المنتخبات الوطنية بين الاستعداد والتحضير والسياحة والسفر
ناصر النجار
وسط هذه الأزمة التي أوقفت النشاط الكروي والسلوي، نجد المنتخب الوطني الأول ومنتخب الشباب ناشطين في تدريباتهما استعداداً لما ينتظرهما من مهمات رسمية سيكون أشدّها في الشهر الثالث من العام المقبل.
منتخبُ الرجال سيغادر قريباً إلى الإمارات لأداء مباراتين مع المنتخب العماني، وهما بطبيعة الحال تندرجان تحت مسمّى الاستعداد والتحضير واختبار اللاعبين وامتحان قدرة المدرّب، وأكثر ما نخشاه أن تندرج هذه المباريات وهذه الجولات تحت إطار السياحة والسفر فتكون معدومة الفائدة الفنية والبدنية.
والكلام هنا يخصّ المنتخب الأول، ومصدر خشيتنا أن المنتخب الحالي بما يضمّ من لاعبين، وبما مرّ عليه من تغييرات منذ المشاركة بدورة الأردن الدولية، لم يحقق المطلوب لا على صعيد الأداء ولا على صعيد النتائج وبات الحلقة الأضعف في كرتنا، بل إنه تعرّض للهجوم من كلّ عشاقه وهم يرون أن هذا المنتخب بكوادره عديم الفائدة!.
وألمح البعض إلى أن المنتخب أصبح مكاناً لتسويق اللاعبين في الخارج، فكشافو الأندية في الخليج وغيرهم يراقبون اللاعبين ليبحثوا عن حاجتهم منهم حسب المراكز والمستويات، ولاعبونا لا فرق لديهم اسم النادي، سواء درجة ثانية أم عاشرة، المهمّ أن يحصل على عقد خارجي، وما فتح الافتراض هذا أن أغلب اللاعبين الذين يتجولون مع المنتخب بمعسكراته الخارجية لن يكون لهم مكان في البطولات الرسمية التي سيُدعى إليها المحترفون الذين سيتمّ الاعتماد عليهم أكثر من المحليين، وباتت مقولة تحضير أكبر عدد من اللاعبين، ليكونوا بجاهزية عالية وحاضرين دائماً للمشاركة بأي مباراة، نغمة نشاز غير مقبولة.
بالمقابل فإن ما يجري على صعيد منتخب الشباب أمرٌ مقبولٌ ومعقولٌ، وما يقوم به المدرّب الهولندي وطاقمه من عمل هو حسن في إعداد شبابنا وتأهيلهم للنهائيات الآسيوية التي تستضيفها أوزبكستان العام المقبل.
منتخبُ الشباب لا ينطبق عليه ما تحدثنا به عن منتخب الرجال، وذلك لأن اللاعبين المحترفين المعتمد عليهم والذين سينضمون إلى منتخب الشباب لا يتجاوز عددهم ثلاثة لاعبين أو أربعة، وهذا بالمحصلة العامة غير مؤثر على مجموعة اللاعبين الذين يتدرّبون مع المنتخب في الوقت الحالي.
التركيزُ على منتخب الشباب في الوقت الحالي هو الضامن للكرة السورية لإقلاعها ونضوجها وتطورها، ونأمل لهذا المنتخب الشاب المزيد من الدعم والعناية ليحقق لكرتنا ما تصبو إليه.