شهيدٌ في بيت لحم.. والاحتلال يهدم مسجداً في الخليل
الأرض المحتلة – تقارير:
تواصلت جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة مدفوعةً بغطاءٍ سياسي أمّنهُ له زعماء اليمين الديني المتطرّف في الائتلاف الحاكم في كيان الاحتلال، فقد استشهد اليوم شاب فلسطيني وأصيب آخرون في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، وأصيب أيضاً عشرات الفلسطينيين باعتداءات لقوات الاحتلال في مخيم العروب في الخليل، كما واصلت قوات الاحتلال حملات الاقتحام والاعتقالات في عددٍ من مدن الضفة.
ولم توفّر قوات الاحتلال بعد اعتدائها على البشر، الحجرَ ولا الشجر، فقد هدمت مسجداً في بلدة دورا جنوب غرب الخليل، بينما اقتلع عناصر الاحتلال ومستوطنوه عشرات الأشجار غرب سلفيت.
ففي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الدهيشة جنوب المدينة وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى استشهاد الشاب عمر مناع فرارجة 22 عاماً، وإصابة ستة آخرين بجروح، كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان.
جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال مخيم العروب في الخليل واعتدت على طلبة جامعة فلسطين التقنية بإطلاق قنابل الغاز السام عليهم، ما أدّى إلى إصابة عشرات الطلبة الفلسطينيين بالاختناق، ثم أغلقت مدخل الجامعة ومنعت الطلبة من الدخول والخروج.
كذلك، اقتحمت بلدات السموع وتفوح بيت كاحل في الخليل ونعلين في رام الله ومخيم جنين ومخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة واعتقلت أربعة عشر فلسطينياً.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بعددٍ من الجرافات منطقة خلة طه في بلدة دورا جنوب غرب الخليل، وهدمت مسجدها الذي تبلغ مساحته 100 متر مربع.
من جهة أخرى، اقتحمت مدرسة يبرود الأساسية المختلطة، شمال شرق رام الله ثم حاصرتها وسرقت بعضاً من ممتلكاتها.
وفي الأثناء، اقتلعت قوات الاحتلال عشرات الأشجار الحراجية على طريق واد قانا بين بلدتي حارس ودير استيا، غرب مدينة سلفيت.
وأوضح رئيس مجلس بلدة حارس، عمر سمارة، أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة برفقة عددٍ من الجرافات، وقامت بقص واقتلاع عشرات الأشجار الحراجية، لافتاً إلى أنّ المنطقة تتعرّض باستمرارٍ لأعمال تجريف من أجل توسيع المستوطنات على حساب أراضي الفلسطينيين.
من جانبهم، اقتحم مستوطنون إسرائيليون بلدة قراوة بني حسان واقتلعوا 30 غرسة زيتون من الأراضي الواقعة في منطقة شمال شرق أم المواكر.
إلى ذلك، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قراراً يقضي بهدم بناية سكنية في حي واد قدوم، ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن محاكم الاحتلال رفضت تأجيل أو تجميد هدم البناية، وأمهلت ساكنيها حتى السابع من كانون الأول الجاري، لتنفيذ الهدم، وإلا ستقوم آلياتها بتنفيذه وتحميل السكان تكاليفه.
وأكدت المصادر، أن البناية السكنية مكونة من 10 شقق، وتؤوي حوالي 100 فرد، سيصبحون بلا مأوىً، وكانت الأسر قد تلقت في شهر حزيران الماضي قراراً بالهدم، ومن بينها أسرتان ستهجّران للمرة الثانية في غضون سنتين بعد عمليات هدم سابقة.
ودعت العائلات إلى وقفة احتجاجية يوم غدٍ الثلاثاء، قبالة بلدية الاحتلال في القدس، للاحتجاج على قرار الهدم.
سياسياً، أكّد رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، أنّ جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة لن توقف نضال الشعب الفلسطيني، وسعيه الدؤوب لنيل حريته وتقرير مصيره.
وقال اشتية في بيان: إنّ الاحتلال يواصل ارتكاب جرائمه مستفيداً من إفلاته المستمر من المحاسبة، نتيجة اختلال المعايير في القانون الدولي، وغياب الردع الذي يشجّعه على تكرارها.
من جهتها، أدانت خارجية السلطة الفلسطينية جريمة إعدام قوات الاحتلال الشاب عمر مناع فرارجة، مشيرةً إلى أنّ الاقتحامات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال لمدن وبلدات الضفة جزء لا يتجزأ من مسلسل القتل اليومي بحق الشعب الفلسطيني، ما يستدعي تحركاً عاجلاً من الأمين العام للأمم المتحدة، والإسراع في تفعيل نظام الحماية الدولية للفلسطينيين.
بدوره، قال المجلس الوطني الفلسطيني: إنّ الإعدام الميداني اليومي الذي تتصاعد وتيرته من قوات الاحتلال الإسرائيلي يعكس حقيقة الاحتلال الذي أسس كيانه على المذابح والتطهير العرقي العنصري بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ الاحتلال يرتكب أبشع أنواع الجرائم مستفيداً من الصمت الدولي وازدواجية المعايير.