كورال حنين يحتفل بميلاده الخامس عشر
ملده شويكاني
“مشتاقة شوفك” عنوان الأمسية المنفردة التي قدّمها كورال حنين في دار الأوبرا، وهيمنت عليها الأغنيات العاطفية، فتألقت بأغنية زياد الرحباني وفيروز “ما شاورت حالي”. كما أحيت ذكرى الأيقونة السورية ميادة بسيليس بأغنيتها الحزينة “وحدي بلا رفيق”، وبإيقاع متجدّد للحياة والحب غنى الكورال “أمنلي بيت” لـ لطيفة، واختتمت الأمسية بالأغنية العالمية ذات اللحن الإيقاعي الراقص “دادي كول”، وقد حملت الأمسية مشاعر الحب بالأعياد المجيدة من سيدات كورال حنين مع الموسيقيين على الآلات المرافقة بقيادة ماهر رومية.
.. ولجمالية هذه الأمسية، ولمناسبة احتفال كورال حنين بميلاده الخامس عشر، تحاورت “البعث” مع مديرة الكورال والمشرفة على فعالياته نهى بشور، فبدأنا من العنوان:
لماذا تم اختيار “مشتاقة شوفك”؟
في كل أمسية نختار العنوان من إحدى الأغنيات التي نقدمها ضمن البرنامج، شريطة أن يحمل معنى، و”مشتاقة شوفك” عبّر عن اشتياقنا لجمهور الأوبرا، إضافة إلى وقعه العاطفي الرقيق.
ما أهمية مشاركة كورال حنين على مسرح الأوبرا بتقنية تعدّد الأصوات؟
الغناء الجماعي يعتمد على التوزيع الهارموني لكورال حنين المختلط للرجال والنساء، إذ يغني بأربعة أصوات: للنساء سوبرانو وآلتو، وللرجال تينور وباص، ولكورال سيدات حنين سوبرانو حاد1 وسوبرانو2 وآلتو1 وآلتو2، فتعدّد الأصوات والتآلف والانسجام فيما بينها هو الذي يعطي جمالية اللحن، ولكل فرد دور ضمن مجموعته. وترافقنا بعض الآلات الموسيقية مثل البيانو والغيتار أو آلة شرقية حسب طبيعة اللحن، لكن الأكثر بعض الآلات الإيقاعية لدورها الكبير في اللحن الموسيقي.
وبالتأكيد، لمشاركة كورال حنين بأمسية منفردة على مسرح الأوبرا أهمية كبيرة، لأن مسرح الأوبرا يمثل الوجه الحضاري للحالة الثقافية والفنية في سورية، ولا يستقبل إلا الأعمال الفنية ذات المستوى الجيد جداً وما فوق، وهذا يعزز مكانة كورال حنين الذي مرّ بصعوبات، إذ اشتغلنا بأوضاع صعبة طيلة خمسة عشر عاماً، ولاسيما أن فنّ الغناء الجماعي لم يكن معروفاً ومألوفاً في المحافظات، حتى في دمشق كانت الكورالات قليلة ومازالت قليلة حتى الآن، فبذلنا جهوداً كبيرة لنصل إلى هذا المستوى، ووقوفنا على مسرح الأوبرا يؤكد أن تاريخ كورال حنين يسمح له بالمشاركة بأمسية منفردة على هذا المسرح العظيم.
أيّ نمط غنائي يميل إليه كورال حنين؟
كورال حنين يعتمد على التنويع من كل الأنماط الغنائية والموسيقية الآلية الموزعة هارمونياً، إذ قدمنا لأهم المؤلفين العالميين، فاخترنا أعمالاً من الكلاسيك الغربي القديم لبيتهوفن وموزارت وغيرهما، إضافة إلى الغربي المعاصر بتقنية الغناء دون موسيقا “الأكابيلا”، إذ تأخذ الأصوات البشرية دور الموسيقا، كما تعمدنا أن نغني الأغنيات الشرقية من مختلف الأنماط الطربية والتراثية والموشحات والفيروزيات والمعاصرة، قدمناها بأسلوب موزع كورالياً، بغية التوجه إلى شرائح مختلفة من الجمهور ومن الفئات العمرية والذائقة الفنية، وشاركنا بأمسيات كثيرة في عدة محافظات، إضافة إلى مهرجان برج وبحر، وقد خصصت الاحتفالية الثانية لتكريم زياد الرحباني، ومن ثم أعدناها على مسرح الأوبرا.
