لقاح “الكريب” في طريقه إلى المراكز الصحية.. و”بالجملة تهريباً” في الصيدليات!
دمشق- ميس بركات
دون استشارة طبية أو وصفة علاجية يرتادُ الكثير من المواطنين الصيدليات، ولاسيّما في الأرياف، على مدى هذين الشهرين، لأخذ لقاح “الكريب” والرشح، لتفادي الإصابة به وتجنّب الوقوع رهينة الخوف والقلق الذي لازال مرافقاً لقلوب الكثير من المواطنين بعد انتشار فيروس “كورونا” في الأعوام السابقة، إذ لم تعد أعراض الرشح تمرّ مرور الكرام على المواطنين ممن فُجع الكثير منهم بوفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء خلال العامين الأخيرين نتيجة الإصابة بهذا الفيروس، إلّا أن الاستطباب الذاتي بلقاح بسيط بعيداً عن تكلفة معاينة الطبيب وفواتير الأدوية على مدى أشهر الشتاء ليس بالحلّ السليم، برأي الدكتور باسل العكة “أمراض صدرية”، ولاسيّما أن اللقاح لا يمكن أن يُعطى بناءً على رغبة المواطن دون الرجوع لطبيب مختص. ففي الكثير من الأحيان يكون المواطن يعاني من أمراض معينة سيؤثر لقاح “الكريب” عليه سلباً ويسبب مضاعفات توصله لحالات حرجة وخطيرة.
ولفت العكة إلى وجود الكثير من اللقاحات غير لقاح “الكريب” اعتاد المواطنون على أخذها بشكل كيفي دون إدراكهم ووعيهم بأن اللقاح له مواعيد معينة يجب أخذه خلالها، فلقاح الكريب الذي بات يأخذه أغلب الناس دون استشارة طبية أمر خاطئ، أما اللقاحات الضرورية واللازمة للفرد فتوزع على المراكز الصحية، ويتمّ إعطاؤها للفئات المستهدفة الأشدّ حاجة ومن ثم لبقية الأفراد.
وبالعودة إلى المراكز الصحيّة والتي يجب أن يتوفر بها “لقاح الكريب” منذ الشهر العاشر، فقد تمّ التأكيد لنا عدم وصول هذا اللقاح حتى الآن وخلو المراكز الصحية منه لأسباب عديدة، منها التركيز الكبير خلال هذه الفترة على لقاح “الكوليرا”، علماً أن الكمية الواردة من هذا اللقاح إلى البلد لم تغطِ سوى حاجة المنطقة الشمالية، في حين باقي المناطق لا زالت تعتمد على الإجراءات الاحترازية والوقاية والاستطباب الروتيني في حال وجود إصابات “بالكوليرا”.
في المقابل لم ينفِ الدكتور علو إبراهيم مدير دائرة البرامج الصحية في وزارة الصحة في تصريح لـ”البعث” عدم توزيع لقاح “الكريب” حتى الآن على أي مركز صحي، ولاسيّما أن تأمين اللقاحات بشكل عام يأخذ الكثير من الوقت والمعاناة نتيجة العقوبات الاقتصادية وغيرها من الأسباب اللا إرادية. ولفت إبراهيم إلى أن لقاح الكريب وصل إلى الدولة خلال هذه الفترة، وهو حالياً في مؤسّسة “فارمكس”، وسيتمّ توزيعه من قبل وزارة الصحة خلال الأيام القادمة بكميات تغطي حاجة المراكز، مؤكداً أن الوزارة غير مسؤولة عن أي لقاح فاسد يتمّ إعطاؤه من قبل الصيدليات التي تعتمد في تحصيل اللقاح على طرق غير نظامية “تهريب”، ولاسيّما أن اللقاحات التي تأتي عن طريق وزارة الصحة مضمونة، حيث يتمّ نقلها بسلسلة تبريد تحفظ اللقاح، أما اللقاح المهرّب فقد يتعرض للحرارة ويفقد فعاليته، وبيّن مدير دائرة البرامج الصحية أن الفئات المستهدفة من هذا اللقاح هم كبار السن والمصابون بأمراض السكري والضغط والقلب والأمراض التنفسية، إضافة إلى شريحة الأطفال.