لافروف: تدخّل أمريكا يدفع نحو الهاوية.. والغرب فقد مصداقيته سياسياً
صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية دفع بكثير من الدول إلى حافة الهاوية بما في ذلك العراق وليبيا وأفغانستان.
جاء ذلك في لقاء الوزير برؤساء ومديري وسائل الإعلام الروسية الاثنين، حيث قال لافروف: إن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الدول التي تبعد عنها بعشرات الآلاف من الأميال، بدعوى التهديد، أدى إلى مآس كثيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وأدى إلى مقتل ما يزيد عن مليون مدني، ودفع بتلك البلاد إلى حافة الهاوية.
وتابع الوزير بأن الأمريكيين، وبعد عشرين عاماً من الوجود في أفغانستان، تركوا البلاد مدمرة، فيما تستمر التهديدات الإرهابية من هناك، وعلى مدى عشرين عاما لم يقم الأمريكيون ببناء مؤسسة صناعية واحدة في البلاد، وإنما تفاقم فقر أفغانستان بسبب سرقة الأموال المتبقية من الحكومة السابقة، ولا يريد الأمريكيون إعادتها.
وأشار لافروف إلى أن الغرب فقد مصداقيته تماماً كشريك في العلاقات الاقتصادية والسياسية، مؤكداً أنه في المستقبل القريب سيلاحظ الغرب انخفاضاً كبيراً في قدرته على توجيه الاقتصاد العالمي، وسيتعين عليه التفاوض بصرف النظر عن رغبته في ذلك من عدمها.
وبين لافروف أن أقصى أولويات الغرب اليوم هي إلحاق هزيمة استراتيجية لروسيا في أوكرانيا لدرجة أنه انخرط مباشرة بالقتال فيها، كما أن واشنطن تدفع العالم للانخراط في نهج العقوبات، واتخاذ مواقف عدائية تجاه روسيا في محاولة فاشلة لوقف تشكل العالم متعدد الأقطاب.
وشدد لافروف على أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم للوصول إلى الاستقلالية الكاملة في جميع المجالات كما أنها ستتخلص من النظام المالي الغربي لكن ذلك يحتاج إلى وقت.
وقال لافروف: “لن نركض خلف الغرب.. لقد قطعوا جميع العلاقات تقريباً.. لدينا من نتعاون معه في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وفي الرياضة، وسنركز على أولئك الذين لم يخذلونا أبداً، والذين توصلنا معهم أحياناً إلى حل وسط”.
وفي سياقٍ آخر، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين من خطورة تصرفات نظام كييف بخصوص محطة الطاقة النووية في زابورجيه.
ونقلت وكالة تاس عن غالوزين قوله اليوم: “إن هذه التصرفات يمكن أن تؤدي إلى كارثة، ونحن نبذل قصارى جهدنا لضمان تنفيذ مهمة إنشاء منطقة أمنية حول محطة زابورجيه، وتقليل مخاطر وقوع حادث في هذه المنشأة النووية إلى الصفر، ونأمل أن يتعقل الجانب الأوكراني، مؤكداً أن موسكو ترغب بإنشاء المنطقة الأمنية حول محطة زابوروجيه النووية “زي ان بي بي ” في أقرب وقت ممكن”.
ولفت غالوزين إلى أن المفاعل الآن خاضع للسلطة القضائية الروسية ويتم تشغيله من قبل شركة الإدارة الخاصة بنا.. وفي هذا الصدد نحن مهتمون للغاية بتشغيل محطة الطاقة النووية الذي يجري بهدوء وأمان، ومع ذلك نحن ما زلنا لا نرى خطوات بناءة حقيقية من جانب السلطات الأوكرانية في التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء منطقة أمنية حول محطة زابوروجيه.
وشدّد غالوزين على أنه من غير المسؤولية تعريض محطة الطاقة النووية وكذلك بنيتها التحتية للخطر، إذ يمكن أن تكون عواقب مثل هذه الأعمال أكثر كارثية.
ولفت غالوزين إلى أن الجانب الروسي يقدر جهود الوساطة التي يبذلها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لإحراز تقدم في هذه القضية.
من جانب آخر أكد نائب وزير الخارجية الروسي أن التنبؤ بموعد نهاية الأزمة الأوكرانية أصبح الآن غير وارد في ضوء خطط وشروط الغرب ونظام كييف العبثية.