منتخب المغرب على موعد مع كتابة التاريخ.. والمدير الفني لكرتنا يرى أملاً بتواجد منتخبنا في المونديال القادم
البعث الأسبوعية-سامر الخيّر
أنظار كل العرب والعالم إلى إحدى أكثر مواجهات كأس العالم إثارة وترقباً، عندما يلتقي اليوم المنتخبان المغربي والفرنسي في ثاني مواجهات الدور نصف النهائي لأهم منافسات كرة القدم، كأس العالم، ويعد وصول المغرب إلى نصف نهائي مونديال قطر هو الأول من نوعه لمنتخب عربي أو أفريقي، بعد الفوز على منتخب البرتغال، بطلة أوروبا السابقة، المدجج بالنجوم وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو.
المدير الفني لمنتخبنا الوطني للشباب الهولندي مارك فوته درب لاعبي المنتخب المغربي في فئتي الشباب والأولمبي وحصد معهم العديد من الجوائز، ووجوده على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الشاب يزيد من الآمال المعقودة عليه لتأهيل جيل قادر على تحقيق حلمنا بالتأهل لكأس العالم وقبله الألعاب الأولمبية، وخاصة أنه عين مؤخراً مديراً فنياً لاتحاد كرة القدم، وفي تصريح خاص لـ”البعث الأسبوعية” حول تجربته مع المنتخب المغربي وإمكانية أن يتكرر الأمر مع منتخبنا، قال فوتة: “بدأت العمل مع منتخبي المغرب للشباب والأولمبي عام ٢٠١٦، ومن هذين الفريقين ستة لاعبين يلعبون نصف النهائي المونديالي، لذا هم أحرزوا تقدماً كبيراً، أجرينا العديد من المباريات الدولية وكنا نسافر كثيراً حول الدول الأفريقية كما دعينا للعديد من الدورات الكروية، وأغلب هؤلاء اللاعبين كانوا يلعبون في المغرب وعندما بلغوا الثامنة عشرة انتقلوا للعب في الأندية الأوروبية، كما فعل يوسف النصيري حيث كان يلعب في أكاديمية محبة ثم انتقل إلى إسبانيا فلعب بداية مع ملقا ثم ليغانيس وأصبح هدافاً في إشبيلية”.
وأضاف فوته “أخبرت لاعبي منتخب الشباب أن المنتخب المغربي مثال جيد لمنتخبات سورية، فعندما كنت في المغرب لم يكن أحد ليتوقع أو يقول أنه بعد ستة أعوام سيكون هؤلاء اللاعبون في نصف نهائي المونديال، لذا علينا الاستمرار بالعمل بجد والتحلي بالعزيمة والحلم بالوصول إلى القمة، وعلى الأندية السورية المساهمة بجدية في خطة وطنية لتطوير الكرة خطوة بخطوة”.
وبهذا يكون المدرب الهولندي قد فند المهام المناطة بالقائمين على المشروع الكروي الذي وضعه لتحقيق هدفنا بعد أربع سنوات، بدايةً من اللاعبين الركيزة الأساسية، فعليهم بذل كل ما يستطيعون لتطوير أنفسهم والتحلي بالروح القتالية، ثم اتحاد الكرة بتقديم كل ما يلزم وعلى رأس القائمة، توفير أكبر عدد ممكن من المباريات النوعية خلال فترات التحضير، وكل من يتابع أخبار منتخب الشباب يدرك أننا نملك جبلاً قادراً على الوصول إلى القمة بوجود الظروف المناسبة، ونعتقد أننا حالياً على الطريق الصحيح فيما يخص منتخب الشباب.
بالعودة إلى الحدث الكروي الأكبر بات المنتخب المغربي على مشارف دخول قائمة أقوى عشرة منتخبات عالمية وفق تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، وذلك بعد بلوغه نصف نهائي المونديال.
وكان المغاربة قد بدؤوا مشوارهم بتعادل سلبي أمام منتخب كرواتيا، وصيف النسخة السابقة، قبل أن يحقق المنتخب الأخضر انتصاراً تاريخياً أمام بلجيكا بهدفين دون رد، ليواصل سلسلة انتصاراته ويكسب كندا بهدفين لهدف.
