“ديلي مايل”: الاحتلال يعتدي على المسيحيين في فلسطين المحتلة لتهجيرهم أيضاً
الأرض المحتلة – تقارير:
تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسيحيي قطاع غزة المحاصر من الانتقال إلى الضفة الغربية المحتلة للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد في بيت لحم، في وقتٍ تستمر بالاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مع اتفاق بنيامين نتنياهو مع المتطرفين الدينيين “الحريديم” على تشكيل حكومة “هالاخاه” أي “حكومة تطبيق الشريعة اليهودية” بشكل قسري، وتواصل اعتداءات المستوطنين المتكرّرة على المسجد الأقصى، التي ازدادت وتيرتها في الفترة الأخير بحجة الاحتفال بما يسمى “عيد الأنوار – الحانوكاه”.
وسلطت صحيفة “ديلي مايل” البريطانية الضوء على ممارسات الاحتلال في التضييق على المسيحيين من أبناء الشعب الفلسطيني لتهجيرهم أسوةٍ ببقية أبناء الشعب الفلسطيني، وقالت الصحيفة: إن المسيحيين الفلسطينيين في الأرض المقدسة، في مدينتي القدس وبيت لحم، يطالبون بالمساعدة مع استمرار تضاؤل أعدادهم، ويواجهون التمييز والصعوبات الاقتصادية، كما أجرت الصحيفة مقارنة بين مسيحيي بريطانيا من جهة، الذين يتطلعون إلى عيد الميلاد على الرغم من أزمة غلاء المعيشة والفوضى، التي سببتها الإضرابات، وبين مسيحيي القدس المحتلة من جهةٍ أخرى، والذين بدأ اعتناقهم المسيحية قبل 2000 عام، مؤكدةً أنهم يقاسون جميع أنواع المعاناة مضيفةً أنه يتم البصق على رجال الدين وهم يقودون مواكب إلى كنيسة القيامة، وتتعرض كنائس أخرى للهجوم من مثيري الحرائق من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت: وقعت حادثة من هذا النوع عندما بصق جنود إسرائيليون، من لواء “غفعاتي”، على رجال دين مسيحيين رفيعي المستوى، وعلى الصليب الذي يحملونه، خلال مسيرة عيد الصليب في القدس المحتلة، مستندةً إلى ما رواه رجل دين رفيع من الكنيسة الأرمنية، حيث أكد أن قوات الاحتلال “بصقوا عليه وعلى الصليب الذي يحمله”، وهو يستذكر لحظات من المسيرة الاحتفالية التي نُظِّمَتْ الشهر الماضي، والتي تحوّلت إلى “مسيرة إهانة وانفعال”.
كذلك أكّدت الصحيفة، أن “المستوطنين قادوا عمليات الاقتحام في الحي المسيحي، والتي تجلّت مؤخراً بالاستيلاء على دار ضيافة ليتل بترا، واحتُلوها بصورة غير قانونية في نيسان من العام الجاري، وهي في طور التجديد وجرّدوها من جميع علامات استخدامها السابق”. ويرى السياح الذين يأتون إلى القدس المحتلة مؤشراتٍ على التحديات التي يواجهها المسيحيون الفلسطينيون، وعلامات التوتر موجودة في كل مكان، ففي جبل صهيون، وفقاً للصحيفة فإن “هناك كنيسة أرثوذكسية يونانية يعتقد بعض المسيحيين أنها كانت تُستخدم من أتباع يسوع الأوائل، تحتاج إلى الحماية بواسطة القضبان والأسوار، واستُهدفت مراراً وتكراراً من جانب المخربين من المستوطنين، حيث تمّ اختراقها من جانب أعضاء جماعة تابعة للاحتلال في حزيران الماضي، وهددوا حارس الأمن وقالوا له: نحن نعلم أين تعيش وسوف نقتلك، كذلك هاجمت الجماعة مجموعة من الكهنة الأرمن، الأمر الذي أدى إلى نقل أحدهم إلى المستشفى في أيار من العام الماضي”.
في المقابل، وعلى الرغم من تعسّف الاحتلال الاسرائيلي، الذي يمنع، كما في كل عام، المئات منهم من السفر إلى الضفة والقدس المحتلتين، يُحْيي المسيحيون في غزة احتفالات الميلاد المجيد بإضاءة شجرة عيد الميلاد.
وحسب بيان سابق للأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، حنا عيسى، فإن من بين الفلسطينيين الذين تعرضوا للتهجير وعاشوا تجربة اللجوء، ما بين 40 و50 ألفاً من المسيحيين العرب، الذين كانوا يشكّلون أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين عام 1948، ويقول عيسى: إن عدد السكان المسيحيين كان يتجاوز 30 ألف مسيحي في القدس عام 1944، ثم تراجع عددهم بالتدريج ليصبح اليوم أقل من 5 آلاف نسمة.