رحلة الحلم المغربية الملهمة التي أظهرت جروحاتنا الكروية
حلب – محمود جنيد
سارت الرحلة مع المنتخب المغربي إلى نصف نهائي المونديال، وتركت الملعب لكرة الحلم التي رفضت أن تهزّ الشباك الفرنسية وتأخذنا مع أسود الأطلس إلى آخر المشوار قبل أن تنقلب بفعل سحر الإنجاز الإعجازي إلى حقيقة تشرق من المغرب!.
لسنا بصدد الاستفاضة في تحليل مباراة الأمس، لكن يسعنا القول إن السحر انقلب على الساحر، عندما غيّر المنتخب المغربي عادته فظهر متوتراً بعيداً عن التركيز والحضور الذهني في الدقائق الأولى التي كلفته هدفاً مبكراً من خطأ دفاعي مركّب على غير العادة طوال مشواره في المونديال، ورغم أنه أظهر بعد انقضاء الربع ساعة الأولى من المباراة التي ضغط فيها المنتخب الفرنسي بقوة وضيّق الخناق، إلى جانب الأداء الهجومي في محاولات التعويض، إلا أنه افتقد للتركيز والنجاعة الهجومية في الثلث الاخير وداخل صندوق المنافس الفرنسي الذي كان على العكس من ذلك يمتلك الخبرة وعناصر الحسم والأدوات التكتيكية الفعّالة من أساسيين واحتياطيين فكانت له الغلبة بعد أن غلّبه المنتخب المغربي المشرف.
ما نريد قوله، بعيداً عن العاطفة المحضة، إن المنتخب المغربي ومن خلال الدروس التي قدّمها في المونديال، أكد أن لا ثوابت أو مستحيل في كرة القدم التي تعطي من يعطيها، بالعمل المنظم والتخطيط السليم الذي تبرمجه عقلية احترافية منفتحة على علوم وتطورات اللعبة، وعناصر وأدوات نجاحها الإدارية والفنية والفكرية، عقلية تعرف كيف تستثمر المواهب وترفع القواعد، بالأندية والأكاديميات الحقيقية، في حين تضيع مواهبنا في مدارس الأندية غير الممتلكة للكوادر المؤهلة من المناحي كافة، والتي تضطر لسحب اللاعبين خلفها إلى الأكاديميات التجارية الناشئة لتؤمن رواتبها، وهذا أبسط مثال، بينما يعلن حكم دولي اعتزاله بسبب خطأ بقرار ركلة جزاء في ظل غياب تقنية الفار التي غزت منظومة التحكيم في دوريات العالم عن مسابقاتنا المترهلة التي تقع تحت مظلة احتراف ساذج لا تجد الأندية المفلسة سبيلاً للصرف عليه، ينتج دورياً سقيماً يقام على ملاعب ليس لها من الصلاحية شيء!.
رحلة الحلم مع المنتخب المغربي أمتعتنا، ألهمتنا، رفعت سقف الممكن لطموحاتنا المحكومة على سندان الواقع المحاصر بالظروف، والدور والباقي على كرتنا عسى أن تتجاوز التخبطات والأخطاء والعثرات.