“توقّف يا بايدن.. لا يمكن الانتصار على روسيا”
تقرير إخباري:
هذا ما قالته ضابطة الاستخبارات الأمريكية السابقة، ريبيكا كوفلر، التي أكدت أن الرئيس جو بايدن يتوجّب عليه التوقف عن تأجيج الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى ضرورة التسوية السلمية.
وأضافت كوفلر في مقابلة لقناة “فوكس نيوز”: “الحس السليم يفرض إنهاء الصراع الروسي الأوكراني بجهود جادة لتحقيق تسوية سلمية”، داعية بايدن إلى وقف تأجيج الصراع في أوكرانيا.
والغريب أن جميع هذه الإشارات الصادرة من واشنطن لا تعطي القادة الأوروبيين مؤشراً واضحاً على أن إدارة بايدن تتلاعب بأوروبا وباقتصادها، فقط لأن لديها رغبة بهزيمة روسيا استراتيجياً، بينما هي في الواقع أبعد ما تكون عن تحقيق هذا الحلم، حيث تؤكد جميع المعطيات أنه من المستحيل هزيمة روسيا ضمن المعطيات الحالية التي تشير إلى أن برنامج العقوبات غير المسبوق الذي تم فرضه عليها أضرّ بالاقتصاد العالمي بالمجمل، في الوقت الذي ساهم فيه مساهمة واضحة بتقوية الاقتصاد الروسي وتسريع نموّه، كما أن ترسانة الأسلحة الأمريكية باتت شبه فارغة بسبب الدعم العسكري لأوكرانيا، وميزانية البلاد تعاني من خسائر فادحة، حسب كوفلر، التي أكدت أن الحماس الأمريكي آخذ في التراجع، وأن الأمريكيين يميلون بشكل متزايد إلى ضمان حل النزاع سلمياً.
ولفتت كوفلر إلى أن زيلينسكي يسعى إلى تحقيق أهداف عسكرية ليست واقعية، ولكنها لم تشرح السبب الحقيقي وراء ذلك، وهو في الأغلب مرتبط بحجم الفساد الكبير الذي يرافق صفقات الأسلحة التي يستفيد منها طرفا الصفقة على جانبي المحيط، وخاصة أن أوكرانيا أصبحت سوقاً سوداء للسلاح الأمريكي، وهذا ربما يكون سبباً مباشراً لاستمرار البيت الأبيض في الترويج لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وآخرها صفقة الباتريوت التي يتم الحديث عنها حالياً، إذ يبدو أن هانتر بايدن لا يزال حاضراً في هذه الصفقات، ولكن هذه المرة بغطاء سياسي.
من ناحية أخرى، لفتت كوفلر إلى أن رئيس الولايات المتحدة، بعيد كل البعد عن الواقع في موضوع الصراع في أوكرانيا، قائلة: “دعوات بايدن لإزاحة بوتين أظهرت مدى بعد ساسة واشنطن عن الواقع.. التفكير في تغيير النظام في بلد به أكبر ترسانة نووية في العالم، ويحظى رئيسها بدعم 75٪ من المواطنين، هو خداع للذات”.
وفي هذه المسألة ربما تكون كوفلر قد ابتعدت كثيراً عن التأويل، لأنها ربما لا تعلم أن الحديث عن الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربّما يدغدغ كثيراً النخبة الحاكمة في الغرب والمشبعة في آن معاً بالحقد على النجاح الكبير الذي حقّقه بوتين خلال فترة حكمه لروسيا حتى الآن.
ولكن كوفلر عادت لتؤكد أن “إدارة بايدن تدرك على الأرجح أن أموال دافعي الضرائب وترسانتهم الخاصة ستنفد يوماً ما، وأن الوقت قد حان للتوقف عن إثارة صراع لا يمكن الانتصار فيه”، الأمر الذي يشير إلى أن هذه الإدارة ربما تكون مستمرة في تأجيج هذا الصراع حتى آخر دولار في جيوب دافعي الضرائب، بمعنى أن أموالهم سوف تغذي صفقات الفساد ذاتها.
طلال ياسر الزعبي