و500 ألف دولار أمريكي.
من جهة ثانية، أعلن سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية رئيس الأمانة العامة لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية أوليغ أوزيروف، أن الولايات المتحدة تحاول التنافس مع روسيا في عقد قمم بمشاركة زعماء إفريقيا، لكن موسكو لديها ميزات عديدة.
ونقلت سبوتنيك عن أوزيروف قوله اليوم خلال مؤتمر الجوانب العملية للتعاون مع الدول الإفريقية في الظروف الجديدة، استعداداً للقمة الثانية الروسية الإفريقية في تموز المقبل: “إنه في الفترة من الـ12 إلى الـ15 من كانون الأول المقبل ستُعقد القمّة الأمريكية الإفريقية في واشنطن، حيث يحاول الأمريكيون بوضوح تجاوز قمّة سوتشي عام 2019، لكن من الواضح أنهم سيكونون في نوع من المنافسة معنا”.
وأشار أوزيروف إلى أنه سيحضر القمة في أمريكا 49 مشاركاً، إلا أن القمة الأولى بين روسيا وإفريقيا في سوتشي حضرتها جميع دول القارة، وعددها 55 دولة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في وقت سابق أن التعاون مع الدول الإفريقية استراتيجي وطويل الأجل، وأن تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية.
وفي سياق متصل، أكد مدير إدارة منع الانتشار والحدّ من التسلّح بوزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف أن إجراء حوار حقيقي حول الاستقرار الاستراتيجي مع واشنطن ممكن إذا كان هناك شريك مناسب ومستعدّ لعدم تجاوز الخطوط الحمراء لموسكو في مجال الأمن.
ونقل موقع روسيا اليوم عن يرماكوف قوله في تصريح صحفي اليوم: “من حيث المبدأ لم نرفض أبداً الحوار، وفي الوقت نفسه لا يمكن إجراء حوار حقيقي إلا إذا كان هناك شريك مناسب على الجانب الآخر، لهذا تحتاج الولايات المتحدة إلى النضج لمحادثة جادة انطلاقاً من مبدأ المساواة والاحترام لمصالحنا وعدم تجاوز الخطوط الحمراء لروسيا في مجال الأمن”.
ومن جهة ثانية، أعلن يرماكوف أن الأقمار الصناعية شبه المدنية المستخدمة في أوكرانيا يمكن أن تصبح هدفاً مشروعاً للقوات الروسية.
وقال: “تستخدم الدول الغربية بنشاط إمكانات البنية التحتية الفضائية المدنية وفي المقام الأول مجموعة من الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض من أجل دعم عمليات القوات الأوكرانية، وبمساعدتها يتم تنفيذ مهام قتالية محدّدة للكشف عن المواقع ومسارات تحرّكات وأعمال القوات الروسية والتحكّم في المركبات الجوية غير المأهولة وكذلك توجيه الأسلحة الموجّهة بدقة”، مشيراً إلى أن “مثل هذا الاستخدام الاستفزازي للأقمار الصناعية المدنية يثير على الأقل تساؤلاتٍ في سياق معاهدة الفضاء الخارجي التي تعني استخدامها السلمي فقط ويتطلب أشدّ الإدانة من المجتمع الدولي لهذا الأمر”.
وأكد يرماكوف أن مثل هذه البنية التحتية شبه المدنية إذا استُخدمت في عمليات عسكرية ضد روسيا يمكن أن تصبح بشكل منطقي هدفاً مشروعاً للقوات الجوفضائية الروسية، لافتاً إلى أنه من الممكن ضمان الطبيعة السلمية الحصرية للأنشطة الفضائية فقط من خلال تطوير قواعد ملزمة قانوناً، وبالقانون الدولي تكون شاملة وتهدف إلى منع سباق التسلّح في الفضاء الخارجي.
وفي الشأن الأوكراني أيضاً، حذّر مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين القيادة البولندية من محاولات سلخ أراضٍ غرب أوكرانيا، وإجراء استفتاءات فيها لتبرير مطالبتها بالأراضي الأوكرانية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن ناريشكين قوله في تصريح صحفي اليوم: نودّ تحذير البولنديين مسبقاً من إجراء مقارنات خاطئة متسرّعة، وندعوهم إلى دراسة أكثر شمولاً لتاريخهم، مشيراً إلى أن تاريخهم مليء بالأمثلة المرّة للصدامات بين القوميين البولنديين والقوميين الأوكرانيين.
وأضاف ناريشكين: من أجل إضفاء الطبيعة الشرعية لعمليات الاستحواذ على الأراضي المخطط لها، قرّرت القيادة البولندية استخدام التجربة الروسية الناجحة لإعادة أراضي الأجداد من خلال إجراء استفتاءاتٍ بشأنها، مبيّناً أن الخدمات الخاصة البولندية سرّبت لوسائل الإعلام الأوكرانية باعتبارها منطاداً تجريبياً معلوماتٍ حول الإعداد المزعوم لاستفتاء في منطقة لفوف الأوكرانية حول موضوع الانضمام إلى بولندا.
ولفت ناريشكين إلى أنه التقى بمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، وتمّت مناقشة قضايا الأمن النووي والمسألة الأوكرانية.