وفي دور الستة عشر نجح المنتخب المغربي في إقصاء نظيره الإسباني عن طريق ركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين سلباً دون أهداف في الأشواط الأصلية والإضافية.
ودخل المغرب مباراته أمام البرتغال، وهو مرهق نسبيا بسبب طول مباراة إسبانيا، حيث تألق حارس المغرب ياسين بونو في إنقاذ مرماه من أكثر من فرصة، ليقود بلاده إلى إنجاز تاريخي أمام نحو 44 ألف متفرج في استاد الثمامة أغلبهم من المشجعين العرب.
وتمكن المغرب من الحفاظ على نظافة شباكه في 4 مباريات مونديال قطر، في حين أصبح بونو، الذي خاض 50 مباراة دولية، أول حارس إفريقي يحافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات متتالية في نسخة واحدة من كأس العالم.
وسبق للمغرب الوصول إلى دور ثمن النهائي في عام 1986 وحقق نفس الإنجاز كل من السعودية في العام 1994 والجزائر في العام 2014، وطبعاً أولى نقاط القوة لدى المنتخب المغربي أن معظم لاعبيه يحترفون في الدوريات الأوروبية، الإنكليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والفرنسية.
فمن أصل 26 لاعباً مغربياً، يلعب 20 منهم في أوروبا، يتقدمهم غانم سايس لاعب بشكتاش التركي، وأشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، ونصير مزراوي لاعب بايرن ميونخ الألماني، وحكيم زياش لاعب تشيلسي الإنكليزي، وسفيان أمرابط لاعب فيورنتينا الإيطالي.
ولا يلعب في الدوري المغربي سوى ثلاثة لاعبين فقط، كلهم ينتمون إلى فريق الوداد البيضاوي، الفائز بالدوري المحلي ودوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي، وهم الحارس أحمد رضا التكناوتي، واللاعبان يحيى جبران، ويحيى عطية الله.
ويضم المنتخب المغربي 14 لاعبا من أصل 26 ولدوا خارج أراضيه، اثنان منهم وُلدا في إسبانيا، وأربعة في هولندا، وثلاثة في فرنسا، وثلاثة آخرون في بلجيكا، وواحد في إيطاليا وآخر في كندا.
هذا إضافة إلى اللاعب عبد الحميد الصبيري الذي يحمل الجنسية الإيطالية بالرغم من ولادته في المغرب، والمدرب وليد الركراكي المولود في مدينة كورباي إيسون الفرنسية.
وعلى ذكر المدرب الركراكي، يرى كثيرون أن وجود مدرب وطني شاب، هو وليد الركراكي، الذي ولد في ضواحي فرنسا ولعب في أندية فرنسية وإسبانية، وكذلك في المنتخب المغربي 45 مرة في الفترة ما بين عامي 2001 و 2009، وفي آب الماضي، تولى الركراكي قيادة المنتخب المغربي خلفاً للبوسني وحيد خاليلوزيتش، وذلك قبل أقل ثلاثة أشهر على انطلاق المونديال.
وتمكن الركراكي من جمع أكبر عدد من النقاط التي لم يسبق أن حصل عليها منتخب عربي وإفريقي في دور المجموعات، حيث حصد سبع نقاط من تعادل أمام كرواتيا وفوزين أمام بلجيكا وكندا.
وهناك نقطة هامة كان لها التأثير الكبير على أداء زياش ورفاقه، تتمثل في مرافقة أسر اللاعبين لهم في مونديال قطر والحرص على تشجيعهم ودعمهم خلال المباريات.
ولعل الأرقام والإحصائيات التي ستصدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم ستضع الجمهور المغربي في طليعة الجماهير المساندة لفريقها ضمن مجريات كأس العالم، وهو حضور لا نحصره في الكثافة والقوة العددية، وإنما ينبغي توجيه تحية عالية للروح الرياضية التي أظهرها هذا الجمهور المتميز داخل الملاعب وخارجها، في انضباطه وإبداعه وقوة تأثيره.