الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

ضمن مهرجان كورالي ضخم في الهواء الطلق.. طرطوس تضيء شجرة الميلاد وتكتب رسالة محبّةٍ وسلام وأمل للعيد وبهجته

طرطوس- محمد محمود:

مشهدٌ لافت بتجمّع شعبي كبير، ووقت مستقطع للفرح رغم الظرف الاقتصادي الصعب عاشه أبناء محافظة طرطوس في حدث بات يتكرر سنوياً، وهو إضاءة شجرة الميلاد ضمن احتفالية غنائية وكورالية في الهواء الطلق أحياه كورال أرجوان بجوقاته الثلاث.
الحدث الذي دعت إليه المحافظة، وغرفة صناعة وتجارة طرطوس، وكان برعاية أبرشية عكار للروم الارثوذكس ومطرانية طرطوس جاء كرسالة محبة وسلام قدّمها أبناء المحافظة مع قرب انتهاء هذا العام على أمل أن يكون العام القادم عاماً للخير والمحبة والسلام، وتضمّن ساعة كورالية من أغاني تراثية وعالمية.
الميتروبوليت باسيليوس منصور راعي، أبرشية عكار للروم الارثوذكس، أكد في حديثه ل “البعث”، أن “هذه اللقاءات فيها الكثير من الأمل والفرح، لذا جئنا جميعاً اليوم لنزرع وردة في الصحراء، ونجمة في السماء، وبسمة على وجوه الأطفال الاحباء”، مضيفاً أن “الاجتماع اليوم في طرطوس يشبه اللوحة العظيمة الموجودة في سورية، والتي تتشكّل من كل الأديان والطوائف، وفيها كل البهاء بتناغم وتناسق ألوانها لتقدم رسالة عبر الدهور والعصور من طرطوس لكل شعوب الارض أن الشعب الذي أرسل أبجدية الحرف لكل شعوب العالم وأبجدية الحضارة والسفن والعلوم مازال يرسل اليوم الرسالات والمواقف الانسانية رغم ظروفه القاسية، وسيبقى السفينة التي لا تعبث بأشرعتها الرياح لنوصل الرسالة الى كل العالم بأن الشعب في سورية يقول مجتمعاً: المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام، وفِي الناس المسرة، والسلام لكل العالم، وهكذا سنبقى في سورية بقيادة الرئيس المحبوب بشار الأسد”.
من جهته عبد الله السيد، مدير الأوقاف في طرطوس أكد أنّ الاحتفالية اليوم ليست مجرّد مشهد ديني، ولكنه مشهد وطني بامتياز يعكس حقيقة سورية، ويعكس الرسائل التي جاءت بها الرسائل السماوية كافة، فاليوم سورية رغم ما تتعرّض له من ظروف صعبة، وحصار اقتصادي، وتضييق على الناس لاتزال قادرة على رسم الأمل، وأن تعيش معاني العيد، ويتمسك أبناؤها بمحبتهم لبعضهم حاملين قيم السماء ، وأوامر الأنبياء والمرسلين، سيدنا المسيح عليه السلام وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومشهد طرطوس يعبّر عن كل سورية، ويعبّر عن قوة كل الشعب رغم كل ما يحاك له.
في المقابل أكد مازن حمّاد رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس في حديثه ل”البعث” أنه “أمام هذه الصورة الرائعة نتأكد كيف انتصرت سورية على الحرب الظالمة.. فالتآخي بين أطياف المجتمع صورة مصغّرة في طرطوس عن سورية بأكملها”، داعياً لتعزيز لغة الحوار والتآخي والمحبة، وأنّ “هذه الصورة الجميلة التي نشاهدها اليوم، فهذا البلد رغم ما يمرّ به هذه الأيام من ظروف اقتصادية صعبة بعض الشيء لكننا ستتجاوزها ونكمل ما حققناه، مرسلاً التحية لمدينة طرطوس على هذه المحبة، فمنذ العام الاول لإضاءة هذه الشجرة قلنا أن هذه الشجرة ستبقى مضاءةً وجامعة لنا جميعاً، تشير لعزّة وانتصار سورية، وهو ما كان وبقي مستمراً”.
في حين بين المايسترو بشر عيسى قائد كورال أرجوان أن “مناسبة اليوم تثبت أننا شعب مطبوع على الفرح والسلام والمحبة، فمن حقنا أن نفرح ومن حقنا أن يكون السلام في قلبنا، ونقدّم المحبة، ونحن كموسيقين هذا عملنا في الحياة، فاليوم المناسبة نجحت بتضافر جهود أهالي المدينة الكرام وجميع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والفنية والموسيقية حتى الدينينة لإخراج هذا الحدث الجميل، فالعيد هو بهجة وفرح لكل الناس وعيد الميلاد عيد عالمي يحتفل به كل سكان الارض، واليوم الفرقة شاركت بحوالي مئتي شخص من ثلاثة كورالات، كورال أرجوان وكورال ارجوان لليافعين والصغار،  وواحد وعشرون أغنية بتسع لغات لنجوم العالم بقراراته الخمسة، ونتعرف على الألحان الميلادية والإيقاعات بكل أنحاء الارض التي تكتب بأجمل ألحان لهذه المناسبة”.
سامر عبد الله ممثل اللجنة الاقتصادية في غرفة تجارة وصناعة طرطوس أشار إلى “أننا عملنا ونعمل على استمرارية وانتشار ثقافة التراب السوري العظيم التي نراها متجلية بأبهى صورها لتستمر سورية صاحبة رسالة قيم ومبادئ ثابتة بنيت وربيت عليها منذ الأزل، ومن هنا تأتي أهمية هذه الاحتفالية وإضاءة شجرة عيد الميلاد فهي محط أنظار العالم عندما نتحدث عن السلام فهو لدينا قول وفعل”.
كذلك تحدث رئيس بلدية مدينة طرطوس القاضي محمد زين ل”البعث” عن رسالة المحبة والسلام التي تقدمها طرطوس في هذا اليوم للعالم بإضاءة الشجرة متمنياً الخير لكل السويين.

وبين رئيف بدور عضو المكتب التنفيذي أن “الاحتفالية التي نشهدها بمناسبة أعياد الميلاد هي رسالة كبيرة في حدث ضخم يعبر عن هوية المدينة الثقافية والإنسانية، فطرطوس عملت وتعمل دائماً لنشر رسالة المحبة والسلام للعالم أجمع”، آملاً أن يحمل العام القادم الفرح والخير لكل السوريين.

حضر الحفل، محافظ طرطوس عبد الحليم خليل، والفاليات الرسمية والحزبية في المحافظة.