استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال في جنين
الأرض المحتلة – تقارير:
يواصل الشعب الفلسطيني دفع أثمانٍ باهظةٍ على طريق سعيه للتحرّر من نير الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت الذي يُحيي فيه الفلسطينيون الذكرى الـ35 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة”، التي انطلقت نهاية عام 1987 واستمرّت سبع سنوات، تواصل قوات الاحتلال ارتكابها للجرائم بحقهم.
فقد استشهد ثلاثة شبان وأصيب واعتقل آخرون فجر اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
واقتحم الاحتلال مدينة جنين ومخيّمها ونشر قناصة على أسطح عدد من المنازل والبنايات المرتفعة، وأطلقت قواته الرصاص باتجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة هم صدقي زكارنة 22 عاماً وطارق الدمج 32 عاماً وعطا الشلبي 46 عاماً، كما أصيب شابان بجروح واعتقل اثنان آخران.
وتصدّى عناصر المقاومة الفلسطينية لاقتحام المدينة، ودارت مواجهات واشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، ولا سيما في منطقة الدوار الرئيس في المدينة.
وقالت مصادر فلسطينية: إن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على سيارة إسعاف فلسطينية، لافتةً إلى أن سائقها نجا من موت محقق.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية، خوضها اشتباكاتٍ عنيفةً مع قوات الاحتلال في جنين.
وأشارت إلى استهداف آليات وجنود الاحتلال في حي الهدف في المخيم “بصلياتٍ كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجّرة”.
وأفادت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- “كتيبة جنين”، باستهدافها تجمّعاً لآليات العدو بعددٍ كبيرٍ من العبوات الشديدة الانفجار وتحقيق إصاباتٍ مباشرة، وذلك “ردّاً على عملية الاغتيال الجبانة”.
وفي أعقاب الجريمة التي ارتكبتها قواته في جنين، رفع جيش الاحتلال حالة التأهّب في الضفة الغربية.
وقالت وسائل إعلام صهيونية: “تمّ إعلان التأهب في فرقة الضفة، خشية عمليات فدائية، انتقاماً لأحداث جنين”.
من جانبها كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن تفاصيل جديدة حول جريمة جنين.
وقالت الإذاعة: إنّ المقاومين تجهّزوا قبل اقتحام قوات جيش الاحتلال لمخيم جنين فجراً وقاموا بنصب الحواجز على مداخل ومخارج المخيم، وأثناء الاقتحام تعرّض عناصر الاحتلال لعمليات إلقاء عبوات ناسفة بشكل مكثف.
من جهته، أكد جيش الاحتلال في بيان له، أن قواته تعرّضت لعملية إطلاق نار مباشرة ودقيقة خلال عملية اعتقال ثلاثة مقاومين بزعم ضلوعهم في عمليات فدائية، وقامت بمصادرة أسلحة وذخيرة.
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه القوى الوطنية الفلسطينية الإضراب الشامل اليوم في جنين حداداً على أرواح الشهداء، وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين.
وفي ردّها على الجريمة، أكدت رئاسة السلطة الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتاً فوق أرضه مهما كانت التحدّيات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
وقال المتحدث باسم السلطة نبيل أبو ردينة في بيان: إن سلطات الاحتلال تحاول إشعال المنطقة من خلال مواصلة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح، أن سلطات الاحتلال تواصل الضرب بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي عرض الحائط من خلال استمرارها بمسلسل القتل اليومي ضد الفلسطينيين وبتوسيع الاستيطان الذي يعدّ بجميع أشكاله غير قانوني ولا شرعية له على الأرض الفلسطينية، مطالباً المجتمع الدولي بالتوقف عن صمته تجاه جرائم الاحتلال وتحويل أقواله وقراراته إلى أفعال.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.
كذلك اقتحمت مدن نابلس وجنين، ورام الله، والخليل وبيت لحم والقدس المحتلة، واعتقلت 18 فلسطينياً بينهم أسرى محرّرون، وصحفي، ووالد وشقيق الشهيد مجاهد حامد الذي استشهد أمس قرب رام الله.
إلى ذلك، وفي محاولة لطمس الهوية الفلسطينية وفي اعتداءٍ جديد على المؤسسات التعليمية الفلسطينية، اقتحم جيش الاحتلال صباح اليوم، مدرسة بنات اللبن الثانوية جنوب نابلس وأزال علم فلسطين المرفوع على سطح المدرسة ووضع بدلاً منه علم كيان الاحتلال.
في الأثناء، وبهدف إخفاء الانتهاكات التي يرتكبونها، كشفت وسائل إعلام صهيونية، عن مشروع قانون “إسرائيلي” يحظر تصوير جنود الاحتلال أثناء نشاطات عملياتية لهم.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم”: إن عضوي الكنيست عن حزب الليكود، ميكي زوهار، وإيلي دلال، قدّما مشروع قانون لحظر تصوير “نشاطات الجيش الإسرائيلي العملياتية”.