فولودين: واشنطن تعيق تقدّم الآخرين للحفاظ على هيمنتها
موسكو – تقارير:
لم يعُد سرّاً أن الولايات المتحدة تمارس سياسة خبيثة للحفاظ على تفوّقها وهيمنتها مبنيةً على إضعاف الآخرين للظهور على حسابهم، وذلك للمحافظة على وضع قيادي للعالم، ومن أجل هذا تعمل دائماً على إجهاض جميع محاولات الدول للتقدّم والصعود، وإذا شعرت بأن هناك من سيتفوّق عليها حتى ممّن تدّعي أنهم حلفاؤها، فإنها ستبادر إلى إضعاف هذه الدول، وهذا ما تمارسه حالياً مع حلفائها الأوروبيين.
وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن الولايات المتحدة تعيق تقدّم الدول الأخرى للحفاظ على مصالحها وهيمنتها على العالم.
ونقلت وكالة نوفوستي عن فولودين قوله خلال اجتماع منظمة معاهدة الأمن الجماعي المنعقد في موسكو: إن العالم يجب أن يتخلّص من نظام القطب الواحد ويسعى لتكوين نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب، مشدّداً على “ضرورة احترام سيادة الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتعامل على أساس المساواة والاحترام المتبادل بين مختلف الدول”.
وانطلقت في موسكو اليوم أعمال اجتماع الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي يضمّ وفوداً من روسيا وبيلاروس وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، إضافة إلى مشاركة وفد إيراني بصفة مراقب.
إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن خطط الغرب لاحتواء روسيا تشكّل تهديداً خطيراً، وقد تؤدّي إلى صدام مباشر له عواقب وخيمة.
ونقلت سبوتنيك عن لافروف قوله خلال مشاركته في مؤتمر موسكو لمنع انتشار الأسلحة النووية: في سياق جهود الغرب لاحتواء روسيا يشكّل خطّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي كله لمواجهة عسكرية فعلية معنا تهديداً خطيراً، ومن الواضح أن هذا محفوف بصدام مباشر بين القوى النووية مع عواقب وخيمة.
وتابع لافروف: نحن مضطرّون لإرسال إشارات التحذير الخاصة بنا بانتظام في هذا الصدد، ولكن بدلاً من أخذها على محمل الجدّ يتم تحريفها بشكل خبيث في الغرب، ويتهموننا باستخدام خطاب التهديد.
وأعرب لافروف عن الأسف لأن الحوار الاستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تمتلكان أكبر ترسانات نووية، وتتحمّلان مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، تضعه واشنطن في حالة مجمّدة، مشيراً إلى أن آخر نتيجة ملموسة للجهود المشتركة في هذا المجال هي الاتفاق على تمديد معاهدة ستارت لمدة خمس سنوات.
وقال وزير الخارجية الروسي: في غياب العمل التفاوضي للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي ستتراكم المشكلات القائمة، وهذا محفوف بمخاطر تشبه الانهيار الجليدي.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن بلاده والصين تدافعان عن تشكيل هيكل متعدّد الأقطاب، ومستعدّتان لمواجهة التحدّيات الجديدة والضغوط الخارجية المتزايدة بشكل مشترك.
وخلال الاجتماع السابع والعشرين لرؤساء حكومتي روسيا والصين المنعقد عبر الفيديو اليوم، قال ميشوستين حسب وكالة تاس: “بلدانا لديهما توجّهات متطابقة للعديد من مشكلات عصرنا، ومعاً ندافع عن تشكيل هيكل متعدّد الأقطاب للعلاقات الدولية، ونحن مستعدّون لمواجهة التحدّيات الناشئة والضغوط الخارجية المتزايدة بشكل مشترك”.
وأشار إلى أن العلاقات بين روسيا والصين هي علاقات شراكة شاملة واستراتيجية، وأن “البلدين يمضيان بثقة وثبات إلى الأمام في جميع الاتجاهات حتى في ظل ظواهر الأزمة في الاقتصاد العالمي”.
وأكد ميشوستين أن محاولات بعض الدول الغربية فرض قواعدها الخاصة باستخدام وسائل ضغط غير مشروعة محكوم عليها بالفشل.
وأشار إلى أن شراكة الطاقة بين البلدين اكتسبت طابعاً استراتيجياً، وأن روسيا مستعدة لضمان الوفاء بجميع الالتزامات التعاقدية لتزويد الصين بموارد الطاقة، والعمل في مشاريع جديدة واسعة النطاق في هذا المجال.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أنه لا يمكن تصوّر ما سيحدث لأسعار الطاقة بعد وضع سقف لسعر النفط الروسي، مشدّداً على أن المستهلكين الأوروبيين هم الأكثر تضرّراً نتيجة ذلك.
وقال مدفيديف في قناته على موقع تليغرام: “إنه لأمر مدهش كيف تحبّ الإنسانية أن تدوس على المجرفة المسنونة ذاتها في محاولة لتنظيم الأسعار حسب ظروف سياسية.. هذه المحاولات تنتهي دائماً باختفاء منتج أو زيادة أسعاره.. وهذا ما سيكون مع النفط.. بالطبع لن يختفي لكن ما لا يمكن تصوّره سيحدث للأسعار”، مضيفاً: “توجد رغبة قوية من السياسيين الغربيين للانغماس في الماء البارد كي يتم التباهي بعد ذلك في الانتخابات بتصميمهم”.
وتابع مدفيديف: هناك شيء واحد واضح.. لن يكون هناك ما يسرّ بالنسبة للمستهلكين هذا أمر مؤكد.. لذا عليهم أن يخزّنوا البطانيات القطنية وغلايات الماء الساخن.. كل شيء لا يزال أمامنا والشتاء بدأ لتوّه.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بلاده تستعدّ للردّ على حظر الاتحاد الأوروبي لإمدادات النفط الروسية، وفرض سقف سعري لها في الغرب.
وبخصوص موعد الردّ الروسي، قال بيسكوف كما نقلت وكالة تاس: “القرار قيد الإعداد، ونحن لن نعترف بأي سقوف”.
وأشار بيسكوف إلى أن اعتماد مثل هذه القرارات هو خطوة نحو زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية.
ودخلت عقوبات النفط الغربية حيّز التنفيذ اليوم، حيث توقّف الاتحاد الأوروبي عن قبول نقل النفط الروسي عن طريق البحر وفرضت دول مجموعة السبع وأستراليا والاتحاد الأوروبي حدّاً لسعر النقل البحري عند 60 دولاراً للبرميل، وهو ما ردّت عليها روسيا بأنها لن تقبل سقفاً لأسعار النفط، حتى لو اضطرّت إلى خفض الإنتاج.
وفي الأثناء، أعلنت شركة غازبروم الروسية أنها تزوّد أوروبا بالغاز الطبيعي عبر الأراضي الأوكرانية بحجم 42.4 مليون متر مكعب عبر نقطة العبور سودجا.
ونقلت وكالة تاس عن ممثل الشركة قوله للصحفيين اليوم: “إن غازبروم تضخّ الغاز اليوم عبر أراضي أوكرانيا بحجم 42.4 مليون متر مكعب من خلال محطة ضخّ الغاز سودجا”، لافتاً إلى أن طلب الضخ عبر محطة “سوخرانوفكا” رُفض من الجانب الأوكراني.
وبلغ حجم الضخ أمس 42.6 مليون متر مكعب.