اعتزال “طفيلية” يعيد الحديث عن معاناة حكام الكرة ومشكلاتهم!
أثبتت مباراة الجزيرة والفتوة التي أقيمت أمس ضمن الدوري الكروي الممتاز أن المفصل التحكيمي ما يزال هو الأضعف في كرتنا، بالنظر إلى ما خلفه اللقاء من اعتراضات وشغب أدى في نهايته إلى إعلان الحكم الدولي مسعود طفيلية اعتزاله نهائياً.
طفيلية الذي قاد المباراة أقرّ بأن احتسابه لضربة جزاء لمصلحة الفتوة في الدقيقة الأخيرة لم يكن صحيحاً وجاء نتيجة خطأ بشري محض، مشدداً على أنه قرّر الابتعاد عن التحكيم نهائياً، مقدماً في الوقت ذاته اعتذاره من فريق الجزيرة ومن الأسرة الكروية.
ما جرى مع الحكم طفيلية، الذي يعدّ من الحكام المميزين في آسيا، يعيدنا للمربع الأول حول ترك الحكام دون حماية خاصة من جهة توفير المستلزمات الضرورية المساعدة لهم للوصول لقرار تحكيمي صحيح.
التحكيم في كرتنا – وبعيداً عن الأخطاء المرتكبة – يتعرّض بشكل شبه دائم لهجوم لاذع، مردّه مصالح الأندية وفرقها والضغط على الحكام ولجنتهم، فكل فرق الدوري بكل الدرجات والفئات يريدون حكاماً على هواهم، يرضيهم ويطلق صافرته لمصلحتهم، وغير ذلك فالنقد حاضر، والكثير من الصفحات في وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها همّ إلا التحكيم وفي الكثير من الأحيان تتجاوز الحدود الأخلاقية بالوصف واللفظ وهو أمر معيب جداً.
الأخطاء التحكيمية موجودة ولا يمكن إزالتها، وهذا الأمر معترف به في كلّ دول العالم، ولكن التحكيم له قدسيته ولا يمكن أن يتمّ التعدي على قضاة الملاعب أبداً، إلا في كرتنا فإن الحكام هم الحلقة الأضعف فيها، لدرجة أن الكثير من المؤهلين لهذه المهنة الصعبة يعزفون عن ممارسة التحكيم، ومن هنا نجد أن القاعدة التحكيمية في كرتنا ضعيفة كماً ونوعاً وكلّ حكم متمرس وخبير يعتزل نفقد معه عنصراً مهماً في الأسرة التحكيمية من الصعب تعويضه.
المسألة التحكيمية بحاجة إلى إعادة نظر من جانب مستلزمات التحكيم وتجهيزاته المطلوبة، ورفع أجور الحكام بما يتلاءم مع الحالة المعيشة، وقبل ذلك تأمين كلّ وسائل الحماية داخل وخارج الملعب وتحميل الأندية مسؤولية أي تجاوز اتجاههم، دون نسيان تأمين الدورات التحكيمية المتطورة، وربما يكون تبادل الخبرات التحكيمية مع دول الجوار حلاً يساعد في تطوير هذا المفصل المهمّ.
المحرر الرياضي