واشنطن مستمرّة في سياستها المدمّرة للاقتصادات الأوروبية
تقرير إخباري:
يبدو أن صحوة أوروبية متأخّرة باتت على الأبواب فيما يخصّ الحرب في أوكرانيا، حيث تتعالى في الدول الأوروبية وخاصة الشرقية منها الأصوات المنادية بضرورة العودة إلى الحوار مع روسيا وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية يبدّد مخاوف موسكو، وخاصة فيما يتعلّق بالضمانات الأمنية والقضاء على النازيين الجدد وإبقاء أوكرانيا على الحياد بين الحلف وروسيا، ولكن واشنطن التي تستفيد من هذا الصراع الذي حرّضت عليه منذ البداية، وقبل العملية العسكرية بسنوات، أي منذ عام 2014 عندما أسقطت الحكومة الأوكرانية بثورة ملوّنة وجاءت بحكومة تابعة لها، لا تريد إنهاء هذه الحرب لأنها تعلم أن حلول السلام في أوكرانيا سيعني خسارة مورد كبير لها من عائدات أسعار النفط والغاز والسلاح المورّدة إلى السوق الأوروبية، ولذلك تصرّ الولايات المتحدة على قطع أيّ محاولة أوروبية لإعادة التواصل مع روسيا، حيث وقفت عمداً خلف تفجير أنابيب السيل الشمالي التي تغذّي ألمانيا لمنعها من الاستفادة نهائياً من الغاز الروسي وإجبارها على إنفاق السيولة التي تدّخرها في شراء الغاز الأمريكي المسال بأسعار مضاعفة، فضلاً عن إجبارها على تعويض مخزونها المستنفد من السلاح في دعم أوكرانيا من شركات السلاح الأمريكية، وهذا الأمر طبعاً ينسحب على جميع البلدان الأوروبية التي سارت بفعل التنويم المغناطيسي خلف واشنطن في استعداء موسكو إلى أبعد الحدود، وأصرّت على المنافسة في استخدام برنامج العقوبات ضدّها ظنّاً منها أن ذلك سيجبر روسيا على أن تجثو على ركبتيها، ولكن ما حصل إلى الآن هو العكس، ولا تستطيع أوروبا الإعلان عن ذلك صراحة.
فقد أكد عضو البرلمان الأوروبي عن جمهورية التشيك الدكتور إيفان دافيد، أن الولايات المتحدة تستمرّ في سياستها المدمّرة للاقتصادات الأوروبية ولا تقيم وزناً للانتقادات القوية التي بدأت تتعالى من الأوروبيين تجاهها.
وقال دافيد في مقال نشره على موقعه الإلكتروني: إن الأسعار الجشعة التي تبيع بها الولايات المتحدة الغاز والسلاح إلى أوروبا تجعل الصناعات الأوروبية في حالة تفكّك وخسارة متزايدة، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات الأوروبية باتت تعمد إلى ترك أوروبا بسبب الأسعار المرتفعة لنفقاتها في ظل ارتفاع أسعار الطاقة كي تكون قادرة على المنافسة.
وجدّد دافيد التأكيد أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من استمرار الحرب في أوكرانيا على خلاف وضع الأوروبيين الذين يخسرون بسببها، ولذلك ليس لها مصلحة في إيقاف الحرب والتوصل إلى حل سلميّ لهذه الحرب.
ورغم أن المسؤولين الأوروبيين جميعاً باتت لديهم القناعة المطلقة بهذا الكلام، إلا أنهم بدافع الخوف من واشنطن أو التبعية لها، أو بدافع من كليهما معاً، لا يجرؤون على الاعتراف بهذه الحقيقة، وذلك ببساطة لأن ثقافة “روسوفوبيا” التي عملوا على نشرها في مجتمعاتهم أثّرت فيهم أولاً، وبالتالي هم لا يستطيعون أن يعلنوا عن الخطأ الذي ارتكبوه في مواجهة روسيا، لأن ذلك سيعني سقوط جميع الحكومات المتواطئة على ذلك في الشارع.
ميادة حسن