موسكو تدعو واشنطن إلى أخذ العبر من قمّة عام 1987
واشنطن – تقارير:
بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لقمّة واشنطن، علّقت السفارة الروسية في الولايات المتحدة على تلك الذكرى، مشيرة إلى أهم الدروس التي يمكن تعلّمها من تلك المناسبة التاريخية.
واستعرضت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدث هذا الحدث، مشيرة إلى أن “العاصمة الأمريكية استضافت من 8 إلى 10 كانون الأول 1987، القمّة السوفييتية الأمريكية المعروفة باسم قمة واشنطن. من الإنجازات الخاصة لتلك الأيام، وفقاً لكلا الجانبين، وكذلك المؤرخين والخبراء، توقيع قادة القوتين العظميين على معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى”.
ولفت تعليق البعثة الدبلوماسية الروسية إلى أن “الطريق إلى مثل هذه النتيجة كان طويلاً ولم يكن سهلاً. ويعتقد الكثيرون أن حقبة جديدة من تاريخ العالم قد بدأت بعد ذلك، وهي الفترة التي انتهى فيها العداء الذي لا يمكن التوفيق فيه بين النظامين، وولادة مفاهيم أخرى في العلاقات الدولية. ولكن يرى آخرون أنها هزيمة لبلدنا في الحرب الباردة. سيستمر النقاش حولها فترة طويلة”.
وبشأن الدروس التي يمكن تعلّمها من هذه الذكرى، قالت السفارة الروسية بواشنطن: “في رأينا، أولئك الذين يتخذون قرارات السياسة الخارجية في واشنطن اليوم يجب أن يعودوا مرة أخرى إلى تلك الأحداث، وأن يدرسوا بعناية المذكرات المنشورة لميخائيل غورباتشوف ومذكرات رونالد ريغان. من بينها، على سبيل المثال، أن مستوى عدم الثقة تجاه بعضهم ظل مرتفعاً للغاية”.
وقال تعليق السفارة في هذا السياق: “يبدو أن الاختلافات لا يمكن التغلب عليها. ريغان غيابياً وصف الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي (غورباتشوف) بأنه “بلشفي متشدّد”، ونعت غورباتشوف الرئيس الأمريكي بأنه “محافظ وديناصور”. ومع ذلك، في الوقت نفسه، كان الزعيمان يدركان أهمية عملية التفاوض، والحاجة إلى تغيير الأنموذج والانتقال من المواجهة المفتوحة، المشحونة بالعواقب الأكثر مأسوية للعالم بأسره، إلى إيجاد حل وسط. عملت الدبلوماسية، وأجريت مفاوضات، ونظّمت اجتماعاتٌ لخبراء من كلا البلدين”.
وفي خلاصة لها، رأت السفارة الروسية في واشنطن أنه “على الرغم من ظهور التعنّت والعداء في مناهج حل مشكلات معينة في العلاقات الثنائية، من الضروري الاستماع إلى الشريك والإنصات إليه، وفهم وقبول المخاوف المتعلقة بضمان أمن الدولة، وعدم محاولة الاحتيال.. هناك الكثير من المشاهدين، الاحتيال لن ينجح”.
ودعا التعليق الدبلوماسي الروسي “الجانب الأمريكي إلى العمل بأمانة. فتجاهل واشنطن المصالح الروسية من دون تفكير، وقناعتها بتفوّقها واستثنائيّتها، قد أدّيا بالفعل إلى مشكلات ضخمة وأزماتٍ في السياسة العالمية والاقتصاد. المواطنون الأمريكيون العاديون يشعرون بذلك أيضاً”.
وقالت السفارة الروسية لدى واشنطن أيضاً: “لقد تعلّمنا دروساً من الماضي. نحن ندرك جيداً رغبة رعاة البقر في “خلق خصم”. نحن نفهم جيداً أنه من المستحيل تصديق ممثلي المؤسسة السياسية الأمريكية بكلمة، وخاصة اليوم. وحقيقة أنه بحلول يونيو 1991، بموجب المعاهدة، ونتذكر أيضاً ونأخذ في الاعتبار أن الاتحاد السوفييتي دمّر 1846 من مجمّعاته الصاروخية، بينما لم تدمّر الولايات المتحدة سوى 846 صاروخاً فقط”.
وفي الختام شدّد التعليق على أن “روسيا مستعدّة للحوار، ولكن حصرياً على أساس الندّ والمساواة ومراعاة الشواغل في مجال ضمان أمن بلادنا”.