عبد اللهيان: الغرب يمارس حرباً مركّبة ضدّ إيران
بلغراد – طهران – تقارير:
أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ الغرب يمارس حرباً مركّبة ضدّ إيران، وأنّ هدف أميركا من دعم أعمال الشغب هو إرغام طهران على الامتثال لمطالبها المتعلقة في المفاوضات النووية.
وفي مستهل مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي نيكولا سيلاكوفيتش في بلغراد اليوم قال عبد اللهيان: إنّ أميركا تشجّع على استمرار أعمال الشغب في إيران.
وأوضح عبد اللهيان أنّ العلاقات التي تربط بين بلاده وصربيا تتميز بالتعاون البناء والتنمية المستدامة وتوثيق العلاقات بين الجانبين.
من جانبه قال وزير الخارجية الصربي: إنّ إيران دولة صديقة لبلاده وهم مستمرون في تعزيز هذه الأواصر.
وبحث وزيرا خارجية إيران وصربيا في جلسة مباحثات القضايا الثنائية والقضايا الدولية.
وفي سياق متصل، أعربت إيران عن انتقادها سياسة المعايير المزدوجة التي ينتهجها الغرب تجاه حقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في تغريدة له اليوم على تويتر: إن مسؤولي الأنظمة التي قامت عبر تاريخها بالانقلابات والمؤامرات والتدخلات وحروب خلّفت ملايين القتلى، يتظاهرون مؤخراً في هيئة مدافعين عن حقوق الإنسان في بلدان أخرى، مضيفاً: رغم الإيماءات الزائفة لحقوق الإنسان التي تدّعيها هذه الأنظمة إلا أنها لم تنجح في إخفاء طبيعتها المناهضة لحقوق الإنسان، وذلك في إشارة إلى احتجاجات المدنيين في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وكندا وأستراليا.
وتابع كنعاني: إن قادة هذه الأنظمة، وبعد تقسيمهم الإرهاب إلى جيّد وسيّئ يقدّمون الآن تعريفهم الخاص للاضطراب والاحتجاج حسب مزاجهم ومصالحهم.
بدوره، أكد المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري أن الأعمال التي استهدفت إيران مؤخراً تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والكيان الصهيوني.
وقال منتظري في كلمة له اليوم ضمن سلسلة لقاءاتٍ عقدت تحت عنوان “شرح أبعاد الحرب المركبة والهجينة، التي شهدتها إيران”: إن الحرب الهجينة الأخيرة كانت على عدة أشكال، منها السياسية والحرب الإلكترونية وتزوير الأخبار ونشر الأكاذيب والحرب الدبلوماسية، وتشويه علاقات إيران مع الدول الأخرى، والحرب الثقافية وإثارة النعرات الدينية وتشديد الضغوط الاقتصادية والعسكرية والعقوبات، لافتاً إلى أن هناك بعض من يعيق الإجراءات اللازمة لمراقبة الفضاء السيبراني والقضايا الحساسة الأخرى في الدولة، وقال: تم عقد جلسات إيضاحية حول من تم اعتقالهم خلال الأحداث الأخيرة.
وحول قرار حل شرطة الأخلاق قال منتطري: إن شرطة الأخلاق ليس لها علاقة بالقضاء، وتم إغلاقها من المكان نفسه، الذي تم إنشاؤها فيه، مؤكداً أنه لن يتم التساهل مع العناصر المخلّة بالأمن والاستقرار، التي تسبّبت بأعمال الشغب الأخيرة في البلاد.
إلى ذلك حذّرت هيئة الأركان الإيرانية القوات الأمريكية في الخليج من مواجهة مع حرسها الثوري “إن أظهرت أطماعها تجاه المصالح الإيرانية في الخليج والسواحل والجزر”.
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري في بيان: “تعرف القوات الأمريكية أنه في حال وجود أي نيّة أو أطماع لديهم تجاه مصالح إيران في الخليج الفارسي والسواحل والجزر ومنصات النفط الايرانية، فإنهم سيواجهون القوات البطلة للحرس الثوري الإيراني”.
