رياضةصحيفة البعث

أحلام الوصول إلى المونديال بحاجة إلى عمل وإمكانيات مالية كبيرة

ناصر النجار
انتهت مباريات المونديال وغادرت الفرق إلى بلادها، ولم يبق من البطولة العالمية إلا الذكريات ومناكفات المشجعين بين فائز وخاسر وهكذا دواليك.
اليوم عشاق الكرة السورية يحلمون بالتأهل للبطولة القادمة التي ستجري بالقارة الأمريكية في دول ثلاث (أمريكا وكندا والمكسيك)، وحلم التأهل يأتي من رفع المقاعد في البطولة القادمة من 32 منتخباً إلى 48 منتخباً، وبالتالي رفع الحصة الآسيوية إلى ثمانية مقاعد في التقدير الأولي، لأن الحصص بصورتها النهائية لم تُحسم بعد.
التفاؤل مصدره أن منتخبنا في آخر دورتين وصل إلى الأدوار النهائية، ووصل إلى المركز الثالث في التصفيات المؤهلة إلى مونديال موسكو، كذلك كنّا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى مركز متقدمة في تصفيات قطر، لكن ظروفاً عديدة حالت دون ذلك.. وبالمعنى العام فإن منتخبنا يعتبر من أفضل اثني عشر منتخباً آسيوياً، والوصول إلى مراكز التأهل للحصول على مقعد مونديالي ليس صعباً.
الكلام من حيث القراءات النظرية معقول، ومن الممكن الوصول إلى هذا المقعد الحلم لكن لن يكون بالسهولة المتوقعة، فالكثير من دول الجوار يراودها الحلم ذاته مثل الأردن والعراق وربما لبنان، وهناك دول خليجية تسعى للوصول الأول كالبحرين وعمان، ولا ننسى الكويت والإمارات وقطر، كلّ هذه المنتخبات في الغرب الآسيوي سيكون لها حظوظ مثل حظوظ منتخبنا للمنافسة على مقعدين أو ثلاثة باعتبار أن منتخبات إيران وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا والسعودية لها الأفضلية بحجز المقاعد الأولى، وهذا ما دلّت عليه كلّ المنافسات والبطولات السابقة، وهي بالفعل مؤهلة أكثر من غيرها للوصول إلى كأس العالم.
الوصول إلى المونديال القادم لن يكون سهلاً، بل هو أصعب من ذي قبل لأن الكثير من منتخبات الصف الثاني في شرق آسيا وغربها تحلم مثل أحلامنا، وستعمل منذ الآن على تحقيق هذا الحلم، لذلك فإن الكثير من المنتخبات التي كنا نتجاوزها في الدور الأول بسهولة قد نجد صعوبة في ذلك، خاصة وأن الكثير من هذه الدول تطورت على صعيد كرة القدم كثيراً وتقدمت خطوات واسعة نحو الأمام.
الوصول إلى النهائيات العالمية حلم قابل للتحقق، لكن الوصول إليه يحتاج الكثير من العمل والجد منذ الآن، والتخبّط الواضح في إدارة المنتخبات هو مقتل كل الأحلام، لذلك لا بد من وضع خطة واسعة وشاملة عنوانها الوصول إلى المونديال القادم، وأهم شرط تأمين الإمكانيات المالية المطلوبة، لأنه بالتقنين والشح لا يمكن الوصول لأبعد من غرب آسيا.