خدمةً لـ”إسرائيل”.. الغرب يسعى لإقحام إيران في الملف الأوكراني
تقرير إخباري:
تسعى دول الغرب قاطبةً إلى إقحام إيران في الملف الأوكراني إرضاء للكيان الإسرائيلي، وذلك لغايات عديدة أبرزها ما يسمّى “الملف النووي”، وممارسة المزيد من الضغط على إيران وروسيا معاً، وخاصةً مع تزايد تعاون البلدين عبر توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الطويلة الأمد في مجال الصناعات الفضائية والتبادل التجاري والطاقة والغاز، كما تستمرّ أوروبا باستخدام سلاح العقوبات، ظناً منها أن ذلك سيزيد من عزل موسكو وطهران دولياً، أو يضعفهما، ناهيك عن لجوئها إلى حملات التحريض والشيطنة ضدّهما.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي أي إيه” أبدت خشيتها من تزايد علاقات التعاون بين موسكو وطهران، مؤكدةً أن ذلك تحوّل لتشكيل مرحلة أولى من التعاون والشراكة الدفاعية الواسعة بينهما، وأنهما بحاجة إلى بعضهما أكثر من أيّ وقتٍ مضى، كما أبدت قلقها من تنامي التعاون ليس فقط في أوكرانيا بل في الشرق الأوسط، أما البيت الأبيض فقد حذّر أيضاً من أنّ هذه العلاقة تهدّد السلم الإقليمي -حسب تعبيره- وأنّ موسكو تدعم إيران عسكرياً بشكلٍ غير مسبوق، متناسياً ادّعاءات سابقة بأنّ “إيران ترسل المسيرات والصواريخ إلى روسيا لدعمها في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
وفي الحقيقة، لا توجد أيّة مخاوف أمريكية من كلا البلدين، وكل ما تطمح إليه واشنطن هو المزيد من العزل والضغط لجرّ المزيد من العقوبات والإجراءات ضدّهما مستقبلاً، والحدّ من تفوّقهما العسكري والاقتصادي، وفي الوقت نفسه تعمل أمريكا على تأجيج الحرب على روسيا من خلال دعم نظام كييف، وتقول التسريبات: إنه “تم منح نظام كييف صواريخ بعيدة المدى وأنظمة بطاريات صواريخ، وإن واشنطن تلتزم السرية بذلك، خشية الضلوع المباشر والمكشوف في الحرب، وعلى أمل إطالتها لأكبر فترة ممكنة”.
وفي النهاية، العقوبات الأمريكية والأوروبية فُرضت بطريقة خالية من الذكاء، وتستمرّ على النهج ذاته، وهذا ليس بجديد، لكنّ اللافت أنّ الدولتين وعلى اعتبار أنهما من الدول المنتجة للنفط والغاز والعديد من الثروات الأخرى، شهدتا التفافاً حولهما من الكثير من الدول لشراء منتجاتهما وتوسيع التبادل معهما، ما حقق نتيجة عكسية لطموحات الغرب، وأسقط آلياته التقليدية في محاولته لتركيع الدول.
بشار محي الدين المحمد