وأضاف باقري: إنّ “الحرس الثوري يتمتّع بقدرات فريدة من حيث كمية ونوعية إنتاج السفن الحربية وقاذفات الصواريخ والسفن التي تزرع الألغام وأنواع أخرى من السفن والصواريخ الدقيقة بعيدة المدى”.
واختتم قائلاً: “دخلت القوات الأمريكية المياه الإيرانية عن طريق الخطأ مرة أو مرتين، وتم اعتقالهم ومن ثم أطلقت إيران سراحهم بلطف، وقدّموا تعهداً مكتوباً بعدم تكرار ذلك، ولم يكرروه حتى الآن”.
من جهته، أعلن نائب وزير الداخلية الإيراني لشؤون الأمن والشرطة مجيد مير أحمدي أن أعمال الشغب الأخيرة أدّت إلى أضرار مادية جسيمة في البلاد.
ونقلت وكالة إرنا عن مير أحمدي قوله اليوم: إن الأضرار التي ألحقها مثيرو الشغب في البلاد خلال الشهرين الأخيرين تقدّر بـ17 تريليون ريال إيراني.
وأضاف مير أحمدي: إن هذا القدر من الأضرار يشمل الأضرار التي لحقت بالأماكن والمرافق الحكومية والممتلكات العامة، وكذلك ممتلكات المواطنين.
وكان مجلس الأمن الوطني الإيراني التابع لوزارة الداخلية أعلن أمس أن عدد ضحايا أعمال الشغب الأخيرة في البلاد بلغ 200 شخص بينهم شهداء من قوات الأمن وشهداء مدنيون.
إلى ذلك، أعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني في محافظة أصفهان وسط البلاد عن اعتقال شخصين متورّطين بقتل عنصر من قوات التعبئة في أيلول الماضي.
وقالت العلاقات العامة في بيان لها اليوم: إن عناصر من الحرس الثوري في أصفهان تمكّنوا خلال عمليات الرصد والمتابعة من اعتقال شخصين اثنين متورّطين بمقتل عنصر من قوات التعبئة، وذلك قبل محاولتهم الفرار من إيران، وأوضح البيان أنه سيتم لاحقاً نشر تفاصيل أخرى عن الموضوع.
بدورها، أعلنت السلطة القضائية في إيران اليوم عن تنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة عناصر من خلية مرتبطة بجهاز مخابرات الكيان الصهيوني.
وقالت السلطة القضائية في بيان لها: إنه في شهر تموز من العام الجاري تم اعتقال هذه الخلية من الحرس الثوري ووزارة الأمن، موضحة أن أعضاء هذه الخلية قاموا وبتوجيه من ضباط مخابرات الكيان الصهيوني بتوفير السلاح والقيام بعمليات سرقة وخطف، وتلقّوا أجورهم بالعملة الرقمية.
وأضاف البيان: حُكم على ثلاثة متهمين آخرين من الخلية بالسجن من 5 إلى 10 سنوات على خلفية جرائم، مثل ارتكاب جريمة ضدّ أمن البلاد والمساعدة في الاختطاف وحيازة الأسلحة.
كذلك اعتقلت الشرطة الإيرانية اثنين من قادة أعمال الشغب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة في مدينة سنندج غرب البلاد.
وقال قائد الشرطة في سنندج علي آزادي: إنه عقب أعمال الشغب والاضطرابات الأخيرة في سنندج غرب البلاد تقدمت مجموعة من المدنيين بشكوى إلى الشرطة بشأن تدمير ممتلكاتهم من قبل عدة أشخاص حيث تم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد من يخل بالنظام العام والأمن.
وتابع آزادي: إنه تم اعتقال اثنين من قادة الشغب والتخريب ومصادرة أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم وإحالتهم إلى القضاء محذراً من أن وسائل الإعلام الأجنبية تستخدم نشر الأكاذيب للتغرير بالمدنيين.
وأكد آزادي أنه سيتم التعامل بحزم مع من يخل بالأمن ويدمر الممتلكات العامة والخاصة.