المقاومة هي الحل.. ولا فرقَ بين متطرّف صهيوني وآخر
تقرير إخباري:
في الحقيقة، لا يمكن فصل الأحزاب اليمينية المتطرّفة عن تلك اليسارية أو من تتخذ الوسط عنواناً لها في كيان الاحتلال الإسرائيلي، فالجميع متطرّف وعنصري ومجرم والجميع يمتلك سجلات حافلة بالمجازر المرتكبة في القرى والمدن الفلسطينية.
ولكن، وللمفارقة، تُعدّ الحكومة المقبلة والمكلّف بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود تشكيلها، الأكثر تطّرّفاً بالنسبة للأدبيات الصهيونية، حتى إنها أثارت مخاوف الكثير من قادة الكيان، على خلفية اتفاقات نتنياهو مع زعماء اليمين الديني وإطلاق أيديهم في وزارات حساسة، ومن بينهم إيتمار بن غفير زعيم حزب “القوة اليهودية”، الذي اتهمه وزير حرب الكيان بيني غانتس بأنه سيكون سبباً في انقسام جيش الاحتلال بسبب سعيه لتشكيل ميليشيا خاصة به من قوات ما يسمّى “حرس الحدود”.
وكانت من أولى نتائج اتفاقات نتنياهو مع المتطرّفين الدينيين ما شهدته الأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع المنصرم واليوم من استشهاد وإصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين، وهو ما يدلّ على أنه مع حكومة الاحتلال المقبلة، التي لم يبقَ على تشكيلها سوى وضع اللمسات الأخيرة من خلال الاتفاق بين الليكود وحزب “اليهودية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتريتش، سيُسفك المزيد من دماء الفلسطينيين على طريق كسب أكبر عدد من المتطرّفين والمستوطنين في حكومةٍ رئيسها وعدد من وزرائها ملاحقون بتهم فساد، وتهم جنائية أمام محاكم الاحتلال، أو معتقلون جنائيون في وقتٍ سابق في سجونه.
ومع ملاحظة الاتفاق على السعي لشرعنة البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، ومحاولات تعديل الوضع القائم في القدس، برزت محاولات إضافية لطمس الهوية الفلسطينية، حيث قدّم عضو الكنيست عن الليكود، شلومو كراي، تعديلاً على قانون “التعليم العالي”، يحظر التلويح بالأعلام الفلسطينية في حرم الجامعات والكليات في جميع أنحاء كيان الاحتلال باعتباره علماً لسلطة معادية هي السلطة الفلسطينية.
هذه المحاولات والتحرّكات لطمس الهوية الفلسطينية وضرب الشعب الفلسطيني، تستدعي التفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته، وتوحّد فصائل المقاومة خلف خيار واحد هو مواجهة العدوان، وما إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ تجريبية تجاه البحر اليوم مقابل قطاع غزة، مع استشهاد قائدين مقاومين في جنين، وتحذيرات فصائل المقاومة لكيان الاحتلال من أنه سيدفع ثمن جرائمه، إلا دليلٌ إضافيّ على أنّ المقاومين ملتزمون بوحدة الساحات لعدم السماح للاحتلال بالاستفراد بمنطقة دون أخرى، وأنّ العمل المقاوم لإجبار قادة التطرّف الصهاينة على دفع ثمن طيشهم وعدوانيتهم، هو الأمر الوحيد القادر على منعهم من تحقيق أحلامهم بطرد من تبقى من الفلسطينيين من أراضيهم والاستيلاء على كامل فلسطين، فالمعركة هنا معركة وجود، ولا فرق مطلقاً بين متطرّف صهيوني وآخر أقل تطرّفاً، ما دام الدم الفلسطيني هو الراجح في البازار الصهيوني.
إبراهيم ياسين مرهج