لماذا تحظى أعمال زياد الرحباني باهتمام خاص من قبل الكورال؟
زياد الرحباني مدرسة فنية عظيمة فرضت حضورها على الساحتين العربية والعالمية، والكل يعرف صعوبة موسيقاه وغناها بالتفاصيل والاشتغال الدقيق، ونحن نفتخر بأننا نغني أغنياته التي تتميز بجمالية التوزيع الموسيقي، وتجد إقبالاً لدى جميع الشرائح العمرية، لأنه استطاع أن يخترق القلوب ويمسّ الحالة العاطفية لمعظم الناس بإحساسه الدافئ وأسلوبه الصادق. وأنوّه بأن كل ما نقدمه يحظى بإعجاب الجمهور الذي يسمع الأغنيات التي يحفظها بأسلوب مختلف، وهذا يوسع الدائرة الجماهيرية لكورال حنين ولفنّ الغناء الجماعي.
ألا تعملون على إنجاز مزيد من الأغنيات الخاصة لكورال حنين؟
أطلق كورال حنين أربع أغنيات خاصة تم تصويرها بالفيديو كليب، وعُرضت على شاشة التلفزيون العربي السوري، وبالتأكيد نطمح لإطلاق أغنيات خاصة حينما نجد التأليف المناسب من حيث الكلمات والألحان، والتي تناسب نمطنا الفني وتجذبنا، وقد أعجب عدد من الملحنين بأسلوبنا وعرضوا علينا تجاربهم، إلا أننا لم نستطع تنفيذها بسبب ضغط العمل وتقديم أمسيات في المحافظات، لكن المشروع قائم.
هل يركز كورال حنين على الأغنية العاطفية؟
الأغنية العاطفية بأنواعها، سواء أكانت للأم أم للطفل أم للوطن أم للبيئة التي نعيش فيها أم للأصدقاء أم للحبيب، تهيمن على أنماط الغناء في كل أنحاء العالم، وهي ذات وقع على الذات البشرية، وتجذب كل شرائح المجتمع وكل الأنماط الفكرية والفئات العمرية، لأن العاطفة الراقية تحرك مشاعرنا وذكرياتنا، وأكرر بأن كورال حنين يعتمد على التنويع بالأنماط الغنائية، والأغنية العاطفية جزء منها.
ما هي مشروعاتكم القادمة؟
دائماً توجد مشروعات جديدة للكورال سواء من الناحية الفنية، أو من ناحية التخطيط لتطوير الكورال وقدرتنا الفنية، ونتمنى أن نساهم برفع الذائقة الفنية في سورية، ونقدم مع غيرنا أنماطاً من الفن الجاد لنشره بين جميع شرائح المجتمع، إضافة إلى ذلك فإن استمرار العمل رغم كل الأوضاع الصعبة يمنحنا القوة كي نتخطى كل الصعّاب، فنساعد أنفسنا أولاً ونساعد المتلقين ثانياً بالإحساس بطاقة إيجابية، والحياة تستمر بجرعة فرح وأمل. حالياً قدمنا حفلنا السنوي في موعده المحدّد في شهر كانون الأول من كل عام في صافيتا، وسنقدمه في طرطوس، ومن ثم في حمص واللاذقية، كما سنشارك في الاحتفالات بالأعياد المجيدة في القرية الميلادية التي تقام في طرطوس، وتوجد مشروعات للمشاركة خارج القطر نأمل أن تكون في فترات قريبة.