هل تصحو أوكرانيا من حلم انضمامها إلى الناتو؟
تقرير إخباري:
يُقال إن الشيطان يكمن في التفاصيل، وهو ما يظهر في تفاصيل الحديث حول انضمام أوكرانيا إلى الناتو، حيث قال مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والخارجية جوزيب بوريل: “كلما ازداد الدمار الذي تتعرّض له أوكرانيا كانت فرصها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أكثر”، وهذا ما أثار العديد من ردود الأفعال الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشارت التعليقات إلى أن الغرب قال في البداية إنه يريد قتال الروس حتى آخر جندي أوكراني، ويبدو أن المشهد تطوّر حالياً ليشمل آخر حجر في أوكرانيا، كذلك أشار بوريل إلى أن تسوية الحرب في أوكرانيا “يجب أن تتم بالتوافق مع أعراف القانون الدولي” من خلال تقديم الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وليس لروسيا، غامزاً من طرف خفي إلى معارضة جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعطاء ضمانات أمنية لروسيا الذي قال: إن الصرح الأمني الأوروبي في المستقبل يجب أن يضمّ تقديم الضمانات الأمنية لروسيا.
هذه التصريحات فضحت النيّات التي تخفيها الدول الأوروبية حول موقفها تجاه أوكرانيا، فهي رغم تصريحاتها ضد روسيا وتعاطفها مع أوكرانيا، إلا أن المواقف الحقيقية تكشف التردّد والتهرّب من اتخاذ موقف ثابت وواضح تجاهها، أما بالنسبة لأميركا فقد أظهرت أن الدول الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي “ناتو” منقسمة بشأن عضوية أوكرانيا في الحلف، أي أن حلف شمال الأطلسي انقسم بشأن احتمال دخول أوكرانيا إليه، وأن ممثلي بعض الدول يحاولون تجنّب هذا الموضوع، وذلك من أجل عدم رغبتهم في إثارة غضب روسيا.
حلف الناتو منقسم حول كيف ومتى يجب أن تنضم أوكرانيا إلى التحالف، كما أن العواصم الكبرى لا تريد استفزاز الكرملين أكثر، والأهم من ذلك أن عضوية الناتو القانونية تقوم على تقديم المساعدة لأوكرانيا في حالة وقوع هجوم وهو احتمال لن يفكّر فيه كثر، وبالنسبة إلى العديد من المسؤولين أصبح موضوع انضمام أوكرانيا إلى الناتو من المحرّمات، فهم يفضّلون عدم مسّه وإذا كان عليهم قول شيء ما، فإنهم يقدّمون إجاباتٍ مختصرة.
ويرى بعض الاقتصاديين أن العقوبات على موسكو والتخلّي عن موارد الطاقة الروسية واحتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو يظلّ موضوعاً مؤلماً للسياسة الدولية.
أما الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ فقد صرّح بأن موقف الحلف ما زال ثابتاً ولن يتغيّر فيما يتعلق بحق كل دولة في إقرار نهجها الخاص في السياسة وبسياسة “الأبواب المفتوحة”، وأن الجهود ستتجه نحو تقديم مساعدة لكييف للدفاع عن نفسها.
تجتمع تلك المؤشرات حول ما يخفيه الأوروبيون من نيّات مبيّتة تجاه أوكرانيا ومحاولتهم الحفاظ على خط الرجعة إلى روسيا في حال أخفقت المحاولات في زعزعة استقرارها، وفي الحقيقة هم لا يرغبون صراحة في انضمام أوكرانيا، وكل ما في الأمر هو إغراؤها بالانضمام إلى الناتو للاستمرار في الحرب على روسيا بالوكالة، وليس صحيحاً أن الغرب يفتخر كثيراً بانضمام دولة من العرق السلافي إلى صفوف الناتو.
ميادة حسن