مع استكمال التعافي وتجهيز مخابر حديثة.. أطباء دير الزور مدعوون للخدمة في محافظتهم!
دير الزور – وائل حميدي
أفرد مدير صحة دير الزور، الدكتور بشار الشعيبي، حديثاً مطولاً لـ”البعث الأسبوعية” حول الواقع الصحي في المحافظة من حيث الأداء والمعاناة بعد تحرير محافظة دير الزور من الإرهاب، والتي انخفض عدد المراكز الصحية العاملة فيها إلى أربعة مراكز فقط نتيجة خروج 95% منها من الخدمة، ليبقى مبنى الهيئة العامة لمشفى الأسد المشفى الوحيد في كامل المحافظة، والذي توزعت في أجنحته باقي المشافي، مؤكداً أن استهداف قطاع الصحة بشكل كامل كان ممنهجاً، وأن المجموعات الإرهابية كانت شديدة “الحرص” على إخراج القطاع الصحي من الخدمة. ويضيف الشعيبي أنه “مع الدعم الحكومي ودعم وزارة الصحة ومتابعة محافظة دير الزور، وصل عدد المراكز الصحية اليوم إلى ٤٥ مركزاً، تمت إعادة تأهيلها أو إشادتها بالكامل، ووضعها بالخدمة من جديد في كامل المحافظة.. ريفاً ومدينة”.
وعلى مستوى المشافي التي تمّ تدميرها، أشار الشعيبي إلى أن الدراسات الخاصة بها بدأت مطلع عام ٢٠١٩، عن طريق الشركة العامة للدراسات الهندسية، والتي بدأت بإتمام دراسة مشفى الباسل في البوكمال، ومشفى الطب الحديث في مدينة الميادين، ومشفى الأطفال والتوليد في مدينة دير الزور. ويضيف الشعيبي أنه بوشر بعدها بإجراء تعاقدات أولها خاص بمشفى الباسل في مدينة البوكمال، ومؤخراً عقد خاص بمشفى الأطفال والتوليد في مدينة دير الزور، وحالياً قيد التصديق العقد الخاص بمشفى الطب الحديث في الميادين، والذي ستتم المباشرة به قبل نهاية هذا العام.
وعلى مستوى استكمال وضع المراكز الصحية في الخدمة، بيّن الشعيبي أن مركز الحميدية الذي يعدّ الأكبر والأهم في مدينة دير الزور، كونه مركزاً طبياً حديثاً، تتم حالياً عملية إعادة تأهيله ليكون مشفى للأمراض الداخلية، ويضم 40 سريراً، وتقوم بعملية تأهيله وزارة الصحة بالتعاون مع المنظمات الدولية، وسيوضع في الخدمة خلال شهرين من تاريخه، نظراً لوصول قسم من التجهيزات الخاصة به، بانتظار استكمال وصول ما تبقى منها للإقلاع بالمركز كمشفى للأمراض الداخلية، ما سوف يكون له الأثر الإيجابي الكبير في تخفيف الضغط على مجمع الهيئة العامة لمشفى الأسد، والذي تم تجميع كافة المشافي فيه بعد خروج مقارها الأساسية عن الخدمة.
أما على مستوى بناء المشفى الوطني في حي الرشدية، فقد تمّ تأهيل كتلة جيدة منه تأهيلاً كاملاً وتزويدها بكامل المستلزمات، بما في ذلك محطة مناسبة لتوليد الكهرباء، بانتظار التغذية الكهربائية ليتم وضع الكتلة المذكورة في الخدمة قبل نهاية هذا العام. وبهذا يعود دار التوليد الطبيعي ومشفى الأطفال والتوليد إلى مقرهما الأساسي، بعد استكمال عملية تأهيل الكتلة الإضافية الخاصة بغرف المرضى المقيمين.
وتابع الشعيبي: وضعت وزارة الصحة خطة لرفع سوية الخدمة الصحية في المحافظة وتطوير الواقع الصحي فيها، ومن أولويات هذه الخطة وضع مخبر صحة عامة في الخدمة يضم مخبراً جرثومياً ومخبراً للكورونا، حيث تمّ الانتهاء من أعمال البناء بالكامل وتوريد قسم من التجهيزات المخبرية، وبهذا تم مؤخراً وضع مخبر الكورونا في الخدمة، ما سوف يوفر علينا إرسال المسحات إلى العاصمة دمشق، وبالتالي تخفيف الضغط على مخابر وزارة الصحة، بانتظار استكمال التجهيزات حالياً للإقلاع بالمخبر الجرثومي ومخبر السل.
وحول الصعوبات التي تعترض عمل القطاع الصحي في المحافظة، أكد مدير الصحة أن مشكلة تسرب الموارد البشرية والأخصائيين هي ما وضعنا أمام نقص كبير في الكوادر الأساسية التي يُعوّل عليها للنهوض بعمل القطاع الطبي. وفي هذا الإطار، قامت وزارة الصحة بإرسال طلاب طب اختصاصيين بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي لدعم عمل المشافي في المحافظة. ومؤخراً تابعت وزارة الصحة تكليف المزيد من الكوادر الطبية من طلبة الكليات المتقدمين، وهذا وضعنا أمام أعداد لا بأس بها منهم (20 طبيباً مقيماً كل شهرين، وبشكل دوري)، ما أتاح تقديم الخدمات الطبية المطلوبة، وساهم برفع سوية خدمة المرضى والمراجعين. و”بفضل خطوة الوزارة الخاصة بمفاضلات الإقامة، وفي حال استمرارية هذه الخطوة، فإننا سنتجاوز مشكلة ندرة الأطباء المقيمين في مشافينا”.
أخيراً -والحديث للشعيبي- تبقى المشكلة الحقيقية ندرة الأطباء الأخصائيين من أبناء المحافظة، وهنا “أناشدهم لاتخاذ خطوات جدية للعودة إلى المحافظة والتعاقد مع وزارة الصحة للعمل في مديرية صحة دير الزور، فنحن بحاجتهم ونأمل منهم وضع هذه الأولوية في حساباتهم”.