ماكرون يصنع معركة بحرية مع روسيا في خياله
تقرير إخباري:
يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يعُد يجد مناسبة لائقة للظهور من خلالها، فبعد حضوره اللافت في الدوحة لمتابعة مباريات المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم، أملاً في الحصول على نصر معيّن من هناك يجيّره لنفسه ويهديه للشعب الفرنسي تعويضاً عن الأزمات المتلاحقة التي تضرب اقتصاده على خلفية السياسات الغبية لقيادته، قرّر ماكرون مخاطبة جيش بلاده من على متن حاملة الطائرات شارل ديغول، مشيداً باحترافيّته خلال تفاعلات مختلفة مع السفن البحرية الروسية التي “أظهرت سلوكاً غير ودّي إلى حدّ ما”، دون أن يحدّد الحادثة التي وقعت في هذا الشأن أو يذكر المثال الواضح الذي يتحدّث عنه، وكأنه يتحدّث عن معركة بحرية حدثت في خياله مع السفن الروسية، ولم يستطع أحد من المتابعين طبعاً تحديد الموضوع الذي يشير إليه في كلامه.
وإذا كانت وزارة الدفاع الروسية، ذكرت في أكثر من مناسبة، أن السفن والطائرات الروسية تعمل وفقاً للقواعد الدولية ومتطلبات السلامة، حيث أكّدت في وقت سابق أنه في الـ12 من شباط الماضي، تم اكتشاف غواصة أمريكية من طراز فرجينيا في المياه الإقليمية الروسية بالقرب من جزيرة كوريل، وأمر طاقمها بـ”الصعود على الفور”. وبعد تجاهل طاقم السفينة الطلب، استخدمت الفرقاطة الروسية وسائل خاصة، وغادرت الغواصة المياه الإقليمية لروسيا بأقصى سرعة.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إلى بروتوكول الإجراءات ضد السفن الأجنبية المخالفة.
فعن ماذا يبحث الرئيس الفرنسي يا تُرى من خلال صناعة نصر عسكري في حديثه أمام الجيش، وما هي المعركة البحرية التي انتصر فيها الأسطول الفرنسي على الأسطول الروسي، وإذا كان يتحدّث باسم حلف شمال الأطلسي، فلماذا لم يذكر الحادثة بعينها؟.
ولكن يبدو أن ماكرون يتحدّث عن ذلك وفي ذهنه التقدّم الواضح الذي أظهرته الصناعات العسكرية الروسية في شتى المجالات، وخاصة ما أعلنت عنه مصادر مطلعة من أن الخبراء الروس سيعملون على تعديل وتحديث واحدة من أشهر السفن الحربية التابعة للجيش، حيث سيعملون على تحديث سفينة الأدميرال فينوغرادوف الصاروخية المضادة للغواصات، وبعد التحديث ستعود هذه السفينة إلى الخدمة في الجيش الروسي عام 2024 أو 2025.
فسفينة الأدميرال فينوغرادوف ستحصل على قدرات هجومية أكبر بعد التعديل، مقارنة بسفينة الأدميرال شابوشنيكوف من الفئة نفسها التي تم تحديثها سابقاً، وستصبح لها قدرات ضاربة أقرب إلى قدرات فرقاطة حربية، وستجهز على الأغلب بصواريخ Caliber-NK المجنّحة، وصواريخ زيركون الروسية الأسرع من الصوت.
كل ذلك ربّما يثير الرعب في ذهن قادة الأطلسي الذين يبدو أنهم يراقبون عن كثب التطوّرات العسكرية التي يعلن عنها القادة الروس بشكل مطّرد، وبالتالي فإن ماكرون يحاول التغطية على ذلك بصناعة نصر عسكري في الخيال، ربما يمكّنه من تعويض هزائمه المتكرّرة داخلياً وخارجياً.
طلال ياسر الزعبي