نبض رياضي .. تغيير الاتحادات وغياب الاستقرار
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
مع انقضاء مؤتمرات اتحادات الألعاب بدا واضحاً أن رياضتنا لم تصل حتى الآن للاستقرار الإداري المنشود رغم مرور أكثر من نصف عمر الدورة الانتخابية، حيث لم يكن أي اتحاد بعيداً عن التغيير أو التعديل أو الحل في الفترة الماضية ما يؤكد بأن الأمور الفنية لن تتطور في ظل هذا التخبط.
فعقب نهاية المؤتمرات تم حل اتحاد كرة الطائرة بعد استقالة أكثر من نصف أعضاءه نتيجة عدم الانسجام ووجود مشاكل شخصية، فيما سيقام المؤتمر الانتخابي لاتحاد كرة الطاولة يوم الأحد المقبل بعد أن ظلت اللعبة لعدة أشهر تحت إدارة لجنة مؤقتة نتيجة حل الاتحاد السابق أيضاً.
المثالان السابقان هما مجرد عينة توضيحية لما يحصل في اتحادات الألعاب التي تعاني جملة من الظروف التي لا تمكنها من القيام بواجباتها، ولعل أبرزها عدم وجود استقلالية مالية أو كتلة مخصصة تمكنها من وضع خطة عمل واضحة المعالم تستطيع تنفيذها، حيث بات غياب الميزانية الرد الأكثر شيوعاً من المكتب التنفيذي على طلبات الاتحادات إن كان للمشاركات الخارجية والمعسكرات أو التجهيزات والصالات.
وهنا لابد من الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن الاتحادات التي يتم تكليفها أو يتم اختيارها من الجمعية العمومية تفرز في كثير الأحيان تشكيلة غير متجانسة تجعل العمل صعباً وبالتالي تصل الأمور بعد فترة قصيرة لطريق مسدود ونكون على موعد مع تغيير جديد.
وإذا أردنا أن نوسع الرؤية قليلاً لوجدنا أن المؤتمرات هذا العام كانت مختلفة عن الأعوام الماضية من ناحية الشكل والمضمون في عدد من الاتحادات، فظهرت بعضها مثالية من حيث الحضور الكبير والمقترحات التي صبت في صلب تطوير المفاصل مثل المصارعة والقوة البدنية، فيما كان الوضع كارثياً في مؤتمر اتحاد القوس والسهم الذي حضره عشرة أشخاص وغابت معظم اللجان الفنية عن مؤتمر اتحاد البلياردو.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أعضاء المكتب التنفيذي لم يكونوا أكثر من ضيوف شرف على المؤتمرات فلم يقدموا الإضافة المنتظرة، حتى أن بعضهم أكد أنه ليس قادراً على إعطاء أي وعد بتحسين الأوضاع أو حل للمشاكل مطالباً الحاضرين بالتعامل مع الواقع!
اتحادات الألعاب مفصل في غاية الأهمية يضاهي في دوره المكتب التنفيذي كجهة تخطط وتنفذ وتلامس مباشرة معاناة الرياضيين لذلك يبدو واقعها بحاجة لتحسين واهتمام إضافي فتركها على حالها سيؤدي حتماً لتوجه بعض الألعاب نحو الاندثار نهائياً.