عبرة اللقب الأرجنتيني والاستفادة لمصلحة واقعنا الكروي
حلب- محمود جنيد
لوهلة اعتقد البعض بأن خبر الهزّة الأرضية التي حدثت في حلب يوم أمس، بالتزامن مع مباراة نهائي كأس العالم، عبارة عن مزحة أو توصيف مجازي لزلزال الفرح الذي عمّ المدينة التي تابعت النهائي في كلّ زاوية من زواياها، وقام ولم يقعد كما يقال عشاق المنتخب الأرجنتيني وأيقونته ليونيل ميسي بعد نهاية المباراة والفوز بلقب طال انتظاره للأسطورة ميسي ومحبيه في كلّ مكان على ظهر الكوكب كتتويج لمسيرته الاستثنائية في عالم الساحرة المستديرة التي أنصفته أخيراً في سن الخامسة والثلاثين عاماً.
لن نستعرض هنا ما قدّمه ميسي، سواء خلال المونديال الذي نال لقب أفضل لاعب فيه أو عبر مسيرته الظافرة، من بطولات وأرقام تتحدث عن نفسها، ناهيك عن السحر الكروي الذي سلب به الألباب، بل سنتطرق إلى الدروس والعبر التي قدّمها منتخب الأرجنتين ليصل إلى القمة رغم عثرة البداية التي تبعها تأكيد من القائد ميسي بأن هذا المنتخب لن يخذل جمهوره وعشاقه، في الوقت الذي أعلن فيه لاعبو الأرجنتين بأنهم سيقاتلون من أجل حلم الشعب.
حلم الكابتن ليو بحمل الكأس التي خسرها في نهائي 2014 وكانت الوحيدة التي غابت عن كوكبة إنجازاته مع المنتخب، وبالفعل وكما قال ميسي في تصريحه بعد الفوز باللقب الثالث للتانغو بعد أن شكر من دعم الفريق وآمن به: عندما نقاتل معاً ونتحد نكون قادرين على تحقيق الهدف الذي نصبو إليه، وأضاف أن ميزة هذه المجموعة (الفريق) الذي تتقدم فيه مصلحة الكلّ على الفرد، هي قوة الجميع الذين يقاتلون من أجل الحلم نفسه.
ذلك الكلام مختصر مفيد لما نريد إسقاطه على واقعنا الكروي، مع حفظ الفوارق ولفت النظر إلى ظروف الأرجنتين الداخلية التي كان لكرة القدم مفعول السحر فيها، ولنا في ذلك مثال التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا التي جمعت أطياف السوريين ووحدتهم خلف منتخب بلادهم، لكن تلك الطفرة تبعها حسرات، لأننا لا نعرف كيف نبدأ وماذا نريد؟.
مسيرة الأرجنتين في كأس العالم لم تكن سهلة على الإطلاق، الروح كانت تلعب قبل الأجساد والأقدام، لتعوّض الفوارق أحياناً، فالنجم غيّر طباعه وأظهر شراسة لم نعهدها وتحمّل المسؤولية في كلّ مرة، بينما أعطى المدرّب الشاب سكالوني الإضافة، وهو أصلاً كان جنباً إلى جنب في دورة تدريبية مع أحد مدربينا السوريين، لكن الفرق أنه قاد الأرجنتين لتحقيق الحلم، بينما مازلنا نتخبط في حلقة مفرغة، ننتظر المال لنبدأ في إصلاح ما أفسده دهر كرتنا، وهل مجرد فكرة التجديد بالنسبة للمنتخب الأول ستفيد أم أن علينا أن نضرب الجذور في الأرض وننتظر طويلاً قبل أن نقطف الثمار؟.