أخبارصحيفة البعث

نوفاك: روسيا لن تبيع نفطها للدول التي تفرض سقفاً للأسعار

موسكو – تقارير:

تصرّ بروكسل على السير خلف واشنطن في كل ما تمليه عليها من قرارات، حتى لو كان ذلك سيدمّر بالدرجة الأولى الاقتصادات الأوروبية التي تعاني من ارتفاع أسعار الطاقة، وذلك من خلال عودتها مجدّداً إلى اتخاذ قراراتٍ يمكن أن تؤدّي إلى انهيارها، بزعم أنها قادرة عبر ذلك على هزيمة روسيا، الأمر الذي يقدّم مسوّغاً لموسكو لعدم بيع النفط لهذه الدول مستقبلاً، وبالتالي تعميق الأزمة الأوروبية، وترك الدول الأوروبية مجتمعة تحت رحمة الولايات المتحدة التي تحدّد بنفسها سعر نفطها البديل للنفط الروسي.

وفي السياق، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك: إن موقف روسيا من محاولة فرض سقف أسعار على النفط الروسي، لم يتغيّر، وهي تعدّ ذلك وسيلة فظّة.

وشدّد نوفاك على أن روسيا، ستبيع منتجات النفط والمشتقات النفطية فقط للبلدان التي ستعمل وفقاً لظروف السوق، حتى إذا كان ذلك سيتطلب تقليل الإنتاج.

وأكد نوفاك أن فرض سقف لأسعار النفط غير مقبول، وروسيا لن تبيع نفطها للدول التي تطبّق هذا القرار.

وقال: “روسيا تدرس آلياتٍ تسمح لها بتجنّب بيع النفط للدول التي تفرض سقف الأسعار. وهي ستبيع النفط ومشتقاته فقط وفق قواعد السوق”.

ونوّه نائب رئيس الحكومة الروسية بأن، دول “أوبك+”، جدّدت تأكيد القرار القديم بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً.

وأشار إلى أنه تم اتخاذ القرار من جانب التحالف النفطي، بهدف فرض الاستقرار في الأسواق.

ويرى نوفاك، أن سوق النفط حالياً في وضع أفضل ممّا كانت عليه قبل شهرين، لكنها لا تزال حتى الآن تحتفظ بحالة عدم وضوح، بما في ذلك على خلفية تفشي فيروس كورونا في الصين.

وسيعقد اللقاء التالي للجنة المراقبة في “أوبك+”، في يوم 1 شباط المقبل، وحتى الآن لا توجد دواعٍ لعقد اجتماعات جديدة لـ”أوبك +”.

وكان الاتحاد الأوروبي نشر في الجريدة الرسمية، قراره المتعلق بفرض سقف على أسعار النفط المستورد من روسيا.

ويحتوي ملحق للوثيقة على جدول، تم من خلاله التوضيح أن سقف سعر برميل النفط الروسي يجب ألا يتجاوز 60 دولاراً.

وجاء في الوثيقة: “يُمنع بشكل مباشر أو غير مباشر، تقديم المساعدة الفنية وخدمات الوساطة أو التمويل أو المساعدة المالية المتعلقة بالتجارة أو الوساطة أو النقل، بما في ذلك عن طريق الشحن من سفينة إلى أخرى، وإلى بلدان ثالثة، فيما يتعلق بالنفط والمشتقات النفطية المنتجة في روسيا أو التي تم تصديرها من روسيا”.

وفي وقت سابق، أعلنت مجموعة السبع وأستراليا، التوصّل إلى اتفاق على تحديد سقف سعر شراء النفط الروسي المنقول بحراً بـ60 دولاراً للبرميل.

وكذلك توصّل ممثلو دول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول مستوى الحد الأقصى لسعر النفط من روسيا – عند مستوى 60 دولاراً.

ويشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد علّق على الموضوع في وقت سابق، بالقول: إن روسيا لن تبيع أيّ شيء للخارج إذا كان يتعارض مع مصالحها الخاصة.

من جهته، علّق نائب رئيس مجلس الأمن في الاتحاد الروسي ديمتري مدفيديف بسخرية على قرار دول غربية فرض سقف على أسعار النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل.

ونشر مدفيديف على قناته في تليغرام صورة شخصية متجمّدة من فيلم ستانلي كوبريك “السطوع”.

وكتب مدفيديف في تعليق تحت الصورة: “أخيراً، اتخذنا القرار بشأن سقف أسعار النفط الروسي …”.

وفي السياق، أفادت صحيفة The Hill الأمريكية، بأن فرض سقف على أسعار النفط الروسي سيمثل فشلاً تاريخياً للولايات المتحدة وأوروبا.

وأوضح الكاتب، بيتر دوران، في مقاله الذي نُشر عبر صحيفة The Hill، أن فرض سقف لسعر النفط الروسي يحمل دلائل على الإخفاق التاريخي الوشيك لواشنطن وأوروبا بأسرها، ففي الوقت الراهن لم يتبقَّ في سوق الطاقة العالمية أي نفط حر، ما يهدّد بارتفاع أسعار الطاقة بشكل أكبر مما هو عليه الآن.

وأضاف دوران: إن الولايات المتحدة وحلفاءها، عندما قرّروا فرض سقف لسعر النفط الروسي خلال الصيف، اعتبروه حلاً أنيقاً لتقليص دخل روسيا، لكن الوضع اختلف تماماً.

وأشار إلى أن سقف السعر البالغ 60 دولاراً للبرميل مفيد لروسيا، لأن تكلفة إنتاج النفط الروسي تتراوح بين 20 – 40 دولاراً.