لافروف: السياسة الغربية تجاه روسيا تحمل مخاطر المواجهة بين القوى النووية
موسكو – تقارير:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن سياسة الغرب التي تستهدف احتواء روسيا خطيرة للغاية وتنطوي على مخاطر الانزلاق إلى صدام مسلح مباشر بين القوى النووية.
وقال لافروف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية: إن “التكهنات غير المسؤولة بأن روسيا على وشك استخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا يتم إطلاقها باستمرار في الغرب، حيث يعمل السياسيون الغربيون على شحذ الخطاب بشأن هذه القضية وهم الذين يجب أن يتم سؤالهم عما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر في عام 2023″، مشيراً إلى أن موسكو “كررت مراراً أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية ويجب ألا يتم إطلاق العنان لها أبداً”.
وفي سياق متصل حذر لافروف من أن نظام كييف يحاول جر الولايات المتحدة وأعضاء الناتو الآخرين إلى عمق الأزمة في أوكرانيا للصدام المباشر مع روسيا.
وقال لافروف: “يكفي أن نتذكر استفزاز الـ 15 من تشرين الثاني الماضي بسقوط صاروخ الدفاع الجوي الأوكراني على أراضي بولندا والذي حاول الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي زورا إلصاقه بروسيا”، مضيفاً: إنه من الجيد أن يكون لدى واشنطن وبروكسل في ذلك الوقت إحساس بعدم الوقوع في هذه الخدعة، لكن الحادث أظهر أن النظام الاوكراني لن يتوقف عند أي شيء.
وبين لافروف أن موسكو لن تتوقف عن تحذير أعدائها في الغرب من خطر تصعيد الأزمة الأوكرانية وقال: “مع المجموعة التي قاموا بتشكيلها في كييف فإن خطر حدوث تطور غير منضبط للوضع لا يزال مرتفعا للغاية، من المهم منع وقوع كارثة”، داعياً الى “تنفيذ مقترحات نزع السلاح من الأراضي التي تسيطر عليها كييف والقضاء على التهديدات الأمنية وإلا فإن الجيش الروسي سيحسم المسألة”.
وبخصوص مدة الصراع في أوكرانيا قال لافروف إن “الكرة فيما يخص هذا الموضوع بيد النظام الاوكراني وواشنطن من خلفه، وفي أي لحظة يمكنهما وقف المقاومة العبثية”.
ورداً على تصريحات مسؤولين أمريكيين من البنتاغون حول توجيه ما تسمى بـ (ضربة قطع الرأس) إلى الكرملين اعتبر لافروف أن هذه التصريحات تمثل “تهديداً بالتصفية الجسدية لرئيس الدولة الروسية”.
وأشار لافروف إلى أن “واشنطن ذهبت أبعد من الجميع، وإذا قام شخص ما برعاية مثل هذه الأفكار فعليه أن يفكر مليا في العواقب المحتملة لمثل هذه الخطط”، مؤكداً أن “تصرفات وإشارات المسؤولين الغربيين إلى مواجهة نووية تظهر أنهم تخلوا تماماً عن اللباقة، فمن الواضح أن ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا السابقة أعلنت خلال المناظرة التي سبقت الانتخابات أنها مستعدة تماماً لإصدار أمر بتوجيه ضربة نووية، ناهيك عن الاستفزازات الخارجة عن المنطق لنظام كييف، حيث وصل الأمر بزيلينسكي رئيس النظام الأوكراني بمطالبة دول الناتو بتوجيه ضربات نووية وقائية إلى روسيا وهذا أيضاً يتجاوز حدود ما هو مقبول”.
من جهة ثانية أكد لافروف أن موسكو مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية سواء فيما يخص الوضع حول أوكرانيا أو على المستوى الاستراتيجي مع واشنطن عندما تكون الأخيرة ناضجة لذلك وقال: “لكن دعونا ننتظر حتى تنضج واشنطن لتدرك فشل مسارها الحالي وتتأكد من عدم وجود بديل عن بناء علاقات معنا على أساس الاحترام المتبادل والمساواة مع مراعاة إلزامية المصالح الروسية المشروعة”.
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو ستفي بشكل صارم بجميع التزاماتها تجاه الشركاء فيما يتعلق بتوريد الأسلحة.
ونقلت سبوتنيك عن زاخاروفا قولها في تصريح اليوم: “نعلن بمسؤولية كاملة أن روسيا ستفي بصرامة بجميع الالتزامات ذات الصلة لشركائها في المشاريع الحالية والمستقبلية، على الرغم من تلميحات الولايات المتحدة لعدم قدرة روسيا على توفير الصيانة وقطع الغيار الأصلية للإصلاح.
وأضافت زاخاروفا: “إن موسكو ترى نشاطاً متزايداً لمبعوثي الحكومة الأمريكية الذين يعملون من بين أمور أخرى من خلال السفارات الأمريكية، ما يضغط على القيادة العسكرية والسياسية للدول التي تستخدم وكالات إنفاذ القانون فيها معدات طيران روسية الصنع، مشيرة إلى أن هدفهم من ذلك هو وقف تشغيل المعدات ونقلها إلى أوكرانيا”.
وتابعت زاخاروفا: إنهم يروجون بشكل خبيث لعجز روسيا الاتحادية المزعوم في الظروف الحديثة عن توفير صيانة عالية الجودة وقطع غيار أصلية لازمة للإصلاح، لافتة إلى أنه في حالات نادرة كانت هناك تأخيرات في تسليم المنتجات الروسية الخاصة، نتيجة تهديدات العقوبات الغربية ضد شركات النقل الدولية المتعاونة مع روسيا.