كرتنا بعيدة عن أجواء المونديال.. والأسباب عديدة!
ناصر النجار
مع الجولة الأخيرة من الدور الأول من مونديال قطر 2022 توضّحت كلّ الصور عن المنتخبات المشاركة من ناحية المستوى والأداء، وهي نتيجة حقيقية تعكس ما يتمّ العمل فيه، فالمنتخب هو نتاج العمل الداخلي على صعيد بناء اللاعب والاهتمام به، وهو نتاج التنظيم وآلية العمل وقوة المسابقات واحترام القوانين والأنظمة.
بالدرجة الأولى المنتخبات التي تفوّقت في الدور الأول كانت المنتخبات الأكثر تنظيماً والأقوى بالنشاط الداخلي.
وإذا ما تتبعنا هذه المنتخبات وأسلوبها بالتعامل مع كرة القدم ومستوى تنظيمها لنشاطاتها ورعايتها لمنتخباتها، لوجدنا أنها في قمة الإدارة والتنظيم والعمل الفني المتميّز، وعلى سبيل المثال نلاحظ أن أقلّ لاعب من هذه المنتخبات يلعب في العام الواحد بين ستين وسبعين مباراة، وهذا الرقم هو المثالي لوصول اللاعب إلى المستوى الجيد ولبقائه على صلة دائمة مع كرة القدم.
لكن بالمقابل، كرتنا تسير عكس التيار، فنجد أن لاعبينا لا يخوضون المباريات المطلوبة وصولاً إلى المستوى المطلوب، فاللاعب في الدرجة الممتازة يلعب 22 ممتازة إضافة إلى (كم) مباراة بكأس الجمهورية، وإذا حسبنا البطاقات الملوّنة التي ينالها، سنجد أنه لا يلعب ربع ما يلعبه اللاعب الأجنبي في الموسم كله.
ويمكن القول إن هناك العديد من المباريات الودية التي تلعبها فرقنا قبل انطلاق الدوري أو عند التوقف، ورغم أهمية بعض المباريات إلا أنها تبقى مباريات غير تنافسية، وبعضها لا قيمة لها على صعيد تطوير اللاعبين ورفع جاهزيتهم، خاصة وأن المدرّبين يخشون على لاعبيهم من الإصابات.
لكن المشكلة الأكبر تكمن في فئة الشباب الذين يلعبون في الموسم كله 14 مباراة تنافسية ضمن الدوري الممتاز، والمفترض أن تلقى هذه الفئة العناية المثلى والاهتمام الكبير لأنها الرافد الرئيسي لفرق الرجال وللمنتخب الوطني بآن معاً، وأيضاً فإن دوري الدرجة الأولى وهو الرافد الحالي للدوري الممتاز، مبارياته قليلة وتماثل مباريات دوري الشباب.
العلةُ تكمن في أن هذه الدوريات تقام ضمن فترة محدّدة، فالذهاب يقام في أربعين يوماً ومثله الإياب، أي أن الفرق تكون جاهزة ومستعدة ثلاثة أشهر ثم تدخل في غيبوبة لمدة تسعة أشهر، وهذا لا يبني كرة القدم ولا يصنع لاعباً.
لا تسألوا لماذا كرتنا متأخرة، ولماذا لم نتأهل للمونديال، لأن كلّ شيء في كرتنا خاطئ!.