شهيدان فلسطينيان خلال اقتحام الاحتلال جنين
الأرض المحتلة – تقارير:
انعكست نتائج الاتفاقات التي عقدها حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو المكلف تشكيل الحكومة الجديدة في كيان الاحتلال الإسرائيلي مع زعماء أحزاب ائتلاف التطرّف الحاكم في كنيست الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث شهد هذا الأسبوع استشهاد ما يزيد على 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال العشرات، خلال عمليات اقتحام لقوات الاحتلال في عدد من مدن الضفة الغربية المحتلة.
واليوم أيضاً، استُشهد شابان فلسطينيان وأصيب ثالث واعتقل أربعة آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي فجراً مدينة ومخيم جنين بالضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم جنين ومنطقة الهدف ونشرت قناصة على أسطح عدد من المنازل والبنايات واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص الحي، ما أسفر عن استشهاد الشابين نعيم الزبيدي 27 عاماً ومحمد أيمن السعدي 26 عاماً وإصابة ثالث بجروح متوسطة.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين بعد أن حاصرت منزليهما في منطقة الهدف من جنين، كما اعتقلت شابين بعد صدم الدراجة النارية التي كانت تقلهما في مخيم جنين.
وفي المقابل، كشفت سلطات الاحتلال تفاصيل عملية جنين التي استُشهد خلالها السعدي والزبيدي.
وحسب موقع واي نت العربي، فإن العملية كانت تستهدف وسام الفايد المشتبه فيه بالوقوف خلف عملية تفجير مركبة قبل عشرة أيام.
وأشار الموقع، إلى أن قوة خاصة من وحدة دوفدفان دخلت متخفية إلى أطراف مخيم جنين، واقتحمت منزل الفايد واعتقلته دون مقاومة، قبل أن تدور اشتباكات مسلّحة أسفرت عن استشهاد الشابين السعدي والزبيدي الذين تتهمهما سلطات الاحتلال “بالوقوف خلف عمليات إطلاق نار وتسليح مقاومين”.
وعقب العملية، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مستشفى ابن سينا حمل المشاركون فيها جثماني الشهيدين وجابوا شوارع مدينة جنين ومخيمها وردّدوا الهتافات المندّدة بجرائم الاحتلال، وطالبوا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مؤكدين ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.
وأعلنت القوى الوطنية في جنين اليوم الإضراب الشامل حداداً على روحي الشهيدين وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة.
من جانبها، نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسرايا القدس الذراع العسكري للحركة، الشهيدين السعدي قائد كتيبة جنين، والقائد الكبير الزبيدي، اللذين ارتقيا خلال معركة التصدّي لاقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين.
وأكدت في بيان لها، “أن هذه الدماء الطاهرة ستكون وقوداً لاستمرار المقاومة وضرب العدو بقوة ليعلم حجم جريمته النكراء”.
واعتبرت الحركة، أنًّ هذه الجريمة النكراء لن تمرّ مرور الكرام، ولن تكسر إرادة المقاومة وسيدفع الاحتلال ثمن جريمته على يد مقاوميها، مضيفةً: “كتيبة جنين تستمرّ ببركة هذه الدماء الزكية في واجبها المقدس بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، مهما بلغت التضحيات”.
بدوره، حذر رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية من التبعات الخطيرة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي يواصل ارتكابها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مطالباً دول العالم بالتدخل العاجل لوقفها.
من جهتها، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن توفير الحماية الدولية للفلسطينيين بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، من خلال الضغط على الاحتلال وإجباره على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف انتهاكاته وجرائمه.
من جانبه، أدان المجلس الوطني الفلسطيني جريمة الاحتلال الإسرائيلي بقتل شابين فلسطينيين، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه واعتداءاته، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين وفتح تحقيق دولي بالجرائم المرتكبة من قوّاته.
وبارتقاء الشهيدين الزبيدي والسعدي ترتفع حصيلة الشهداء منذ مطلع العام الجاري إلى 210 شهداء بينهم 158 شهيداً في الضفة الغربية و52 شهيداً في قطاع غزة.
وفي اعتداءات أخرى في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات بيت فوريك شرق مدينة نابلس وكوبر شمال غرب رام الله وبيت أمّر شمال الخليل ودورا جنوبها، وداهمت منازل الفلسطينيين وعبثت بمحتوياتها واعتقلت 10 منهم.
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية في القدس المحتلة، واعتقلت فتى.
وفي الخليل أعاقت قوات الاحتلال، وصول الطلبة إلى مدرسة عكا الأساسية المختلطة في بلدة دير سامت جنوب غرب المدينة، بعد انقلاب دورية لجيش الاحتلال.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال، أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في محيط المدرسة، وحاولت قطع الطريق أمام الطلبة والهيئة التدريسية، لمنعهم من الوصول إلى المدرسة.
وعلى أطراف قطاع غزة المحاصر، اعتقل جنود الاحتلال المتمركزون قرب السياج الفاصل شرق بلدة جباليا فلسطينياً، كما أطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه أراضي المزارعين في بلدة القرارة شرق خانيونس جنوب القطاع، ما أجبر المزارعين على مغادرة أراضيهم.
إلى ذلك، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا خلال شهر تشرين الثاني الماضي 833 اعتداءً، تراوحت بين اعتداء مباشر على الفلسطينيين وتخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار ومصادرة ممتلكات وإغلاقات وحواجز وإصابات جسدية.
وبيّنت في تقريرها الشهري “انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسّع الاستعماري” لشهر تشرين الأول، أن هذه الاعتداءات تركّزت في رام الله بـ170 عملية اعتداء، تليها الخليل بـ140 اعتداء ثم نابلس بـ111 اعتداء.
وأشارت الهيئة، إلى أن عدد الاعتداءات التي نفّذها المستوطنون بلغت 159 اعتداءً، تخللتها محاولتهم إنشاء 11 بؤرة استيطانية جديدة في مناطق متفرقة، وتركزت اعتداءات المستعمرين هذا الشهر في نابلس بـ51 اعتداء ورام الله بـ36 اعتداء.
وأوضحت أنه بهدف السيطرة على أراضي الفلسطينيين وتحويلها لمصلحة المستوطنين، قامت قوات الاحتلال والمستوطنين بتجريف ما يزيد على 797 دونماً من الأراضي في سلفيت ونابلس وطوباس وأريحا.