كذب الغرب تفضحه فون دير لاين
تقرير إخباري:
دأبت وزارة الدفاع الروسية على إعلان عدد القتلى من الجنود الأوكرانيين والمرتزقة بشكل شبه يومي، غير أن النظام الأوكراني ومن خلفه إعلام دول حلف شمال الأطلسي كان يصرّ على التقليل من حجم الخسائر بين الجنود الأوكرانيين، وذلك في محاولة لشدّ عصب الجيش الأوكراني ومنع انهياره تحت ضغط الضربات الروسية، وللمحافظة على النظام الأوكراني الذي يستخدمه حلف الناتو أداة في حربه بالوكالة على روسيا، وكان الغرب يفرض تعتيماً كاملاً على الخسائر الحقيقية في صفوف الجيش الأوكراني، بل تتبارى وسائل إعلامه في بث المشاهد المفبركة أو الحقيقية المتعمّدة لتعذيب الأسرى الروس لدى أوكرانيا، وتحويل أيّ انسحاب تكتيكي يقدم عليه الجيش الروسي من منطقة من المناطق التي يسيطر عليها إلى هزيمة مفترضة له، وذلك في محاولة منها لبث الذعر في صفوف الجيش الروسي، وتحقيق انتصار إعلامي من خلال ذلك.
ولم تكن الآلة الدعائية لحلف شمال الأطلسي تتوقّع أن تخرج إحدى وسائل هذه الدعاية المفترضة بحديث عن الأرقام الحقيقية لقتلى الجيش الأوكراني، حيث أعلنت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية دانا سبينانت أن المفوضية لا تنوي الاعتذار لكييف بعد نشر معلومات عن مقتل 100 ألف جندي أوكراني خلال النزاع الأخير.
وقالت المتحدثة في مؤتمر صحفي اليوم الخميس في بروكسل: “لم تكن هناك حاجة للاعتذار، لقد أوضحنا السياق والأسباب (للتصريح) عبر منصات التواصل الاجتماعي. نعمل مع أوكرانيا على تحقيق أهداف مشتركة، بما في ذلك التحقيق في جرائم هذا العدوان ومحاسبة (مرتكبيها)”.
وأصدرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أمس الأربعاء بياناً حول ضرورة تحميل روسيا “المسؤولية الدولية” واستخدام الأموال الروسية المجمّدة لإعادة إعمار أوكرانيا.
ودعماً لما تحدّثت عنه، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، على وجه الخصوص، إلى أنه “وفقاً للتقديرات حتى الآن، قتل (في أوكرانيا) أكثر من 20 ألف مدني و100 ألف جندي”.
وفي وقت لاحق، تم حذف الفقرة الخاصة بعدد القتلى من نصّ وتسجيل بيان فون دير لاين. وأوضح المكتب الصحفي لرئيسة المفوضية الأوروبية أن ما ورد في التصريح “غير دقيق” وأن الرقم يتعلق بحصيلة “القتلى والجرحى”.
ولو لم يكن ما تفوّهت به رئيسة المفوضية يعبّر عن حقيقة أرقام القتلى في الجيش الأوكراني لما اضطرّت المفوّضية إلى حذفه فيما بعد، وكذلك لم يكن وارداً طلب الاعتذار منها عن هذا التصريح.
إلا أن ما قالته فون دير لاين هو الأرقام الحقيقية التي يعلمها الغرب الجماعي جيّداً، ولكنه يصرّ على التعتيم عليها لأنها تمثل اعترافاً بالهزيمة الجماعية أمام الجيش الروسي، حيث يعلم الجميع أن أوكرانيا تخوض حرباً بالوكالة عن الأطلسي ضدّ روسيا، وهذه الحرب يعدّها الغرب حرباً مقدّسة لأنها معركة وجود بالنسبة إليه، والهزيمة هنا هي هزيمة استراتيجية بعد أن وضع الغرب ثقله وإمكاناته المادية والعسكرية بشكل كامل وراءها.
طلال ياسر الزعبي