معضلة جاهزية الملاعب توقف طموحات كرتنا المونديالية
ناصر النجار
من المفيد أن نتابع ما يجري في المونديال لنعيش شهراً مع متعة كرة القدم قبل أن ننتقل إلى الشأن المحلي وكرة القدم في الدوري الممتاز.
وكما يعرف الجميع فإن اتحاد كرة القدم في حرج شديد أمام التأجيلات المتكررة لمباريات الدوري التي ليس له أي ذنب فيها سوى أن الظروف لم تخدمه فخسر أكثر من أربعين يوماً كانت كافية لإنهاء مرحلة الذهاب قبل ولادة العام الجديد.
هذه التأجيلات ستضغط روزنامة العام الجديد المملوء بالمشاركات الخارجية سواء على صعيد المنتخبات الوطنية أو مشاركة الأندية في البطولات الآسيوية.
التوقف الأول لم يكن له أدنى مبرر وكان بسبب عدم جاهزية الملاعب، وهذا الأمر يعود إلى عدم التنسيق وعدم التعامل مع موضوع الملاعب بجدية كاملة، فالمشكلة الكبيرة أن ملاعبنا تحت الصيانة بشكل دائم، لذلك يحق لنا أن نتساءل: لماذا ملاعبنا دائماً في الصيانة، ومتى ستنتهي هذه الصيانة؟
وللأسف، كلما أجريت مباراتين أو ثلاثة “خربت” الملاعب، وباتت بحاجة إلى صيانة وخصوصاً في فصل الشتاء. وهذا الأمر يقودنا إلى أن ملاعبنا يتم “ترقيعها”، أو إن الصيانة غير جيدة، أو إن ملاعبنا انتهت مدة صلاحيتها ولم تعد تنفع معها أي صيانة!
وهذا يؤكد فقر كرتنا بالملاعب، فهل نتصور أن الدوري تعطل لعدم وجود ملاعب تستقبل مباريات الدوري الممتاز في جبلة واللاذقية وحمص، فضلاً عن أن دمشق تعتمد على ملعب الجلاء الصناعي بغياب ملعب تشرين غير الجاهز أو ملعب الفيحاء الذي ملّ من الصيانة، لذلك استغرب المراقبون هذا الوضع غير السليم فقالوا: لو أن الأموال التي تنفق على الصيانة وضعت لإنشاء الملاعب لوجدنا في كل ناد ملعباً، فمصيبة الصيانة ليست متوقفة على هذا الموسم أو الذي قبله بل هي دائمة ما دام الدوري قائماً.
فكيف لكرتنا أن تصل إلى كأس العالم وثلاثة ملاعب تعطل الدوري، وإذا أردنا المقارنة مع الاتحاد الإيراني فقط لوجدنا أن الاتحاد الإيراني يملك ملاعب بكامل تجهيزاتها لكل المنتخبات الوطنية من الأشبال وحتى السيدات، كما إنه يملك مساحات خضراء واسعة لفرق البراعم، إضافة إلى أن الأندية الإيرانية تملك ملعباً خاصاً بها.
لا نريد الدخول بتفاصيل أكبر، ولكن إذا بقينا نبحث عن ملعب صالح فلا تنتظروا من كرتنا الوصول إلى كأس العالم!