زاخاروفا لنولاند: الولايات المتحدة دمّرت أكثر شبكات الطاقة في العالم
موسكو – تقارير:
تحاول واشنطن بجميع الوسائل إقناع العالم بأن روسيا كانت على وشك استخدام السلاح النووي في أوكرانيا، ورغم أن موسكو أعلنت مراراً أن عقيدتها النووية لا تسمح لها باستخدام السلاح النووي إلا في حال كان هناك هجوم نووي أو تهديد كبير لأمن روسيا ووجودها، غير أن الدعاية الأمريكية كانت تصرّ على تخويف الأوروبيين من هذا الخطر، زيادة في تعميم فكرة “روسوفوبيا” في أوروبا، وذلك إمعاناً في قطع جميع سبل التواصل بين أوروبا وروسيا، لفرض نفسها منقذاً وحيداً لأوروبا.
وانطلاقاً من ذلك، فنّدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، زعم نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاد بأن روسيا امتنعت عن استخدام السلاح النووي في أوكرانيا بسبب التحذير الأمريكي.
وسردت زاخاروفا على قناتها في تليغرام، مقطعاً من مقالة لصحيفة “أوكرانسكايا برافدا” جاء فيها: “أعربت السيدة نولاند عن قناعتها بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرّر عدم اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية في الحرب ضد أوكرانيا بسبب التحذيرات شديدة اللهجة من الدول الأخرى”.
ووفقاً لنولاند، “بعد تخلّي روسيا عن نيّتها في التصعيد النووي، تحوّلت إلى سلاح مختلف جذرياً، وشنّت الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، التي تعدّ غير مقبولة”.
وقالت زاخاروفا في تعليقها: “عندما تقتبس أوكرانسكايا برافدا بعض الكلمات من حديث نولاند، فهي تعرض مزيجاً يمكنه، من حيث المبدأ، أن يميّز العلاقة بين الليبراليين المتطرّفين الأمريكيين ونظام كييف على مدى سنوات عديدة.
والآن لننتقل من الشكل إلى الجوهر. لقد سبّقت فيكتوريا نولاند على نفسها مرة أخرى: في البداية، من خلال وسائل الإعلام ومراكز الفكر الخاضعة لهم، قاموا بأنفسهم بتضخيم موضوع التهديد النووي من جانب روسيا، والآن يحاولون إلقاء اللوم على الآخرين ويزعمون أن الكارثة لم تقع فقط لأنه صدرت تحذيرات قاسية (وليس لأنه من الأساس لم يعتزم أحد القيام بذلك). لقد أوضحنا مراراً الموقف الروسي بشأن منع الحرب النووية، وقمنا مؤخراً بترجمة بيان روسي حول ذلك إلى لغتهم خصيصاً للعاملين في الخارجية الأمريكية”.
أما بالنسبة لـ”عدم جواز قصف منظومات الطاقة”، فلا يحق لنولاند أن تعلّم العالم، لم يقُم أيّ أحد بتدمير شبكات للطاقة في العالم أكثر مما دمّرت الولايات المتحدة والناتو. وهو ما اعترف به، المتحدث باسم الناتو جيمي شيا أثناء قصف يوغوسلافيا، الذي كتبت عنه مؤخراً.
من جهة ثانية، علّق رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين على نبأ قيام السلطات البريطانية باعتقال “رجل أعمال روسي ثري” في لندن للاشتباه بتورّطه في غسل الأموال وجرائم أخرى.
وكتب فولودين عبر “تليغرام” اليوم الأحد: “الدول الغربية أخذت أولاً اليخوت والفيلات والسيارات والطائرات من رجال أعمال روس. الآن يتم القبض عليهم. في هذا الصدد، أودّ أن أذكّر بكلام رئيسنا بوتين الذي قال: إن كل من يحتفظ بالأصول والأموال في الخارج سيبتلع الكثير من الغبار في محاولة استعادة هذه الأموال”.
وتابع: “لقد تبيّن الآن أن هذه الكلمات التي قيلت قبل 20 عاماً، كانت تنبّئية”.
وشدّد فولودين على أنه يتعيّن على كل من حقّق مقاصده في روسيا، أن يطوّر بلده وألا ينسى أنه مدين بكل شيء له، وأضاف: “عندها لن يكون ماله في مأمن فحسب، بل سيكون ضميره أنظف أيضاً”.
ولم يتم الكشف رسمياً عن هوية رجل الأعمال الروسي المحتجز في لندن، لكن وسائل إعلام أشارت إلى أن الحديث يدور عن ميخائيل فريدمان.
ونقلت وكالة “تاس” عن مصدر مقرّب من فريدمان أنه تعرّض للاحتجاز فعلاً في لندن لكن بعد ذلك أُطلق سراحه بكفالة.
من جهتها، قالت الخدمة الصحفية لمصرف Alfa-Bank الذي يملكه فريدمان: إن الأخير لا علاقة له بقصة “اعتقال رجل أعمال روسي في لندن” وأكدت أنه موجود في منزله.
إلى ذلك، وفيما يخص القلق المتزايد في الدول الغربية من أن واشنطن تمكّنت بالفعل من الاستفادة من الواقع الذي فرضته الحرب في أوكرانيا على حساب الصناعة الأوروبية، اعتبر بيرند لانغ رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي، أن الاتحاد الأوروبي لن يتمكّن من الاتفاق مع الولايات المتحدة حول المساعدات الحكومية الأمريكية لشركاتها.
وشدّد لانغ على ضرورة تقديم شكوى أوروبية ضد الجانب الأمريكي إلى منظمة التجارة العالمية.
وقال البرلماني في مقابلة مع مجموعة “فنك ميديا”: “أنطلق من أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لن يتمكّنا من الاتفاق خلال المفاوضات إلا على فرض تغييرات صغيرة في تنفيذ IRA (قانون خفض التضخم الأمريكي). وسيبقى الهيكل الأساسي لهذا القانون دون تغيير. وفي هذا الصدد، أرى أنه من الضروري أن يقدّم الاتحاد الأوروبي شكوى عاجلة إلى منظمة التجارة العالمية في الأشهر المقبلة”.
وأضاف: “هذا سيؤكّد أن الإجراءات الأمريكية لا تتوافق بتاتاً مع قواعد منظمة التجارة العالمية”.
ويرى البرلماني، أنه يجب على الاتحاد الأوروبي “زيادة حجم دعمه للصناعات الأوروبية”.
وقال: “يجب علينا أيضاً دراسة هل يمكن خفض تكاليف الطاقة المخصصة للصناعة، وكيف يجب تنفيذ ذلك في الوقت الحالي هي أعلى بعشرة أضعاف مما هي عليه في الولايات المتحدة”.