عامٌ ثقيل
غسان فطوم
مع نهاية كل عام وبداية آخر، تنتعش الأحلام المجمدة في ثلاجة التأجيل، وتتفتح الأمنيات الخجولة المتكسرّة، لعل وعسى أن يكون القادم أجمل يحمل شيئاً من الفرح والأمل بأحوال أفضل ولو بالحدود الدنيا، على مبدأ “الرمد أهون من العمى”.
وبعيداً عن الأمنيات الشخصية، يمكن القول أن العام 2022 كان ثقيلاً جداً على السوريين، عتمٌ وبرد بسبب شحّ المحروقات، وزحمة مواصلات وجنون في الأسعار وصل لأرقام خيالية يعجز الدخل “المهدود” عن مجاراتها، لتختتم هذه المآسي بمنظر طوابير المتة في مشهد غير لائق بحق المواطن الذي صبر كثيراً على معاناته، ما يوحي بعجز أصحاب القرار عن إدارة أبسط الأمور.
ولعل السؤال الذي يجمعنا كسوريين قبل ساعات قليلة من حلول العام الجديد: هل سيحمل القادم حلاً لمشكلاتنا وانفراجاً لأزماتنا؟
لا شك أننا محكومون بالأمل، وننتظر أن يتحقق ذلك ونتطلع لخطوات جادة تغيّر الصورة النمطية للأداء التقليدي في معالجة المشكلات وتذليل الصعوبات، وتخفيف المعاناة التي باتت علامة فارقة في يومياتنا، فأعداد الفقراء تزداد وفرص العمل تنكمش، وهجرة الشباب مستمرّة وآفاق الحلول مغلقة، كل ذلك جعل المواطن خائفاً من استمرار هذا الوضع المتردّي على كل الصعد، وبات هاجسه كيف سيحسن وضعه المعيشي الذي وصل إلى درجة مخيفة وسط غياب، بل انعدام الحلول في تأمين أدنى متطلبات حياته؟
بالمختصر، ننتظر أن تكون همّة الحكومة قويةً مع بداية العام الجديد، وأن تكون أقوالها ووعودها التي أطلقتها منذ أقل من شهر على قدر أفعالها على الأرض، فالمواطن يريد حلولاً إستراتيجية لا عشوائية معتمدة على ضربة الحظ!، يريد برنامج عمل قائماً على أفكار جديدة مبدعة، وخططاً اقتصادية ذات جدوى عملية سريعة تُحقق تطلعاته وتلبي احتياجاته اليومية، من خلال إدارةٍ حسنة تملك إرادة قوية تعرف كيف تدير الأمور عبر أقصر الطرق وأوفرها بعيداً عن صيغ التسويف والحجج غير المنطقية، والقرارات الآنية والترقيعية التي تزيد الأمور تعقيداً.