قرار صادم!!
غسان فطوم
بالكاد مضى أسبوعان على قرار مجلس الوزراء بالتوجيه بدعم القطاع الزراعي، وتأمين مستلزمات الإنتاج من بذار وسماد ومحروقات، وتقديم كل أشكال الدعم الممكنة، ليأتي أول أمس القرار الصادم برفع سعر الأسمدة إلى ثلاثة ملايين ليرة لسماد اليوريا، ومليونين و50.000 لسوبر فوسفات، فأي فلاح قادر على تأمين متطلبات حقله في ظل هكذا أسعار، وهو بالكاد يسد ما أنفقه من مال وتعب على محصوله؟ ألا يكفيه جشع وطمع السماسرة الذين يشترون إنتاجه بأقل من سعر الكلفة؟
للأسف، يأتي هذا القرار ليؤكد استمرار “نهج” الاجتهاد بإصدار القرارات دون دراسة ودراية، أي بعيداً عن حقيقة ما يعانيه الفلاح جراء الخسائر المتتالية غير القادر على تحملها، فلا أحد أبداً يقبل بأن يتعب وينفق ويخسر في آخر الموسم؛ هذا عدا عن الانعكاسات السلبية على المستهلكين، الذين باتوا لا يعرفون من أين تأتيهم ضربات القرارات التي “تخربط” أمور معيشتهم.
بصراحة.. الفلاحون كانوا يمنون النفس بالدعم الحكومي ولو بالتقسيط، ولم يكن أشد المتشائمين منهم يتوقع هكذا قرار في هذا التوقيت، وخاصة أنه جاء بعد التأكيد وبالصوت العالي على إعداد رؤية متكاملة للنهوض بالقطاع الزراعي، وجعله على رأس قائمة الأولويات!
كان المنتظر العمل بكل السبل والوسائل على تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين، والسؤال هنا: ما الذي يمنع دعمهم بسلف مالية كبيرة على غرار السلف التي تمنح لـ “السورية للتجارة” بمئات المليارات لشراء مادتي السكر والرز؟ لماذا لا نحوّل جزءاً من هذا الرقم الضخم لدعم الفلاحين؟ أليس تأمين القمح والشعير والبقوليات بأجدى طالما هما يدعمان أمننا الغذائي؟!
بالمختصر.. الفلاحون هم أكثر فئة تستحق الدعم إن أردنا لقطاع الزراعة أن يكون أولوية في المرحلة الراهنة والقادمة، فمحصولهم هو سلة غذائنا التي نستمد منها الصمود والصبر على المعاناة، وغير ذلك ستستمر الاختناقات والفجوات التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي، فالدعم بالتنقيط أو التقسيط غير مجدٍ.. زهذه حقيقة يجب أن يدركها المعنيون جيداً إن أرادوا لقطاع الزراعة أن ينتعش!