كسور العظام إشارة أولية.. هل هناك علاقة بين أعراض نقص فيتامين د والاكتئاب؟
قد تُفاجأون إذا علمتم أن أعراض نقص فيتامين د متشابهة إلى حدٍّ كبير مع أعراض الاكتئاب، ما يعني أن العلاقة بين نقص هذا الفيتامين والاكتئاب أكثر مما قد تعتقدون، وقد تكون عكسية.
ويُعتبر نقص فيتامين د المُزمن سبباً لعدم التوازن الغذائي، الذي قد يؤدي إلى كسورٍ في العظام مع مرور الوقت. ولا يعود السبب في ذلك إلى دور هذا الفيتامين في امتصاص الكالسيوم فقط، بل إلى دوره الهام في الجهاز العصبي العضلي، وتحسين التوازن، والحفاظ على قوة العضلات.
كذلك، هناك أدلة ودراسات تؤكد أن فيتامين د ضروري لنظامٍ عصبي صحي، وعندما يتعلق الأمر بالحفاظ على قوة العظام وتقوية جهاز المناعة. لكن هل هناك صلة بين نقص فيتامين د والاكتئاب؟
وفقاً لموقع هيلثلاين، هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة محتملة بين نقص فيتامين د والاكتئاب. وصحيح أن علاج الاكتئاب يتراوح بين الأدوية والعلاج النفسي، فإن الدور المحتمل لفيتامين د في علاج الاكتئاب قد يكون أساسياً أكثر مما قد نتصور.
ما هي وظيفة فيتامين د داخل الجسم؟
لنتعرف في البداية على كيفية عمل فيتامين د، عندما تضرب أشعة الشمس فوق البنفسجية الجلد، فإنها تحفز إنتاج هذا الفيتامين، ولهذا يطلق عليه لقب “فيتامين أشعة الشمس”.
ووفقاً لـ”مكتب المكملات الغذائية” التابع للمعاهد الوطنية الصحية الأمريكية، يجب تنشيط فيتامين د قبل أن يتمكن الجسم من استخدامه، فيحوّله الكبد إلى كالسيدول، الذي يتحوّل بدوره إلى كولسترول في الكلى.
يوفر فيتامين د القوة للعظام، والأسنان، والأنسجة، كما أنه ينظم كمية الكالسيوم في الدم. كما تظهر الأبحاث أن نقص فيتامين د له دور في جهاز المناعة، وهو مرتبط بنقل العدوى فيما يتعلق بأمراض المناعة الذاتية.
ما هي الصلة بين نقص فيتامين د والاكتئاب؟
تُظهر الدراسات الحديثة أن أعراض نقص فيتامين د غالباً ما تظهر على أولئك الذين يُشخّصون بالاكتئاب السريري، أي إن العلاقة عكسية.
فقد فحصت إحدى الدراسات، التي نُشرت في مجلة علم النفس البريطانية، عام 2018، بيانات أكثر من 30 ألف مشارك. ووجدت أن مستويات فيتامين د تميل إلى الانخفاض لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، من دون الوصول إلى فهمٍ كامل لطبيعة العلاقة بين فيتامين د والاكتئاب، لكن هناك العديد من التفسيرات المحتملة.
إحدى النظريات المحتملة هي أن نقص فيتامين د يسبّب الاكتئاب؛ فقد وجدت إحدى الأوراق البحثية، التي نُشرت عام 2019، أن تناول مكملات فيتامين د يخفف أعراض نقص فيتامين د لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
وتأتي هذه الدراسات بعد مراجعة بحثية أُجريت في العام 2011، أظهرت أن العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب يمكن أن تعمل بالاتجاه المعاكس؛ أي إن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض نقص فيتامين د، لأنهم أكثر عرضة للانسحاب من النشاط الاجتماعي أو تمضية وقت أقل في الخارج.
لكن اللافت أن إحدى الدراسات، التي نُشِرَت عام 2020، في المجلة الهندية للطب النفسي، أشارت إلى وجود العديد من مستقبلات فيتامين د في مناطق الدماغ، المعروف بأن دورها مهم في الحالة المزاجية.
أعراض نقص فيتامين د
الغريب في الأمر، وما قد يزيد الأمور تعقيداً، أن أعراض نقص فيتامين د وأعراض الاكتئاب متداخلة بدرجةٍ كبيرة.
وفي حين تشتمل أعراض الاكتئاب على قلقٍ مستمر، وقلة الطاقة، والتعب الجسدي من دون سببٍ واضح، إضافةً إلى فقدان الاهتمام بالحياة الاجتماعية وطغيان مشاعر اليأس. بالمقابل، فإن أعراض نقص فيتامين د الأساسية هي:
التعب
التشنجات
ضعف العضلات
آلام العظام والظهر
تساقط الشعر
وتقترح عيادة كليفلاند أن التغييرات المزاجية بشكلٍ مستمر، وضمن ذلك أعراض الاكتئاب، يمكن أن تكون إشارةً واضحة إلى نقص فيتامين د. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى أذية العظام والأسنان. وهنا يجب اللجوء إلى الطبيب المختص.
مصادر فيتامين د
يمكن القول إن الأطعمة الغنية بفيتامين د قليلة؛ ووفقاً لأخصائيي التغذية فإن الأطعمة مثل: عصير البرتقال، والحليب النباتي المدعم بفيتامين د، والفطر المعالج بالأشعة فوق البنفسجية، إضافةً إلى السردين وصفار البيض؛ جميعها قد توفر لنا الكمية التي نحتاجها من فيتامين د، اعتماداً على الكمية التي نتناولها.
كما أن التعرض المنتظم لأشعة الشمس مهم جداً في تحسين حالة فيتامين د لديك. أصحاب البشرة السمراء، الذين يعانون من نقصٍ في الميلانين، يحتاجون إلى التعرض لأشعة الشمس لفترةٍ أطول، لأنه يصعب على الأشعة اختراق جلدهم.
ويوصي الخبراء باستخدام واقٍ من الشمس للحماية من سرطان الجلد، أثناء الوجود بالخارج لفتراتٍ طويلة. وهذا يجعل من الصعب الحصول على ما يكفي من فيتامين د من أشعة الشمس، خاصة في فصل الشتاء.