” نصرنا ميلاد ” … احتفالية فنية في الذكرى السادسة لانتصار حلب على الإرهاب
حلب – معن الغادري:
هي النجمة السادسة لانتصار حلب على الإرهاب، تغفو وتصحو على سفح قلعتها الشامخة، وتضيء بنورها سماء حلب، و تسمو وتعلو لتعانق روح الشهيد في العلياء فرحاً وزهواً وعطاءً، لتكتب من جديد بحبر الدم الطاهر الذكي، تاريخ أمةٍ مجيد، وشعب أبيّ لم يعرف الخنوع والهزيمة، فكانت رايته النصر على الدوام، تخفق عزة وفخاراً.
هي الذكرى السادسة لانتصار حلب على قوى الظلام، تطل من حاراتها العتيقة و أسواقها القديمة ومن ثنايا زواياها وجمال أقواسها وساحاتها بعبقها الفوّاح المعهود، لتقول للعالم أجمع: ها هي حلب تنبض بالحياة ولم تخلع عنها يوماً الأبيض الناصع رغم ألم ووجع الحرب، وعتمة الإرهاب الذي اندحر إلى غير رجعةٍ، وها هي حلب اليوم بتكبيرات مآذنها وأجراس كنائسها تنشد الآن وكلّ يوم لحن المحبة والسلام والخلود.. ” نصرنا ميلاد “.. روعة التعبير وإبهار الصورة وغنى الدلالة.
احتفاليةٌ جسدت كل معاني البطولة والتضحية والفداء والتجذّر بالأرض في الذكرى السادسة لانتصار حلب، وليس صدفةً أنها تتزامن كل عام مع احتفالات شعبنا بأعياد الميلاد المجيد، بل هو نصر باركه الله في عيد رسول المحبة والسلام.
شعاع النصر ملأ المكان بالنشيد الأغلى (حماة الديار عليكم سلام)، تبعه فيلم مصور وثّق بطولات وتضحيات بواسل جيشنا العربي السوري في وجه الإرهاب، ومسيرة إعمار وبناء ما دمره الإرهاب، كما شهد الحفل تقريراً عن الشاعر الغنائي الكبير صفوح شغالة الذي أشرف على الاحتفالية قبيل رحيله.
وفي كلمة له، أكد راعي الاحتفال محافظ حلب حسين دياب أن “احتفالنا اليوم بالذكرى السادسة لتحرير مدينة حلب والذي يتزامن مع أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة هو يوم مجيد تتوج فيه قامات السنديان.. الذين ناضلوا كي تسمو لنا الحياة حرة رغم أنف المعتدين”.
وأضاف: إنّ حلب التي كانت شاهدةً على ولادة التاريخ، وكتبت بانتصاراتها سفراً جديداً، من أسفار الإرادة والعطاء والحياة. كانت ومازالت في عيون سيد الوطن تجري في دمائه، تجسيداً لحالة عشق أبدي، مع أهل هذه المدينة الصامدة، التي يعلو شأنها يوماً بعد يوم باهتمامه الدائم والمستمر.
وأشار دياب إلى أنّ “حلب العظيمة التي كانت دائماً في قلب بشارها .. وفي روح سيدة الياسمين التي عشقت حجارتها وحاراتها ..فاستحقت هذا الاهتمام .. لأنها المدينة الصابرة المقاومة .. ولأن أهلها الطيبون الذين صبروا وصابروا على ويلات الحرب يستحقون كل التقدير .. لذا كانت حلب محطة يومية، لمتابعة دقيقة ومستمرة بكل تفاصيلها من سيد الوطن وسيدة الياسمين حتى تعود كسابق عهدها نابضةً بالحياة والأمل”.
وختم راعي الاحتفال بالقول: إنه في انتصار حلب تحول الزمن الى تاريخ ، وكانت وما تزال وستبقى على عهد الوفاء والولاء لسيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، وستبقى تتزين بياسمين دمشقها، وعطر سيدة الياسمين.
إلى ذلك، تنوعت الفقرات الفنية من وحي المناسبة، إذ أطلت الراحلة ميادة بسيليس بصوتها الجميل بأغنية – فوق الغيم – من ألحان وتوزيع المايسترو سمير كويفاتي، وقدمت الفرقة الشركسية لوحة فنية استعراضية راقصة جسدت معاني الرجولة والبطولة ووحدة الشعب والأرض خلف القائد الأسد في وجه أعداء الوطن، وغنّى مطرب حلب الفنان صفوان عابد أغنية خصها للمناسبة بعنوان (أنا سوري) عبّرت عن فخر واعتزاز كل الشعب بوطنه وهويته السورية.
كذلك قدّم كوكبةٌ من نجوم الفن الحلبي مجموعةً من الأغاني التراثية والوطنية بمشاركة فرقة كارني للمسرح الراقص، تلاها عرض أوبريت (شئتم.. أبيتم) لفرقة نجوم حلب في بانوراما غنائية وقصصية أكدت أن أرض وسماء الوطن حرام على الأعداء وأن الشعب السوري بصموده وبطولاته وتلاحمه خلف جيشه وقائده لن يتنازل عن ذرة تراب واحدة، وسيبقى متمسكاً بأرضه، أرض الحضارات والديانات السماوية، واختتم الحفل بأغنية (حلب الحضارة) بمشاركة فرقة كورال نادي شباب العروبة.
جدير بالذكر أن الراحل شاعر حلب الغنائي صفوح شغالة قبل رحيله منتصف الشهر الحالي قدم كلمات الحفل وأشعاره، فيما أشرف على الحفل موسيقياً المايسترو سمير كويفاتية وأخرجه كمال شنو.
حضر الاحتفال الرفيق أمين فرع حلب للحزب أحمد منصور وقائد شرطة المحافظة، وحشد من المعنيين والأهالي.