مزارعو الذرة في الغاب وطار العُلا يحمّلون “الزراعة” فشل تسويق المحصول
حماة – حسان المحمد
حمّل مزارعو الذرة الصفراء في منطقة الغاب وطار العلا وزارة الزراعة مسؤولية فشل تسويق المحصول، نتيجة الشروط التعجيزية لمؤسّسة الأعلاف، ولاسيما من ناحية نسبة الرطوبة التي يجب ألا تقلّ عن 14%، إذ تمّ رفض أغلب الكميات المورّدة مع غياب المجففات الآلية.
واعتبر المزارعون أنه من الصعب تجفيف المحصول في هذه الفترة، إلا في العراء، وتعريضه لأشعة الشمس والهواء، ولكن تقلّب المناخ جعل معظم المحصول تحت زخات المطر، مستغربين عدم اهتمام المعنيين بالموضوع، ومشيرين إلى أنه من المفروض على وزارة الزراعة تأمين المجففات قبيل تصريحاتها والوعود التي أطلقتها لدعم هذا المحصول، وإقامة الندوات وعقد اللقاءات وتشجيعهم على زراعته، إلا أن المعنيين تنصّلوا من تقديم أيّ دعم للمحصول، وتركوا الفلاح يواجه الصعوبات، بدءاً من الحصول على البذار والأسمدة والمحروقات من السوق السوداء، وانتهاءً بالأدوية التي لم يكن لها أيّ فعالية لمواجهة دودة الحشد التي أرهقت الموسم، ولم يسلم منها حتى محصول فستق العبيد (الفول السوداني) من تردٍّ في الإنتاج بسببها.
وأوضح الخبير التنموي أكرم عفيف أن تحديد سعر الذرة بـ2000 ليرة للكغ الواحد دفع الفلاح إلى زراعة كميات هائلة، علماً أن تكاليف زراعتها باهظة، متسائلاً عن سبب تشجيع زراعة الذرة في ظلّ عدم جهوزية خطوط التجفيف وتأمين كامل مستلزماتها، أوعلى الأقل الطلب من القطاع الخاص أن يقوم بصنع مجففات، فهذا الأمر يؤدّي إلى نتائج إيجابية له وللمزارع ولمزارعي فستق العبيد (الفول السوداني) أيضاً، وخاصة بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت به.
وأشار عفيف إلى أن خسائر الفلاح كبيرة جداً بسبب تكاليف زراعة الذرة، حيث تبلغ تكلفة الدونم الواحد نحو 700 ألف ليرة، بينما يباع كيلوغرام الذرة في الآونة الأخيرة بما بين 800 و1000 ليرة، والمزارع الذي لاحول له ولا قوة يشاهد محصوله تحت الأمطار وممتدّاً على طول الشوارع لتطوله الرطوبة والعفن ويضطرّ إلى بيعه للتجار بأسعار مخفضة. بدوره لم يخفِ مدير فرع حماة لمؤسسة الأعلاف المهندس تمام نظامي أن الشروط الموضوعة للاستلام قاسية بالنسبة للفلاح، ولكن المؤسسة ملتزمة بالشروط، وخاصة في موضوع نسبة الرطوبة، علماً أنه تمّ الإعلان عن مناقصة لترخيص مجففات قبل بداية الموسم، ولكن لم يتقدّم إليها أحد، رغم محاولتنا البحث مع أيّ قطاع خاص للمجففات ولكن لم نصل إلى نتيجة.
يُذكر أن مؤسّسة الأعلاف عدّلت مؤخراً المواصفات الفنية لاستلام محصول الذرة الصفراء المحلية للموسم الحالي، حيث تمّت زيادة الحدّ الأعلى المسموح به من الشوائب من 8% حتى 12%، وزيادة الحدّ الأدنى المسموح به من الوزن النوعي للمادة من 67% حتى 63%، وأصبح التعديل، قبول استلام مادة الذرة الصفراء المسوّقة من الفلاحين بدرجة رطوبة كحدّ أعلى 14% ويتمّ حسم 1% من السعر في حال كانت درجة الرطوبة أكثر من 13% وترفض في حال الزيادة عن 14%.
يُشار إلى أن المساحات المزروعة بالذرة الصفراء للموسم الزراعي الحالي، رئيسي وتكثيفي، بلغت 5400 هكتار، رغم أن المخطط كان 344 هكتاراً، علماً أن نسبة الحمل على نبتة الذرة بالموسم الحالي كانت عرنوساً واحداً، بينما كان الحمل في محصول الذرة بالموسم الماضي عرنوسين على النبتة الواحدة، وهذا له تأثير على المردودية الإنتاجية في وحدة المساحة، وزاد الوضع صعوبة بالنسبة للفلاح عندما أصدرت تعليمات وشروط استلام الموسم لمؤسسة الأعلاف من ناحية نسب الرطوبة والشوائب، الأمر الذي تذمّر منه مزارعو هذا المحصول، وفق تأكيدات المهندس وفيق زروف مدير الثروة النباتية بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب.