الإمام الخامنئي: هجوم شيراز فضح دور الأمريكيين في صناعة الإرهاب
طهران- سانا
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي، أن الهجوم الإرهابي على مرقد أحمد بن موسى في مدينة شيراز قبل شهرين فضح الأميركيين الذين يرفعون شعار حقوق الإنسان بالقول، لكنهم يصنعون مجموعاتٍ إرهابية خطرة بالفعل.
وقال الخامنئي خلال استقباله اليوم مجموعة من أهالي شهداء الهجوم الإرهابي المذكور: إن داعمي وصنّاع تنظيم داعش الإرهابي الأساسيين متواطئون في هذه الجريمة، وهم منافقون لدرجة أنهم يرفعون راية حقوق الإنسان بالأقوال لكنهم في الأفعال يصنعون مجموعاتٍ إرهابية خطيرة.
واعتبر الخامنئي اغتيال الزوار والمصلين بأنه عمل مختلف عن الحوادث الإرهابية الأخرى، ويسبّب فضيحة مزدوجة للعدو، وعلى المؤسسات الثقافية في إيران تخليد ذكرى شهداء حادث شيراز ونقله للأجيال القادمة.
وكان إرهابي من “داعش” أطلق النار مساء الـ26 من تشرين الأول الماضي على الزوار والمصلين في مرقد أحمد بن موسى في مدينة شيراز مركز محافظة فارس جنوب إيران، ما أسفر عن استشهاد 13 شخصاً، وإصابة 40 آخرين.
إلى ذلك، ندّد المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران مسعود ستايشي بقرار إلغاء عضوية إيران من لجنة وضع المرأة، معتبراً أن ذلك استمرار للضغط السياسي المنفّذ ضد الشعب الإيراني وخاصة على النساء.
وقال ستايشي في مؤتمر صحفي اليوم: إن هذا القرار جاء للتغطية على الإجراءات المعادية للثقافة والأخلاق التي تمارسها الدول المدّعية لحقوق المرأة ضد النساء في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: إن الذين خطّطوا لهذا القرار هم أولئك الذين يمارسون أبشع صور التمييز الاجتماعي ضد المرأة في بلدانهم، وحوّلوا النساء والأطفال حول العالم إلى أداة لأعمالهم القذرة.
من جهة ثانية، التقى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وناقشا معاً تطوّرات الملف النووي وأعمال الشغب الأخيرة في إيران.
وقال بوريل عبر حسابه في “تويتر”: إنّه عقد اجتماعاً مع أمير عبد اللهيان في الأردن على هامش القمة المنعقدة بشأن العراق، وقال: إنّهما اتفقا على ضرورة استمرار التواصل وإعادة العمل بالاتفاق النووي على أساس مفاوضات فيينا، موضحاً أنّ الجانبين اتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وإعادة إحياء الاتفاق النووي على أساس محادثات فيينا.
وأصدرت الخارجية الإيرانية بياناً قالت فيه: إنّ أمير عبد اللهيان أكّد لبوريل “استعداد إيران لاختتام مفاوضات فيينا على أساس مسوّدة حزمة التفاوض التي جاءت نتيجة شهور من المفاوضات الجادة والمكثفة”.
وأدان وزير الخارجية خلال الاجتماع “نهج الدول الغربية في دعم مثيري الشغب وفرض عقوبات غير قانونية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بذرائع واهية لحماية حقوق الإنسان”.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أعلنت أنّ وزير خارجية إيران وكبير المفاوضين النوويين اجتمعا مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومسؤول من الاتحاد الأوروبي معنيّ بتنسيق المحادثات النووية مع إيران في الأردن اليوم الثلاثاء.
إلى ذلك، اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودول الغرب يحاولون تبرير تنصل واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي مع إيران وانسحابها منه عام 2018.
ونقلت وكالة نوفوستي عن نيبينزيا قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس خُصّص لموضوع تنفيذ القرار (2231) الذي أقرّ خطة العمل الشاملة: “يمكننا ملاحظة النقص الجدي نفسه في التقرير نصف السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2231)، حيث إنه يساوي عملياً بين تصرّفات الولايات المتحدة وإيران، وقد بدأ يتكوّن للجميع انطباع بأن الغرب وغوتيريش يحاولان تبرير خروج واشنطن من الصفقة وهو ما يخلق صورة مشوّهة، كما لو أن هذا الاتفاق بدأ ينهار من تلقاء نفسه أو التصوير بأن طهران هي المسؤولة منذ البداية عن تعطيله وهو الأمر الأكثر عبثية”.
وتابع نيبينزيا: “من المؤسف أن منسّق (تشكيلة قرار 2231) في خطابه لم يُشِر مباشرة إلى السبب الجذري المعروف للمشكلات الحالية مع خطة العمل الشاملة المشتركة، ألا وهو انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق عام 2018، والانتهاك اللاحق لأحكامها بما في ذلك فرض عقوبات على إيران أحادية الجانب”.
وشدّد المندوب الروسي على أن الحديث يجب ألا يدور حول تقديم استثناءات وإعفاءات، بل عن الإلغاء الكامل للعقوبات غير القانونية التي فرضتها الولايات المتحدة ضد إيران في انتهاك للقرار 2231، وقال: “من تقرير الأمين العام قد ينشأ انطباع خاطئ بأن الإعفاءات ستكون كافية”.
وحذّر نيبينزيا من أن الضغوط المفروضة على إيران يمكن أن تتسبّب بتعطيل إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وأضاف: “لا نرى مشكلات مستعصية تحول دون استعادة الاتفاق النووي، ومع ذلك نجد أنفسنا في منعطف حرج، فمحاولات الضغط على إيران والتوترات المتصاعدة بشكل غير مبرّر والهجمات المفتعلة لاستفزاز الأطراف الأخرى من شأنها أن تلغي تماماً احتمالات استعادة الاتفاق النووي”.
يُذكر أن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي كانوا قد وقعوا على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، وانسحبت واشنطن من جانب واحد من الاتفاقية عام 2018، وأعادت فرض عقوبات شاملة على إيران.
وفي سياق آخر، وحول مزاعم تزويد إيران لروسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، جدّد نيبينزيا التأكيد أن هذه الاتهامات باطلة ومختلقة ولا أساس لها من الصحة.